أرشيف المدونة الإلكترونية

من أنا

صورتي
القاهرة
كاتب صحفي متخصص في الجماعات والحركات الاسلامية في مصر والعالم رقم هاتفي 0020109899843 salaheldeen1979@hotmail.com

Most Popular

الأربعاء، 26 مايو 2010

الكتاتنى :رمانة الميزان



صلاح الدين حسن
من عالم النبات أتى الى عالم السياسة فلم تستطع أن تلوثه بعوادمها وضوضائها وسحبها السوداء ..جاء من معمله ومن بين غبار كتبه ورسائله ومن وسط تلامذته يحمل وقار المعلم ونقاء المؤمن بالله ووضوح الصعيدى ورزانة الاكاديمى .. استدعى الرجل الى عالم جديدكأن هاتفا طرق منامه فى لحظة كشف صوفى فزحف الى العاصمة ملبيا النداء ليتسائل الجميع من هذا الرجل ؟ أنه محمد سعد الكتاتنى الذى كلفته جماعة الاخوان المسلمين لكى يكون زعيما لكتلتها البرلمانية التى شكل عددها ال88 صدمة للجميع ..وقتذاك اندهش الجميع من هذا الاختيار فالكتاتنى لم يكن يعرفه أحد حتى قواعد جماعة الاخوان نفسها وشكك الكثير فى قدرة الرجل على قيادة كتلة الجماعة البرلمانية التى كانت تضم عددا لا بأس به من الشخصيات المعروفة وانتقدوا كثيرا طريقة تعيينه التى فرض فيها فرضا
وها هو الكتاتنى ينتخب للمرة الثالثة على التوالى لرئاسة كتلة الاخوان البرلمانية وينتخب أيضا لعضوية مكتب ارشاد الجماعة فبدا أنه الرجل الذى ظهر لينتخب دائما وكأنه يحوز على ثقة الجماعة كلها نخبتها وقواعدها لا تجد من يختلف عليه فلم يذكر للكتاتنى أنه أخطأ خطئا واحدا منذ دخل العمل العام فتصريحاته محسوبه على ميزان أدق من ميزان الذهب وتصرفاته محسوبة على حاسب الكترونى فلم يغضب أحدا لامن قيادات الجماعة التقليدية ولامن التجديدية ويصعب حسبانه على أحدهما فبدا الرجل كأنه رمانة ميزان وأثبت كفائة منقطعة النظير وحاز على أعجاب المتابعين حتى الدكتور فتحى سرور رئيس المجلس لم يخفى اعجابه بالرجل ..
يبدوا أن للكتاتنى مستقبل كبير داخل الجماعة فمع أن الرجل ليس له تاريخ مع السجون ولم يدخل قفص المحاكمات العسكرية يوما الا أن زمن تقديس القادة عند الاخوان لمجرد أنهم اعتقلوا قد انتهى فالجماعة تحتاج مرشدا يمتلك من المقومات أكثر من كونه "ضحى فى سبيل دعوته " هذه المقومات قد يمتلكها الكتاتنى بعقلانيته ومثاليته وانفتاحه على الاخر وبإيمانه بوجوب التغيير وضرورة الديمقراطية داخل الجماعة وخارجها وبتاريخه الخالى من التصريحات الطائشة فإذا افترضنا تطبيق لائحة الجماعة فى انتخابات المرشد القادمة وقام باختيار المرشد مجلس شورى الجماعة ستغلب كفة الكتاتنى صاحب الاجماع الصعيدى والاعجاب البحرى وستطيش كفة محمد حبيب ومحمد مرسى " الصارمان " وأبو الفتوح " القافذ على المرحلة " والباقين " خارج المنافسة"
.




