من أنا

صورتي
القاهرة
كاتب صحفي متخصص في الجماعات والحركات الاسلامية في مصر والعالم رقم هاتفي 0020109899843 salaheldeen1979@hotmail.com

Most Popular

الخميس، 17 مارس 2011

أبو الفتوح: أرفض تأسيس حزب للإخوان المسلمين في مصر

القيادي البارز وعضو مجلس شورى الإخوان يتحدث لإسلام أون لاين
أبو الفتوح: أرفض تأسيس حزب للإخوان المسلمين في مصر

أجرى الحوار:
صلاح الدين حسن
إسلام أون لاين - القاهرة

بعد نجاح ثورة 25 يناير في الإطاحة بنظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك بادرت قيادات جماعة الإخوان المسلمين بالإعلان عن نيتها في إنشاء حزب سياسي جديد تحت مسمى "العدالة والحرية"، كما سمت وكيلا لمؤسسي الحزب هو الدكتور سعد الكتاتني بما يؤكد على حسم الجماعة قرارها بشأن إنشاء حزب سياسي للجماعة.. لكن يبقى المشكل في تحديد العلاقة بين الجماعة وبين الحزب بعد الإعلان عن صيغة البرنامج النهائية.

في هذا الحوار يفاجئنا القيادي البارز في الجماعة الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح أنه لا يؤيد إنشاء حزب سياسي يكون ممثلا للجماعة أو معبرا عنها أو أن تتحول الجماعة إلى حزب سياسي بدعوى أن هذا ليس من وظائف الجماعة الأساسية، مؤكدا أنه لو أخذ مجلس الشورى قرار إنشاء الحزب فقد خط طريقا جديدا للجماعة لن يكون معهم وفيه، ولجمهور الإخوان أن يقبل أو يرفض، مشيرا أنه إذا لم تغير الجماعة من نفسها بعد الثورة سيكون ذلك إيذانا بالقضاء عليها.

وأكد أبو الفتوح أن الجماعة لم تحسم أمرها في هذا الشأن إلا بعد انعقاد مجلس شوراها كونه المختص الأصيل في اتخاذ هذا القرار.. أبو الفتوح أطلق مفاجأة من العيار الثقيل تتمثل في تفكيره إنشاء حزب سياسي له مرجعية إسلامية.

نص الحوار

الجماعة وفلسفة الحزب

* هل تتماشى فلسفة الحزبية مع منهج الجماعة الذي وضعه مؤسسها حسن البنا أم ترى أن الجسد الإخواني يلفظ هذه الفكرة ولا ينسجم معها؟

** بداية لا بد لنا أن نفرق بين موقفين موقف الإخوان حينما فرضت عليهم المحظورية قبل ثورة 25 يناير، وبالتالي فقد كانت القضية الأساسية للإخوان هي اكتساب المشروعية باعتبار الإخوان تنظيما مدنيا دعويا، ويريد أن يعمل بطبيعته في النور ولو أن الإخوان كانوا يريدون أن يكونوا تنظيما غير مشروع لفعل ذلك الأستاذ البنا منذ النشأة، ويكون له عذره لأن الدولة كان بها احتلال إنجليزي لكنه رفض ذلك وأبى إلا أن تكون جماعة الإخوان المسلمين تنظيما مدنيا عمل في هذا الوقت في صورة جمعية لأن قانون الجمعيات لم يكن في هذا الوقت كما هو الآن مقيداً للحريات، بل كان موضوعا في ظل حريات وحالة من الليبرالية عمت مصر وعندما اصطدمت الثورة بالإخوان في عام 1954 ومنذ حكم السادات ومرورا بحكم مبارك أعطى للإخوان مشروعية فعلية، ولم يعطهم مشروعية قانونية.