Read More

عبدالمنعم أبو الفتوح :حمامة فى سرب صقور



كتب: صلاح الدين حسن
تأمل جيدا هذا الجمل الاتى ذكرها وأجتهد أن تعرف ما هو جه العيب فيها".. هناك لغطا وجدلا كثيرا تردد فى الاونة الاخيرة من أن الاخوان المسلمين يعتبرون إخوتهم الاقباط –لاسمح الله- مواطنين من الدرجة الثانية ولايحق لهم ما يحق لباقى المصريين من حقوق .. واذا كان أسفى على هذا الجدل شديد فإنى أسفى على أن تكون مسألة "المواطنة "العهد الوثيق الذى يجمع المصريين على ترابهم ونيلهم وحياتهم ومصيرهم ومعاشهم ومماتهم لا تزال مادة جدل ونقاش .. وعهد المواطنة هذا ليس عهدا نظريا على الورق ولكنه واقع على الارض فكل من يحمل جنسية الوطن ويخدم فى الجيش العظيم له كل الحقوق التى يمنحها هذا العهد بلا استثناء أو تمييز .. ومن المهم أن نعلم جميعا أن دولة العدل والقانون هى التى ينشدها الاخوان المسلمون ويسعون لإقامتها .." .. هل رأيت فى هذا الكلام شىء عيب لدرجة أن يمنع من النشر على الموقع الرسمى لجماعة الاخوان المسلمين ؟ وهل مضمون المقال يشكل فكرا ضارا ومسموما لدرجة أن يمنع صاحبه كما منع مقاله من أن يشارك ولو برأيه فى برنامج حزب الجماعة ؟ قد يقول قائل وما صفة صاحب المقال ومكانته فى الجماعة حتى يشارك فى إعداد برنامج الحزب أو يتم نشر رأيه على موقع الجماعة الذى ينشرحتى الى أنصاف مثقفى الاخوان على مستوى القمة والقاعدة أقول له أن الاقتباس المذكور اعلاه هو لزعيم جيل الوسط فى الجماعة وأحد أركانها المهمين وأحد واجهتها المشرفة عبدالمنعم أبو الفتوح عضو مكتب الارشاد وأمين عام اتحاد الاطباء العرب .. ابو الفتوح من جيل يطلق عليه فى أدبيات الاخوان جيل الطلبة أو جيل السبيعنات الذى دخل الجماعة فى عهد مرشدها الثالث عمر التلمسانى الذى أثرهم بشخصيته المتفتحه وأفقه الواسع ولكن القيادات القديمة للجماعة كانت تؤمن بأن هذا الجيل " لم يتربى دعويا" وهى جملة تعنى أن هؤلاء الطلبة الذين أدخلهم التلمسانى الجماعة وأحتلوا مواقع تنظيمية مهمة كان من المحتم أن يخضعوا الى المراحل الدعوية والتنظيمية المعروفة لدى العارفين بشئون الجماعة كما يؤمن هؤلاء الرجال بأن الفرد فى الاخوان إن لم يمر بهذه المراحل مرورا طبيعيا وتدريجيا فإن الخلل فى تربيته وأفكاره وأنتماءاته للجماعة لابد حادث وما حدث بعد ذلك من انشقاق ابو العلا ماضى ومجموعة الوسط سوقته قيادات الجماعة الراديكاليين الى قاعدتها على أنه أكبر شاهد على صحة منهجها بل وشددت فى رسائلها الى قيادات الجماعها ومسئوليها فى المكاتب الادارية وحتى الشعب على ضرورة أن ينضم الفرد فى الاخوان الى أسرة ومن ثم ينطلق تدريجيا وبحسب كفاءاته وسرعة استجابته الى مراتب تنظيمية ودعوية أعلى ... أصبح ابو الفتوح وجيله شوكة فى حلق قيادات الجماعة الراديكاليين لا يستطيعون بلعها ولا لفظها فهؤلاء الطلبة كان لهم الفضل فى التأسيس الثانى للجماعة بعد خروجها منهكة من سجون ناصر كما أنهم اكتسبوا شعبية جارفة فى الاوساط الاخوانية فضلا عن القبول الكبير فى الاوساط السياسية والاجتماعية كما زجت الجماعة بمعظمهم فى انتخابات النقابات ومجلس الشعب وحققوا نجاحا كبيرا ولكنهم ظلوا بعيدين عن صنع القرار الحقيقى والمهم داخل الجماعة حتى ولو دخل زعيمهم أبو الفتوح مكتب الارشاد فهذا كان"فلتة" لن تتكرر فى الوقت القريب فالمتحكم فى ميكنة الجماعة المفرزة للقيادات ومحركى المفاصل فى معظمها تتبنىمنهج وأسلوب المنغلقين فى الجماعة ولذا فدخول مكتب الارشاد حتى ولو كان بطريقة الانتخاب لن يكون الا عن طريق مجلس شورى الجماعة الذى لم ينعقد منذ عام 95 وهو الذى دخل فيه ابو الفتوح مكتب الارشاد عن الطريق الانتخاب وغلق باب المكتب بعدها ولم يفتح الا لأبناء الحرس القديم "منهجا لا سنا "وذلك عن طريق التعيين.... والحقيقة أن منع مقال أبو الفتوح من النشر على موقع الجماعة الرسمى لم يكن الاول من نوعه ولكن كل ما فى الامر هذه المرة أن الموضوع "وصل" الى وسائل الاعلام والمدهش أكثر أن ابو الفتوح لايبالى بهذا الامر كثيرا لأن الرجل لايندهش من مثل هذه التصرفات فقد منع من النشرأكثر من حوار أجرته صحيفة آفاق عربية المغلقه حاليا معه وهى جريدة كانت تابعة للجماعة فبعد ان تم إرسال الحوارات الى مكتب الارشاد لمراجعته لم ترجع الحوارات الى الان ولكن لم تثور ضجة فى ذاك الوقت لأن ابو الفتوح الذى يعد من إصلاحيين الجماعة ( هو شخصيا يرفض هذه التسمية ) يعتبر أن الحديث فى مثل هذه " المواضيع " يصب فى النهاية لخدمة النظام وأعداء الجماعة المتربصين الذين يستخدمون مثل هذه التصرفات لتشوية صورة الجماعة أمام الرأى العام ومن ثم فإن ابو الفتوح ومن على طريقته فى الجماعة يفضلون الاحاديث الداخلية التى تدار داخل الجماعة لاصلاح أحوالها على عكس طريقة آخرين من أمثال ابو العلا ماضى الذى قد يتحدثون بشكل علنى على أساس أنه لايجوز السكوت على مالايجب السكوت عليه بحجة أنه لا صوت يعلوا فوق صوت الصراع مع النظام .... وبالمناسبة منع المقال لاينفى تماما أن يكون من أصدر أمر المنع هى إدارة الموقع فقد تكون أصدرته من تلقاء نفسها فالقائمين على مثل هذه المواقع يتصرفون أحيانا بشكل آلى ويكونون ملكيين أكثر من الملك "ويحبون أن يربطون الحمار زى ما يحب صاحبه " ولكن نشر المقال على الموقع الانجليزى للجماعة " إخوان ويب" ثم رفعه يدل بشكل واضح أن إدارة الموقع سمحت به لكن هناك قرار أتى " من فوق" لرفع المقال ."ملحوظة" فى حوار أجرته الدستور فى وقت سابق مع محمود عزت أمين عام الجماعة كان قد أكد للدستور أن الجماعة لا تمانع من نشر مقال ينتقد المرشد طالما لم يخرج عن حدود الموضوعية .. فهل خرج مقال ابو الفتوح عن حدود الموضوعية ..جايز.