وأداء النظام السابق لم يكن يدير بمنطق الدولة بل بمنطق (العزبة) فلا توجد دولة تسمح لفصيل وطني كبير مثل الإخوان أن يعمل هكذا بدون مشروعية قانونية ولم يكن هذا الوضع خاصا بالإخوان فقط بل بفصائل كثيرة جدا مثل الاشتراكيين الثوريين وحركة 6 أبريل وحركة كفاية.. فما كان وضع كل هؤلاء قانونا.. فصاحب "الأبعدية" لم تكن توجد لديه مشكلة في ذلك بهدف أن يظل الجميع بما فيهم المعارضة والإخوان تحت وطأة السلطة ووطأة جهاز أمن الدولة، وهو بالمناسبة أسوأ جهاز في مصر الذي كان يستخدمه الحاكم في قمع كل الوطن وليس لقمع المعارضين فقط بهذا الجهاز الذي يجب أن يحل فورا دون تباطؤ، ويجب أن يكون ذلك أهم مطالب الثورة.

لا داعي للحزب

* هذا عن موقف الإخوان قبل ثورة يناير، وماذا عن الموقف بعدها؟

** بعد الثورة لم يعد هناك حاجة لأن تصبح الإخوان حزبا ولا أن تنشئ حزبا، وأنا أعلنت هذا الرأي منذ 3 سنوات، وقلت إن الإخوان لا يجوز أن تكون حزبا ولا يجوز أن يكون لها حزب بل يجب أن تظل حركة إسلامية دعوية ومنظمة مدنية تمارس عملها الدعوي والنضالي بوسائل مشروعة وهي الوسائل التي مارسها الإخوان في فترة المشروعية من عام 1928إلى 1954، ثم مارسوها بالمشروعية الفعلية من عام 1970 حتى ثورة يناير 2011. إذن لا يوجد مبرر الآن للإخوان أن تكون حزبا ولا يجوز أن يكون لها حزب تقول إنه ممثل أو يعبر عنها.. نحن ضد هذه المسائل ليس من الناحية التنظيمية لكن من الناحية الأصولية والمبدئية.

* لكن أليس من حق أفراد الجماعة أن تمارس عملا سياسيا عبر الأحزاب الشرعية؟

** ما أقوله لا يمنع أي عدد من الإخوان أو مجموعة من الإخوان مع آخرين أن يكونوا حزبا بل هذا حق كل مجموعة على حدة، وحينها يكونون هم المؤسسين للحزب الواضعين لبرنامجه المنتخبين لقياداته، بعيداً عن الجماعة التي لا يجوز لها ذلك والذي يجعل قواعد الإخوان في حالة غضب شديد من أن يكون للجماعة حزب أو أن تعين وكيلاً لهذا الحزب.

وجماعة الإخوان المسلمين منذ أن نشأت حتى هذه اللحظة لا يستوعبها الحزب أما الإخوان المسلمين كمؤسسة دعوية تدعو الناس لاستقلال الوطن وتناضل من أجل الحريات ودخل أبناؤها السجون من أجل هذا لا يجوز لها أن تكون طرفا في منافسة سياسية، هذا ليس من رسالتنا، وهذا ليس لأن المنافسة السياسية والمنافسة على الحكم شيء مشين وخطأ لكن لأن هذا ليس من صميم أداء هيئة الإخوان المسلمين، والتي ليس منوطا بها أن تقيم نظاما كاملا للصحة أو نظاما كاملا للاقتصاد لكن تملك رؤية فقط رؤية لهذا المسائل وتدعو إليها.

الفصل بين السلطتين

* وماذا عن فصل الدعوي عن السياسي؟

** الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى والدعوة للدين وللقيم والمبادئ وللإسلام بشموله تعطي لمن يقوم بها سواء أكان فردا أو مؤسسة مثل هيئة الإخوان المسلمين سلطة معنوية، رضيت أم لم ترض -ليس هو الذي يريد بل هي التي تعطيه السلطة المعنوية- والجمع بين السلطة المعنوية الممثلة في الدعوة وبين السلطة السياسية خطر ماحق على الأمة.