Read More

الأحد، 9 مايو 2010

صراع على الشرعية ...الإخوان المسلمون ومبارك

صلاح الدين حسن
في عام 1995 شن النظام المصري حملة اعتقلات واسعة في صفوف جماعة الإخوان المسلمين فاعتقل أكثر من 90 عضوا إخوانيا وحولهم إلى محاكم عسكرية ومن وقتها إلى الآن لم تتوقف الهجمات على الجماعة ولم تتوقف المحاكمات العسكرية ...لكن ماالذي كسر فترة الهدوء والتهادن الذي استمر 14 عاما بين النظام المصري وبين الجماعة منذ تولي مبارك الحكم 1981 حتى العام 1995 .. إنه (الصراع على الشرعية) ..هذه هي فكرة الكتاب الذي بين يدي الآن " صراع على الشرعية الإخوان المسلمون ومبارك " وهو رسالة دكتوراه للباحث الكويتي هشام العوضي الذي اختار في دراسته بدلا من أن تعدد وتناقش قائمة من اسباب داخلية وإقليمية ودولية اختار أن يركز على سبب اعتبره جوهريا في تفسير التحول من التهادن الى التصادم وهو أن جوهر الصراع بين الإخوان والنظام المصري سعي كل منهما إلى تكريس شرعيته بأنماط وأشكال الشرعية المختلفة -شرعية الوجود السياسي والقانوني والمجتمعي فالدراسة ركزت في تفسير العلاقة بين مبارك والإخوان المسلمين وأثر هذا الحجب في تفسير سلوك وتطور الجماعة الإجتماعي والسياسي فمعظم الدراسات التي تناولت العلاقة بين الطرفين ركزت غالبا على الطبيعة السلطوية للنظام المصري وربما على الآداء الإجتماعي للإخوان في النقابات لتفسير التغير في موقف مبارك ولكن معظم الدراسات قلما تركز على موضوع الشرعية في تفسير الصراع بين الحركة والنظام فلا يمكن تحليل آداء الإخوان في المجتمع المصري وفهم تسييس هذا الآداء في مابعد من دون أن نؤكد أن عملية التسييس تمت في سياق كون الجماعة لا تحظى باعتراف الدولة وتهدف إلى إثبات وجودها ومن هنا لا يصبح لتفاعل الإخوان وحركتهم في المجتمع في عين النظام أجندة لا يقبلها )
وتنقسم الدراسة إلى مرحلتين : مرحلة الثمانينيات ومرحلة التسعينيات إلى 2007 وملخص المرحلة الأولى أن العلاقة بين النظام والإخوان اتسمت مجملا بالهدوء والتسامح لأن مبررات التوتر والصراع لم تكن موجودة بعد ولأن الاثنين كانا يحتاجان أحدهما إلى الآخر كل لأسبابه وكل لتعزيز شرعيته ولم يكونا في وضع سياسي ولا أمني ولا تنظيمي يسمح لهما بالصراع المرهق والمستنفد للطاقة والموارد
وملخص المرحلة الثانية مرحلة التسعينيات وإلى الآن أن العلاقة بين النظام والإخوان اتسمت بالتوتر لأن الجماعة رغم كونها محجوبة عن الشرعية القانونية والرسمية استطاعت أت تحقق نمطا آخر من أنماط الشرعية اسميتها " الشرعية المجتمعية " أو " شرعية الإنجاز "
وفي هذه المرحلة المبكرة يمكن أن يقال إن مبارك تسامح مع الإخوان في مستهل الثمانينيات في إطار سعيه إلى تعزيز شرعيته السياسية باعتباره حاكما وصل لتوه إلى السلطة في العام 1981 وقمعهم في التسعينات لأن تراكم نفوذ الجماعة بدأ يهدد شرعية النظام وتهديد الإخوان لشرعية النظام لم يكن يستند إلى إنجازاتهم على مستوى النقابات وبقية الأنشطة الألهية وإنما استند إلى تسييس هذه الإنجازات وتداعيات ذلك على استقرار النظام فقد شعر مبارك بالتهديد من أنه على الرغم من إنكار الدولة لحركة الإخوان فإن الحركة استطاعت كسر طوق حجبها عن الشرعية القانونية وبحثت عن شرعية بديلة مستمدة من المجتمع وليس من الدولة واستطاعت بفضل تركيبة تنظيمية محكمة أن توظف هذه الشرعية لتعبئة الشارع والنخبة للضغط على النظام باتجاه الإعتراف بالحركة وليس المراد من تعبئة الإخوان للشارع هي " قلب نظام الحكم " كما يتهم النظام وإنما إرغام الدولة على الإعتراف بهم وهو ماتراه الدولة محاولة ملتوية لأبتزاز وجرها إلى فعل ما تريده تحت ضغط الأمر الواقع .