فما الذي جعل الدولة المدنية عندما أُسست قررت أنه لا بد من فصل السلطات، ولماذا لم تجعل كل هذه السلطات سلطة واحدة لماذا كل هذا؟ للحيلولة دون استبداد أي مؤسسة بمقدرات الأمة لأن الأصل هو الشعب والأمة تتنازل عن بعض حقوقها من خلال عقد اجتماعي من أجل إدارة المجتمع.

لكن هي في الوقت ذاته تتحاشى أن تتنازل عن عدد من حقوقها أن تكون السلطة الموجودة مستبدة -كما حدث- فتغتال هذه السلطة بقية حقوقها، وهذا في الفكر السياسي الاجتماعي أطلق عليه الفصل بين السلطات، والذي يتحدث باسم الدين وباسم الدعوة له سلطة معنوية على الناس، فحينما تجتمع للهيئة السلطة المعنوية التي تمارسها بحكم أنها داعية والسلطة المادية بحكم أنها رئيس أو حاكم سيجعلنا عرضة للاستبداد.

* اجتمعت السلطتان في عهد النبي والخلفاء الراشدين ولم يكن هناك استبداد؟

** بعد هذه المرحلة انفصلت السلطتان لأنك لم تعد أمام نبي ولا راشدين من بعده، وعمليا فمنذ هذا الوقت انفصلت هذه السلطة عن هذه -والانفصال هنا انفصال وظيفي في القيم- فكان العلماء الذين يمثلون السلطة الدعوية والمعنوية في ناحية، وكانت الخلافة التي تمثل السلطة السياسية في ناحية أخرى، فإذا انحرفت السلطة السياسية عن قيم المجتمع وعن حضارته وقيمه الأصيلة تتحرك هذه السلطة وتقول له "قف" ليس لأنها تملك عليه أي سلطان مادي ولا ولاية ولكنها تمثل حضارة الأمة وقيمها.

* يفهم من ذلك أنك لا تحبذ الممارسة السياسية للجماعة؟

** الجماعة يجب أن تشارك في السياسية وأنا ضد فصل الدعوي عن السياسي.

البنا والسياسة

* لكن الجماعة حاولت أن تشارك وتنافس على السلطة منذ عهد مؤسسها حسن البنا الذي حاول أن يدخل البرلمان وقام بترشيح نفسه لعضويته؟

** ما تقوله أنت يؤيد ما قلته ويثبت ما أقوله لو كانوا يحترمون أداء الأستاذ البنا، فلو كان البنا رحمه الله يريد أن ينافس على السلطة، لكان قد شكل حزبا من البداية، وكان في هذا الوقت صناعة الحزب سهلة ولم يكن هناك صفوت الشريف ولا لجنة شؤون الأحزاب ولو كان الأستاذ البنا يريد أن ينافس بهيئته على الحكم لكان قد رشح مائة من الإخوان المسلمين. وليس معنى أني أقول لا ينبغي للجماعة أن تنشئ حزباً أو أن تكون طرفا في منافسة أنني لا أدعو إلى أن أقف "أتفرج".
ومن أجل هذا فإن المرة التي دخل فيها الأستاذ البنا الانتخابات دخل بشكل تكتيكي للضغط على رئيس الوزراء وقتها مصطفى النحاس لإعادة (الُشعب) فعندما قال له النحاس سأرجع (الُشعب ) قال له البنا إذن لن أخوض الانتخابات، ولو كان الترشيح مسألة مبدأ فلن يكون ليعود عنها ولا كان قد نزل بمفرده.. وهل من المعقول في هذا الوقت وفي قوة الإخوان عندما يفكر أن يدخل البنا البرلمان يدخل بواحد أو اثنين، ولماذا لم يدخلوا بـ 100 مرشح؟!

* عمليا ما الدور السياسي الذي يمكن أن تمارسه الجماعة إن لم يكن لها حزب؟

** المنافسة السياسية ليست في رسالة الجماعة وليس على أجندتها.. قبل وفاة الإمام البنا كان قد قال للأستاذ فريد عبدالخالق إنه يرى أن الحزب الوطني في هذا الوقت -وكان العام 1948- هو الحزب الأقرب إلى الحضارة الإسلامية لتحقيق أهداف الأمة واستقلالها، وإنه لو طال به الوقت لكان سيدعم هذا الحزب وهذا هو ما نقوله.

جماعة الإخوان المسلمين تمارس العمل السياسي لأنها تجمع من يدعو إلى الله، وأنها حينما تنظر إلى مساحة الحزبية وترى أن هذا الحزب أو هذا الشخص قد يحقق استقلال الأمة والحفاظ على مصالحها وحريتها ستدعمه فتدعم هذا الحزب أو ذاك دون أن يكون لها هي حزب.. هذا حتى لا يفهم من كلامي أن تتحول جماعة الإخوان المسلمين إلى جمعية دفن موتى بل لا بد أن تستمر كجماعة نضالية ترفع مفهوم الإسلام الشامل، وتناضل من أجله وتدعو الناس إليه؛ لكن هذا ليس معناه أن يكون لها وزارة صحة أو اقتصاد ليس هذا من عملها.

ويجب على أي حركة اسلامية أن تحافظ على نفسها كحركة مجتمعية نضالية تحافظ على استقلاليتها وحريتها بكل وسائل العمل النضالي فتقوم بعمل مؤتمرات وندوات وتقوم بنشر الوعي السياسي والخلقي والقيمي وتربي شباب الأمة للحفاظ على كيان المجتمع.. أما المنافسة على الحكم فهذا من عمل الأحزاب.
ودوري في هذه المسألة أن أقف كقوة إسلامية كبيرة مع هذا الحزب أو ذاك لأنه أقرب لأهداف الأمة ولا أقف مع هذا لبعده عن نفس السبب ومع أن الإخوان لا ينبغي أن يمارسوا هذا العمل (الحزبي) كهيئة إلا أن أفراد الإخوان لهم أن يمارسوه، لكن ليس باسم الجماعة.

* لكن هناك من يرى أن تظل الجماعة كما هي جماعة شاملة ولا يكون لها حزب، لكن تمارس العمل السياسي كما هي الآن بعد أن تكتسب المشروعية؟

** هذا الكلام لا يتماشى مع القوانين.. أنت تعيش في دولة حديثة أو من المفترض أن تكون حديثة وديمقراطية ولها دستور.. لكن ما هو أهم للجماعة من ذهابها في طريق الحزب هو أن تسعى لاكتساب المشروعية، وذلك عندما يكون قانون الجمعيات قانونا طبيعيا لأن القانون الموجود الآن ليس طبيعيا، فهو يضع مؤسسات المجتمع المدني في قبضة المحافظ أو الوزير يحلها وقتما شاء ويصادرها عندما يشاء.. هذا قانون استبدادي يتوافق مع عصر مبارك والسادات وعبد الناصر.
القانون الطبيعي هو الذي يسمح للمجتمع المدني في أن يؤسس مؤسساته، وهيئاته الشرط الوحيد هو أن تكون الأهداف والوسائل مشروعة متفقة مع القانون ويكون تأسيس المؤسسات بالإخطار.

الحزب لم يحسم بعد

* ما جدوى ما تقوله الآن وقد بدا أن الجماعة قد حسمت الأمر وأعلنت عن إنشاء حزب، وعينت وكيلا للمؤسسين؟

** لم يحسم بعد، وما زال الموضوع محل نقاش لأن الذي سيحسم هذه المسألة ومسائل أخرى هو مجلس الشورى الذي لم ينعقد بعد.


* لكن خطاب قيادات مكتب الإرشاد يؤكد على حسم القرار كما أن ملامح الحزب قد اتضحت من حديث نائب المرشد دكتور رشاد البيومي، وأكد على أن الحزب سيكون بمثابة القسم السياسي للجماعة؟

** الحزب لم يفرض فرضا وكل هذه المسائل تحضيرية لأن الجهة المختصة بأخذ القرار هي مجلس الشورى، وحتى من الناحية العملية فحتى الآن لم يلغ قانون الأحزاب فكيف ستشكل حزبا! نحن في مرحلة انتقالية والذي يتم منا ومن غيرنا لا يعدو أن يكون مسائل تحضير، لكن ما ستؤول إليه الأمور لم يتضح بعد.