شرعية مبارك
الشرعية مهمة للنظام المصري وبما أننا نبحث علاقة مبارك والإخوان المسلمين ونتخذ من الشرعية مدخلا في تحليل هذه العلاقة فمن المهم أن نناقش موضوع الشرعية في نظر الإسلاميين عموما والإخوان بعد ذلك وأنا في المناقشة أريد أن أجيب عن سؤالين وهما : كيف يدرك الإسلاميون شرعية الأنظمة العربية وكيف يتصورون شرعيتهم أنفسهم كتيار .
أما آراء الإخوان المسلمين في الشرعية في الخمسينات والستينات من القرن الماضي فتميزت هي الأخرى بالغموض والإرتباك خاصة مع صدامهم مع عبدالناصر ونشر مؤلفات سيد قطب .. أما نظرة الإخوان إلى مستويات الشرعية الخاصة بالنظام في عهد مبارك فقد اتسمت بالتعقيد فالإخوان لم يعبروا عن رأي واضح في شرعية مبارك لأن قيادة الجماعة كانت في السجن لما تولى مبارك السلطة ولكن يمكن القول أن الإخوان اعترفوا بشرعية مبارك كرئيس عندما صوتوا في البرلمان سنة 1987 للتمديد له لفترة ولاية ثانية .ولكن الحركة عادت وصوتت ضد منحه فترة ولاية ثالثة وبررت موقفها وقتئد بأن تصويتها لا يعني أنها تعارض شرعيته كرئيس وإنما تعارض سياساته وكانت الحركة حريصة على التمييز بين شرعية الرئيس وشرعية سياساته خاصة وهي تدرك أنها تعمل في ظروف سلطوية وبالتالي ليست مهيأة للدخول في مواجهة مكشوفة مع النظام في مسائل يبدو أنها حسمت سلفا ويبدو أن الإخوان تجنبوا أو تجاوزوا مناقشة قضية شرعية شخص مبارك لأن شرعية رئاسة مبارك على حد قول عضو الإخوان البارز عصام العريان " أمر واقع " وإدراك العريان لشرعية النظام ورئيسه ليس فريدا وإنما يعكس الفهم التقليدي للعلماء السنة الذين يعترفون بشرعية الحاكم حتى وإن كان مستبدا شريطة محافظته على المستلزمات الدنيا للأحكام الإسلامية أو إذا لم يحافظ عليها وكان عزله محفوفا بالمخاطر ومغامرة دموية والقبول على مضض بقيادة حاكم إذا كانت تصب في مصلحة المجتمع يؤكدها مرشد الحركة الراحل مأمون الهضيبي في سياق مناقشته لشرعية مبارك " من حيث المبدأ تنبع الشرعية الحقيقية من خيار الشعب بالنسبة إلى المسلمين هم يختارون شخصا يحكمهم بموجب تعاليم القرآن والسنة وهذا هو الخليفة الوحيد الذي يعتبر شرعيا في الإسلام وفي ماعدا ذلك يكون خليفة بحكم الأمر الواقع والإمام بحكم الضرورة وعندما يصبح الأخير حقيقة واقعة وشخصا لا يمكنك عزله يتعين عليك أن تطيع هذا الإمام وإلا فإن عاقبة المقاومة المسلحة ستكون الفوضى الاجتماعية وهذه حالة رئيسنا مبارك فهو يسيطر على 90 بالمئة من قوى السلطة بم في ذلك الجيش وقوات الشرطة "
شرعية الإخوان
أجادل على مدى صفحات هذا الكتاب بأن هذا الحجب عن المشروعية أثر بدرجة كبيرة في طبيعة تطور الحركة وفي كيفية صيغة هذا التطور لعلاقاتها مع الدولة ومع المجتمع ويعود جزء من قدرة الحركة على البقاء في ظل ظروف إنكار الدولة لها إلى مهاراتها في توسيع التنظيم وإلى تشكيلها تحالفات جديدة إلى تبنيه أفكار ومواقف حيال قضايا مثل الديمقراطية والتعددية الحزبية وحقوق المرأة وإن قدرة الحركة على االتكيف مع التغيير وعلى التصدي للهموم الإجتماعية والدينية لأتباعها جعلها قوة فاعلها وبخاصة بين أوساط الشباب والطبقة الحضرية المتوسطة .
وقد سعى مؤلفون آخرون إلى مقارنة شرعية الإسلاميين بشرعية الدولة في البلدان العربية المختلفة وركزت بعض هذه الدراسات والحجة الأساسية في هذه الدراسات هي أن الإسلاميين برزوا كحركة اجتماعية تحتج على الفشل الكلي لمشروع التحديث الاجتماعي والاقتصادي والثقافي الذي ناصرته ذات يوم الدول الوطنية العلمانية في حقبة ما بعد الاستثمار وفي هذا السياق من فشل الدولة يبدأ الإسلاميون من خلال مواردهم المحدودة وفضاءاتهم المحدودة مثل المساجد والأحياء والعبادات والمدارس الخيرية بتوفير ملاذ وبديل ليس على صعيد القيم الأخلاقية وحسب وإنما على صعيد تلبية الحاجات المادية كذلك ويبدأون بالتدريج في اكتساب درجة معينة من الشرعية الاجتماعية القائمة على الانجاز .
ويختلف جوهر إنجازات الإسلاميين في الجزائر ولبنان ومضمونها عن جوهر ومضمون إنجازات الإخوان المسلمين في مصر ويرجع هذا الاختلاف إلى أن كلتا الجماعات الإسلامية في الجزائر ولبنان تحظى باعتراف الدولة التي تنشط وتتمتع فيها بشكل من أشكال الشرعية في حين أن حركة الإخوان في مصر محظورة قانونا من قبل الدولة وهذا التميز ليس شكليا وإنما هو عنصر مهم لأنه يفرض برنامج عمل مختلفا على الإخوان باعتبار أن في مصر آليات وبرنامج عمل مختلف فبسبب غياب الشرعية القانونية للإخوان فإن الشرعية التي يكتسبونها من المجتمع ( شرعية الإنجاز ) توظف في النهاية توظيفا سياسيا من أجل تأمين إعتراف الدولة وهو ما يخلق حالة من التوتر بين الحركة والنظام تسفر في النهاية عن قمع الجماعة بمبررات غير موجودة في حالة الجزائر ولبنان ( إنها حركة غير شرعية )
شرعية الإنجاز
بينت في هذا الفصل كيف أن إنتخابات العام 1984 حولت الشرعية القانونية إلى " شكل مهيمن " من أشكال الشرعية لكل من مبارك والإخوان المسلمين وبالنسبة إلى مبارك تجلى ذلك في خطابه السياسي الذي ركز على التعددية الحزبية التي يحكمها القانون وعلى الإلتزام بإرادة الشعب وربما حملة مبارك السياسية نجاحا في أوساط النخب السياسية ولكنها حتما فشلت على صعيد المجتمع ككل فقد افتقد الرئيس الرؤية وبدا نظامه عاجزا عن معالجة القضايا الأكثر أهمية وهموم المجتمع وكان نتيجة ذلك عدد متزايد من القلاقل الإجتماعية والدينية كان من تداعيتها تنامي دور الأجهزة الأمنية وهذا التناقض بين سعي النظام إلى الشرعية من خلال الإصلاح السياسي واعتماده على الإكراه من خلال قوات الأمن للتغلب على المعارضة زاد من حدة مشكلاته .