* الدكتور محمود عزت قال الكلام ذاته الذي قاله الدكتور رشاد البيومي، ألا يؤكد هذا أن الجماعة قد حسمت أمرها في موضوع إنشاء الحزب الممثل للجماعة؟

** كل هذه الأفكار ستكون محل مناقشة مجلس الشورى وهو الذي سيقرر.. كل هذه مسائل تحتاج إلى حوارات تتم بالفعل داخل الجماعة إلى أن تحسم كل هذه الأفكار.. كنا قبل ذلك لا نجتمع بسبب جهاز مباجث أمن الدولة الذي كان يهدد ويقول لو اجتمعتم سوف أعتقلكم، أما الآن فنستطيع أن نجتمع كل يوم ومجلس الشورى هو الجهة المختصة لحسم قضية الحزب بنص اللائحة؛ وبالتالي فالذي يعرض الآن مسائل تحضيرية وكل الذي يقال الآن هو مجرد أفكار.

جريدة الشروق المصرية قالت اليوم إن شباب الإخوان يطرح أفكارا وحوارات وفي العلن، وهذا ما يجب أن نشجعه، وهذا الشباب يقول لا يجوز أن يكون هناك فرع للجماعة، وهذا رأي مجموعة شباب الإخوان والتي شاركت باسمنا في الثورة.

لكن أحيانا في الإعلام يستقبل كل الأفكار بطريقة كأن شباب الجماعة يتمرد عليها، والشباب لا يتمرد لأن هذا رأيه الذي يؤيده الكثير وأنا ،منهم ونرى أنها آراء صحيحة.. وهي أن دور الإخوان أعظم وأسمى من المنافسة السياسية وأن تدخل في منافسة مع آخرين يجب أن تظل جماعة الإخوان جماعة دعوية نضالية، ومن أجل هذا حفظ المجتمع للإخوان منذ أن بدأت الثورة ما قامت به وموقفها الذي أكدت من خلاله أنها لا تريد أن تقدم رئيسا للجمهورية أو أن تشارك في الحكومة، ولكن تريد أن تحافظ على الوطن وأن يكون حرا وأن تكون الدولة المصرية دولة عصرية ولا يجوز لأحد أن يستدرجنا إلى غير هذا المستوى النبيل الذي يمثل تضحيات الإخوان على مدى 80 سنة، والذي يريد أن يشارك في عمل فيه منافسة فهذا حقه.

* أفهم مما تقوله أنه قد تتراجع الجماعة عن إنشاء الحزب لو ارتأى مجلس الشورى غير ذلك؟

** الذي تحدث في موضوع الحزب هو المكتب التنفيذي –الإرشاد- وهو يقول هذا، يقول إن هذا تحضير، وأن الجهة المختصة طبقا للائحة لحسم هذه المسألة هو مجلس الشورى الذي لم يجتمع بعد، وعندما يجتمع قد يحدث كل ما قاله المكتب التنفيذي، وإذا حسم هذا سيكون قد خط طريقاً جديداً لجماعة الإخوان منذ أن نشأت وهذا حقه، ويقبل هذا جمهور الإخوان أو لا يقبله.. أن تكون الجماعة حزبا أو أن يكون لها حزب هذا طريق جديد للإخوان، أنا لست معه.

تجارب مريرة

* ليست التجربة الأولى، هناك تجربتا الإخوان في الأردن والجزائر..

** هي تجارب أن تتحول الجماعة إلى حزب فقد حدث في الجزائر وكانت تجربة مريرة، وأن يكون للجماعة حزب حدث في الأردن، وكانت تجربة مريرة أيضا.. فالتجارب تقول إن الحركات الإسلامية سواء المرتبطة بمدرسة الإخوان المسلمين وحتى غير المرتبطة بها تقول إن الحركات الإسلامية يجب أن تظل حركات نضالية تدعو للإسلام الشامل، وتناضل في كل الاتجاهات من أجل استقلال الأوطان وحريتها.