وبالنسبة إلى الإخوان يمكن النظر إلى سعيهم إلى إمتلاك الشرعية القانونية في سياق رغبتهم في تأمين اعتراف الدولة بهم وبحصر دورهم في كونهم حزبا سياسيا وفي هذا الأثناء وافق الإخوان بغرض المشاركة في العملية السياسية على تشكيل تحالف مع حزب الوفد العلماني وهو ما أظهر مدى استعداد الحركة إلى للمضي في تطبيع علاقاتها مع الدولة ومع المجتمع ولكن في ما كانت هذه الأحداث تجري في الميدان السياسي كان الإخوان يفتحون آفاقا في الوقت نفسه في الإتحادات الطلابية وفي النقابات المهنية حيث الشرعية في هذه الفضاءات لا تعتمد على اعتراف الدولة وإنما على إعتراف المجتمع وأضحى توفير الخدمات بمثل أهمية استخدام الخطاب السياسي والرموز الدينية إذا لم يفقها أهمية لكسب شعبية شرائح الطلبة والمهنيين واستخدام الخطاب السياسي في الميدان السياسي وفي أثناء الحملات الإنتخابية في حين جرى الترويج للخطاب الديني أساسا داخل المساجد والأحياء بهدف ضم أعضاء جدد .
وقام الإخوان في كافة هذه الحالات بتمويل نشاطاتهم وزيادة حجم تأثيرهم من خلال مواردهم المالية الآخذة في التوسع كما هو ملاحظ في النمو التدريجي لشركات التوظيف الإسلامية والمشاريع الخاصة في منتصف الثمانينيات ومن ناحية أخرى تسامح مبارك مع الدورين الاجتماعي والاقتصادي للإخوان لأن ذلك جاء منسجما مع رغبته في إظهار وجه ديمقراطي ولأنه بدا أن الإسلاميين يساعدون الدولة في جهودها الهادفة إلى تخفيف العبء عن أبناء الطبقات الدنيا الذين يتزايدون عددا واستفاد النظام على الصعيد الرسمي من بعض مشاريع الإخوان التجارية مثل مصنع الرباط وكذلك على الصعيد غير الرسمي والصعيد الشخصي من شركات التوظيف فقد جرى توظيف بعض كبار المسئولين كـ " مستشارين " لدى شركات الاستثمار هذه ( من الأمثلة البارزة على ذلك وزير الداخلية السابق النبوي إسماعيل الذي عمل لصالح شركة الريان " وكشف فضيحة ما سمي " كشوف البركة " ( وهي عبارة عن قائمة خاصة بأسماء كبار المسئولين المصريين الذين جرى توظيفهم في شركة الريان كأعضاء في مجلس إدارة الشركة وحصلوا على مبالغ ضخمة من المال ) عن مدى تورط الدولة في النشاطات المالية للإسلاميين ولكنه تورط وصل إلى نهايته في أواخر عقد الثمانينيات .
قوة التنظيم
شهدت الفترة الأخيرة من عقد الثمانينات مواقف وميولا جديدة في السعي إلى الشرعية من جانب كل من مبارك والإخوان فعلى رغم أن مبارك ظل يواصل بناء قاعدة لشرعية قانونية بدافع من الحاجة إلى تشكيل مجلس شعب دستوري يقوم بترشيحه لفترة رئاسية ثانية ( انتخابات عام 1987 ) إلا أن بروز عمليات العنف بحدة التي جاءت جزيا نتيجة للإحباط العام فرض على النظام التركيز على آدائه الاقتصادي أيضا وعى خط مواز للتنازلات الجزئية أمام الضغوط التي بذلها صندوق النقد الدولي من أجل الشروع في تعديلات هيكلية واصل النظام التودد إلى موظفي القطاع العام عبر زيادة أجورهم وعبر المحافظة على دعم المواد الاستهلاكية بهدف تجنب ردات الفعل الاجتماعية ومن أجل دعم استقرار الاقتصاد وكان ذلك طريقة النظام في السعي إلى تحقيق شرعية الإنجاز كما أن النظام تودد للمؤسسات الدينية مثل الأزهر ودار الإفتاء لتعزيز شرعيته الدينية .
وبالإضافة إلى سعي النظام إلى الشرعية بأشكالها المختلفة فإنه بدأ كذلك بالتركيز على استخدام القمع ضد المجتمع وهذا تبين في طريقه اختياره لشخصيات معينة لشغل منصب وزير الداخلية اشتهرت بقسوتها ( زكي بدر ) وقد أسفرت وجود شخصيات أمنية مثل بدر عن جعل سياسيات الدولة نحو المجتمع أكثر عنفا من ذي قبل فضلا عن أن استخدام القمع فشل في حل مشكلات الدولة مع الإرهاب الذي أصبح ظاهرة متفشية بوضوح في التستعينات .
ومن ناحية أخرى واصل الإخوان ترسيخ القاعدة الاجتماعية لشرعيتهم عبر تحسين خدماتهم الاجتماعية وتطوير عقد اجتماعي إسلامي نافس العقد الاجتماعي للنظام وعلى الرغم أنه لا يقارن بالعقد الاجتماعي للدولة بما أن موارده محدودة فقد تميز بالكفاءة والتنظيم فقد جرى توظيف التنظيم وأقسامه الداخلية وشبكاته في عملية التنظيم في عملية الاتصال والتنسيق بين الإخوان الموجودين في مختلف الفضاءات ( النقابية والجامعية ) مازاد من فاعلية الخدمات التي كانوا يوفرونها وقد ساعدت هذه الشبكات التنظيمية على تحسين الخدمات التي يقدمها الإخوان وعمقت من تعاطف المستفيدين منها مع الإسلاميين المعتدلين وهددت الضوابط المركزية وحدود النظام على هذه الفضاءات .
وزادت حدة مأزق مبارك مع الشرعية نتيجة للتقدم الكبير الذي أحرزه الإخوان في المجتمع وفي السياسة ( بحصولهم على 36 مقعدا في مجلس الشعب ) لكنه لم يتراجع عن سياساته التصالحية بما أن ذلك كان سيؤثر سلبا في صورته داخل مصر وخارجها ومع ذلك فقد وضع مبارك قيودا على روح التسامح هذه ولا سيما في تجربة شركات التوظيف وعموما فقد تسامح مع الشرعية الاجتماعية غير الرسمية التي اكتسبها الإخوان في النقابات واتحادات الطلبة طالما أنها ظلت قائمة على خدمات اجتماعية ولم يجر تسييسها أو استخدامها في معارضة السياسات الاستراتيجية للنظام إلا أن ذلك لم يستمر في التسعينات إذ تخلت الجماعة عن بناء شرعيتها الاجتماعية بهدوء وبدأت في تسييس هذه الشرعية للضغط على النظام للإعتراف بها رسميا وهو تطور استفز النظام وقاده إلى تغيير علاقته بالإخوان

تسييس الشرعية
شهد مستهل التسعينات بداية قصة الصراع بين الإخوان المسلمين ومبارك ولا سيما على شرعية الإنجاز ولم يأت سياق التصادم من فراغ وإنما سرعت من وتيرته تطورات وعوامل محلية وخارجية وتفاعل النظام مع تلك التطورات من خلال مجموعة سياسات جديدة أهمها التخلي عن سياسة احتواء المعارضة السياسية وصياغة تحالفات جديدة مع فئة رجال الأعمال وكانت حصيلة ذلك مجلس شعب ضعيف ( قاطعت انتخاباته المعارضة ) في العام 1990 وتوقيع اتفاقية جديدة مع صندوق النقد الدولي في العام 1991 وأحكم النظام قبضته الأمنية على المجتمع وعلى فضاءات المعارضة واعتمد أكثر من ذي قبل على سياسة القمع لمواجهة أعمال عنف الجماعات الإسلامية ولم ينس وسط مواجهته للتيارات الإسلامية المتشددة أن يلتمس شرعية دينينة من مؤسستي الأزهر ودار الإفتاء المصرية واقتصاديا وفي الوقت نفسه الذي خضع فيه النظام لضغوط صندوق النقد واصل مبارك في خطاباته التصريح بأن ما يقوم به من إصلاحات هيكلية في الإقتصاد المصري لا يعني تخلي الدولة عن دورها الاجتماعي وطرح إجراءات مسكنة لإثبات ذلك ( برامج صندوق الرعاية الإجتماعية ) مثالا .
إلا أن أهم تحد واجه النظام في مستهل التسعينيات وحول العلاقة من مهادنة إلى تصادم كان ما حققه الإخوان من شرعية اجتماعية اتخذت صبغة سياسية حادة أزعجت مبارك شخصيا واستطاع الإخوان بفضل كفاءة هيكلهم التنظيمي وسيطرتهم على فضاءات الطبقة الوسطى من طلبة ( اتحادات الطلبة ) ومهنيين ( النقابات ) من بناء عقد اجتماعي بديل من العقد الاجتماعي التاريخي بين الدولة والمجتمع الذي كان يتعرض للتآكل بسبب إصلاحات النظام الإقتصادية . ثم أسفرت أحداث مثل حرب الخليج والزلزال إلى التعبير عن العقد الاجتماعي الاخواني بخطاب سياسي سعى إلى ممارسة ضغط على النظام إزاء رفضه منح شرعية قانونية للجماعة .
وقد أسفرت الممارسات الإخوانية التي اعتبرها النظام تحديا سافرا له إلى مصادرة الوجود الإخواني من الفضاءات التي سمح بها النظام في الثمانينيات وربما أضعفت إجراءات المصادرة هذه من الوجود بالفعل ولكن التضييق الأمني على الفضاءات السياسية والاجتماعية والاقتصادية قلص من شعبية النظام في الوقت نفسه وزاد من أزمته في تعزيز شرعيته وهي أزمة ازدادت بروزا في منتصف التسعينات عندما وصل صراع النظام مع الإخوان إلى قمته بتحويل قيادات تنظيم الجماعة إلى محاكمات عسكرية .