فإذا رأت المؤسسات المسؤولة في الجماعة أنها تصنع "سكة" جديدة أو تأخذ الجماعة في اتجاه آخر قد تراه هي لمصلحة الحركة والدعوة فهذا حق المؤسسة، وجمهور الإخوان رقيب عليها أن يؤيد هذا أو لا يؤيده نحن في مجتمع مفتوح الآن لا شيء "يستخبي" الآن ولا يجوز لأحد أن يقول لأحد "قل رأيي بيني وبينك" لأن الشأن العام يجب أن يكون حواراً عاما، ويكون على أساس موضوعي، وعلى أساس الحفاظ على هذا الكيان الوطني الذي يجب أن نحافظ عليه كلنا، سواء الإخوان وغيرهم.

وهذا الكيان مصلحة مصر، وأن هذا الكيان هو الذي يصنع الربط داخل المجتمع المصري قد ننقده لكن عندما تقيمه تعرف أنك يجب أن تحافظ عليه وتدعمه لا أن تفجر فيه وتبحث على كيف تسقطه مثل "المهاوييس" الذين ليسوا عندهم أي قدر من الحس الوطني والذين قالوا عن الشيخ العلامة القرضاوي –الذي يشرف مصر كلها أن يكون ابنها ورمزاً من رموز دعوتها الإسلامية المستنيرة والذي يجب أن نشيد به- إنه رمز لسيطرة الإخوان على الثورة.. فلا الإخوان ولا غير الإخوان يستطيع أن يسيطر على الثورة.

والإخوان جزء من هذا الشعب فبدلاً من أن نشيد بهذه الجمعة العظيمة تخرج بعض الأصوات الغريبة وتصور المسألة على أنها محاولة للقفز على الثورة والسيطرة عليها، فضلا عن الإخوان لم يريدوا ذلك وأعلنوا عن هذا بوضوح، ولو أرادوا أن يسيطروا فلن يستطيعوا لا هم ولا غيرهم.. ومع ذلك فالإخوان لم يريدوا السيطرة على الصورة وتصرف بعض الأفراد هنا أو هناك لا يجوز أن يحسب على جماعة الإخوان المسلمين.
الإخوان بعد الثورة

* البعض يرى أن الجماعة لم تتغير كثيرا بعد الثورة وما زالوا يقبعون في القمقم التنظيمي ويعيشون بروح ما قبل الثورة؟

** الإخوان بعد الثورة تختلف عن الإخوان قبل الثورة، ومن يقول غير ذلك فهو ليس داريا بما يحدث، وكل الذي تتحدث عنه سلوك فردي سيفرض عليهم بعد ذلك سلوكا مختلفا رضوا أم لم يرضوا.. وستعمل الجماعة بشفافية ووضوح حتى في المسائل الإدارية والمالية ويكون المجتمع والقضاء والإعلام رقيبا عليها وهذا لصالحنا وحينما نقول إن الاعلام والقضاء والمجتمع رقيب علينا في أدائنا المالي والإداري والدعوي والفكري فهذا يقوينا وهذا مكسب لنا.

والذي حال بيننا وبين تحقيق هذا المكسب العظيم أن النظام فرض علينا المحظورية، والآن ذهبت المحظورية ويجب أن تؤسس الجماعة نفسها بشكل قانوني وشفاف وتمارس عملها الدعوي والمالي والإداري بكل شفافية ووضوح، وهذا لمصلحتها وسيكون قوة للجماعة وليس إضعافا لها والذي يقول غير ذلك سيكون إنساناً مغرضاً وصاحب مصالح شخصية.. وهذا كان من شأن الجماعة منذ عام 1928- 1954 فقد كانت الجماعة موجودة وتمارس عملها بوضوح، ويراقبها الإعلام والقضاء والمجتمع، وهذا شكل الجماعة الطبيعي الذي يجب أن يعود لوضعها الأصلي.

* هل لديك أجندتك وأفكارك التي ستقوم بطرحها على مجلس الشورى وما شكل المراجعات التي تود طرحها في الفترة المقبلة؟

** كل شيء خاضع للمراجعات في التنظيم والأفكار، كل هذا وارد ليس هناك شيئا مقدساً. سيطرح هذا كله وهو الآن يطرح بالفعل في حوارات داخلية بين الإخوان وبعضهم.. دعك من بعض الأفراد التي تستحضرهم ذاكرتك الآن لكن أنا أؤكد لك على أن "الميني ستريم" في الجماعة يريد أن يكون وضعه قانونياً ومفتوحاً وشفافاً، وأموره كلها أمام المجتمع الذي يعرف عنه كل كبيرة وصغيرة.. ولا يوجد شيء اسمه "هذا شيء داخلي" إذا كانت هذه المصطلحات تصلح في الماضي فلا تصلح الآن، وفي ظل وضع الجماعة القانوني وفي ظل ظهور لوائحها وإعلامها ووضعها القانوني سيغير من أداءات خاطئة كثيرة جدا.

ثورة داخلية

* هل يمكن أن نتوقع ثورة داخل جماعة الإخوان المسلمين؟

** هذا يشرف الإخوان أن يكون هناك ثورة بمعنى التغيير للأفضل وهذا هو الأصل في الاسلام أي إنسان مسلم سوي يجب أن يكون هناك تغيير للأفضل، سمي هذا ثورة فلا بأس فهذا اسم جميل.

* ماذا لو بقيت الأوضاع داخل الجماعة على ما كانت عليه؟

** مستحيل.. هل تتصور أن مصر بعد 25 يناير هي مصر قبل 25 يناير.. وإذا كنا نظن أننا كمنظمة يمكن أن نسير كما كنا قبل ذلك سيكون هذا إيذانا للقضاء على هذه المنظمة نحن أو غيرنا، ولا بد أن تحدث تغييرات وأداءات تتفق مع مرحلة الحرية.. نحن كنا في مرحلة استبداد وقمع ومحاكم عسكرية فكان هذا يفرض علينا طريقة معينة لا تعجب البعض.. لأن هذا البعض كان يتناسى أننا أول من قدمنا للمحاكمة العسكرية، ولكن الآن لا يوجد مبرر لكل هذا.

الآن إذا كان لأحد قبل ذلك أن يقول هذه مسألة داخلية ليس له الحق في ذلك الآن؛ لأنه ليس من حق أحد أن يقول هذا. وإذا كنا قبل ذلك مضطرين ألا نجمع مجلس الشورى، فالآن لا يوجد مبرر لذلك، فليجتمع مجلس الشورى يوميا.. وإذا كنا مضطرين أن نجري انتخابات بالتمرير وهي باطلة فيجب الآن أن نجري انتخابات على الملأ وفي صندوق زجاجي ونرى كيف تدار الانتخابات في الإخوان.. قبل ذلك كنا نقول ذلك من باب الأمنيات الآن يجب أن تتحول هذه الأمنيات إلى واقع.

* هل تفكر في إنشاء حزب له مرجعية إسلامية؟
** كلنا نفكر في هذا ولكن الذي يفكر في حزب سواء أنا أو غيري يجب أن يدرك أنه هو والآخرون ليسوا ممثلين للإخوان أو فرعا منها، لكن لا يوجد مانع أن ينشئوا حزبا، وللشباب أن ينشئوا حزبا، وأن يشكلوا مؤسساتهم المجتمعية، وكل هذا لا يحول بينهم وبين الجماعة الإخوان.

* وهل ستُشكل حزباً ؟
** قد يحدث هذا في المستقبل، لكن لم أقرر هذا بعد.
Read More

Services

More Services

© 2014 صلاح الدين حسن. Designed by Bloggertheme9 | Distributed By Gooyaabi Templates
Powered by Blogger.