تصفية نفوذ الإخوان
شهدت الفترة التي امتدت بين عامين 1995 و2000 اعتمادا أكبر من جانب النظام على القمع وهو ما انعكس في موقفه من السياسة ومن المجتمع وشهدت انتخابات العام 1995 أعنف أعمال عنف ومواجهات مع الأجهزة الأمنية بالمقارنة بالأعوام 1984 و1987 و 1990 وأحد الأسباب التي تقف وراء ذلك هو أنه كان يتوقع من مجلس الشعب الذي تم انتخابه في العام 1990 وترشيح مبارك لفترة ولاية ثالثة في العام 1995 وأراد النظام الذي أقصى المعارضة في العام 1990 أن يؤمن ترشيحا سهلا وشكل التحول نحو القمع رد النظام على التهديد المتزايد من جانب المتطرفين الإسلاميين الذي استهدفوا حياة مبارك وهو في طريقه لزيارة أثيوبيا في العام 1995 وفي أعقاب المحاولة الفاشلة أصبح موقف النظام من الإسلاميين حشيا وغير مميز فاعتقل وحاكم أعضاء قياديين في الإخوان المسلمين الذين بات ينظر لاحقا على أن لهم صلة بالتطرف وأنهم يسعون إلى زعزعة استقرار الحكومة وقرر أغلب الذين قدموا إلى المحاكمة خوض انتخابات العام 1995 لكنهم تعرضوا للاعتقال .
وجاءت السياسات القمعية للنظام ردا على التأثير السياسي والاجتماعي المتنامي للإخوان فقد حصل الإخوان على شرعية إجتماعية في النقابات وفي الجامعات وبدأوا بتوظيفها سياسيا كما تجلى في محاولة تشكيل حزب سياسي في العام 1996 وكان لتقديم الإخوان إلى محاكم عسكرية أثر كبير في قدرتهم على التوسع في المجتمع كما أثر أيضا في وجهات نظرهم حيال النظام وفي استراتيجيتهم في المستقبل وقد جرى التعبير عن بعض وجهات النظر هذه في وثائق داخلية غير منشورة وقد تضمنت هذه الوئائق آراء سلبية في النظام لكنها حذرت من أنه ينبغي ألا يجر ذلك الحركة إلى العنف وأكدت الوثائق على أهمية الاستمرار في تقديم الخدمات الاجتماعية لشرائح مختلفة في المجتمع لكن على ألا يتم تسييس هذه الخدمات تجنبا لاستعداء النظام .
واعتماد النظام على القمع لم يكن يعني أن الشرعية أصبحت قليلة القيمة إذ ظل مبارك مهتما برأي المصريين في حكمه ولكنه أعاد صياغة شكل الشرعية الذي سعى إليه فتوقف عن الاعتماد على الشرعية القانونية ( الناشئة عن التعددية الحزبية والتسامح مع المعارضة ) وبات يراها نابعة من الوعود بالإصلاح الإقتصادي وبناء على ذلك أمل مبارك في أن يرفع الإصلاح الاقتصادي في النهاية الظلم الناشىء عن ترهل العقد الإجتماعي ولكن للنظام وتحقيق إنجاز ما واعتمد النظام على رجال الأعمال في دعم شرعيته ولكن التحالف بين الدولة ورجال الأعمال في دعم شرعيته ولكن التحالف بين الدولة ورجال الأعمال فشل في إخراج النظام من أزمته مع المجتمع كما أن الخصخصة وأن نجحت إلى حد ما في تحسين الإقتصاد الكلي في مصر فقد فشلت بالتأكيد في تحسين مستوى معيشة أغلب المصريين .
الجولة الأخيرة تقنين الصراع
أكد الفصل السابع طبيعة العلاقة التصادمية بين الإخوان والنظام وقد اتخذت درجات مقننة قاسية بعد التعديلات الدستورية في العام 2007 وبالتالي لم تحمل الفترة من 2000 – 2007 اختلافا نوعيا في محور العلاقة بين الإخوان والنظام عن منتصف التسعينات سوى أن النظام يمر الآن بآخر أيام حياته وفيما سيضطر النظام الجديد بعد رحيل مبارك إلى بناء شرعيته من الصفر كما فعل الرؤساء من قبل عبدالناصر والسادات وبالطبع مبارك فإن حركة الإخوان لن تبدأ من الصفر وستتابع الجماعة مراكمتها للشرعية الاجتماعية التي بدأتها منذ منتصف الثمانينيات لأنها غير مرتبطة بشخص المرشد رئيس الجماعة وإنما بديمومة ونفوذ التنظيم نفسه وهذا سيضع النظام الجديد في مأزق حقيقي في كيفية التعامل مع حركة متجذرة اجتماعيا لن يكون من السهل إقصاؤها وإنما على العكس سيتطلب الأمر ضرورة التعامل معها وربما استيعابها داخل العملية السياسية .
Read More

تحقيق : الاخوان والديمقراطية


الاخوان المسلمون بين ثقافة الديمقراطية وثقافة السمع والطاعة
كتب صلاح الدين حسن
هل الاخوان ديمقراطيون ؟ هم يرون أنفسهم كذلك " شورويون" ولكن هل تسمح شوريويتهم فى تغيير أركان قياداتهم من الاساس واستبدالهم بقيادات جديدة أم ان الاخوان كالنظام يمارسون الديمقراطية فى الحدود التى تسمح باستمرار الوضع كما هو عليه هل نتيجة الانتخابات الجزئية فى مكتب الارشاد عبرت عن ارادة حقيقية لقواعد الجماعة ؟ أم أن هذه القواعد تربت على مبدأ السمع والطاعة الذى تغلب على روح الديمقراطية داخل الجماعة ؟
ونحن نتسائل: هل الاخوان يؤمنون بالمرجعية الديمقراطية ؟ أم أنهم لا يعرفون الا المرجعية الدينية بشقيها الدينى والسياسى ؟ وهل انقسم الاخوان فعلا الى تيار اصلاحى ديمقراطى والا تيار رجعى ومحافظ ؟ وهل تفرز العقلية الاخوانية الغامضة فكريا وسياسيا فكرا ديمقراطيا سليما أم أن هذه العقلية لا تستطيع أن تفرز ذلك بسبب اصرارها وتمسكها بالمرجعية الدينية المتسمة بالجمود والانعزالية والمواقف الدينية التى ولى زمانها وباتت تشكل عقبه أم تطوير خطابها الدينى ؟ توجهنا بهذه الاسئلة الى بعض الخبراء فى شئون الجماعة وبعض القيادات المتصفة بالجمود والاخرى بالتمرد.

الشوبكى :ديمقراطية السمع والطاعة
الاخوان المسلمون منذ تأسيسها تحكمها ثقافتين ثقافة الطاعة والولاء التنظيمى من المستويات الادنى للاعلى يوازيها ثقافة ديمقراطية بدأت منذ مطلع الثمانينات هكذا يرى عمرو الشوبكى الخبير فى شئون الجماعات الاسلامية وأوضح الشوبكى أن الاخوان جماعة ليست مستوردة من الخارج وهى جزء من الشعب المصرى تنتقل اليه أمراض ومشكلات واقعه ويؤكد على أن الطاعة عند الاخوان لها بعد دينى ودعوى وهذا جزء من تربية الاخوان على مسألة طاعة أولى الامر ولكن هذا لا ينكر كما يرى الشوبكى أن الاخوان أخذوا ببعض الاليات الديمقراطية التى يسمونها الشورى وقامت الجماعة بإجراء انتخابات على كافة المستويات القاعدية وجزء من المستويات القيادية فكرست كما يرى الشوبكى لثقافة ديمقراطية حدت نوعا ما من هيمنة الدعويين داخل الجماعة ويكمل الشوبكى قائلا: أنت هنا أمام جزعى شجرة الجزع الاول ثقافة الدعوة والجزع الثانى ثقافة الانتخابات التى جرت داخل مستويات الجماعة ويعتقد الشوبكى أنه لولا القيود الامنية لتقدمت الثقافة الانتخاب على ثقافة الطاعة والولاء .
ومع أن الشوبكى أرجع عدم التقدم الديمقراطى الاخوانى الى النظام الا أنه لم يلغى فكرة أن الاخوان كانوا فى تكوينهم وأدبياتهم منذ 1928 تقوم على السمع والطاعة ..وعن رأيه فى الانتخابات الجزئية الاخيرة لمكتب الارشاد وهل كانت انتخابات حقا أم هو شىء أقرب للتعيين أجاب الشوبكى : كانت أقرب للتمرير فلم يتم جمع الاعضاء ال 100 فى مكان واحد وبالتالى كانت هناك توجهات لقيادات داخل مكتب الارشاد كانت لها العامل الاكبر فى تمرير أشخاص بعينهم وحول تبرير بعض قيادات الجماعة اجراء انتخابات فى العلن خوفا من الضربات الامنية وهل يعد ذلك محاولة منهم فى ابقاء الوضع داخل المكتب كما هو عليه أجاب الشوبكى : الاثنين معا فهناك رغبة من الاتجاة المحافظ فى أن يستمر فى سيطرته على الجماعة وفى نفس الوقت هناك خوف حقيقى من الضربات الامنية .
نوح "أنا مليش دعوة"

رفض نوح فى البداية التصريح بشىء يتعلق بالقضية قائلا " أنا مليش دعوة " ذلك لأن نوح يعتبر حديثه فى هذا الموضوع يصب فى خانة " الحاق الضرر بالجماعة التى تمر بأزمة حاليا " -على حد قوله- ولكنا حاولنا اقناع نوح بأن الحقيقة دوما لا تضر طالما كان هدفها توعية الجماهير فأزعن ولكنه أصر على ان يقول ما يريد لا ما نريد فتحدث عن أن شئون الجماعة ليست شأنا داخليا وعلل ذلك بأنها جماعة إصلاحية تهدف الى إقامة نظام إجتماعى وسياسى سليم وكل دعوة أو جماعة اصلاحية يحق للجميع مراقبة تطبيقها للوائحها الداخلية ومن واجبها اعلان ذلك لأن الاعلان عن الاستهداف الاصلاحى ينشأ للجمهور حقا لمراقبة الامور الداخلي للجماعة الاصلاحية وهذه قواعد عامة ...وأكد نوح على أن موتور الاخوان يتطلب تغيير ترس هذا الترس لابد أن تأتى به صناعه متخصصة وهو الترس الاستراتيجى فى الحركة فلابد من الاستعانة بالمتخصصين من داخل وخارج الاخوان لان الاستراتيجيات توضع بطريقة علمية بغض النظر عن الولاء والانتماء ويرى نوح ان المشاكل الفكرية والتنظيمية داخل الجماعة ليست هى المشاكل لأن الترس الاستراتيجى يمكن أن ينصحهم بتغيير بعض الامور وقد ينصحهم بتغيير آلية الديمقراطية داخل الجماعة .. الترس الاستراتيجى سيصحح أمور كثيرة وأضاف أن مشكلة الاخوان أنهم لا يتحركون كرجال دولة بل كتنظيم مضطهد وهناك فارق كبير جدا كما يرى نوح فالتنظيم المضطهد يصنع رجلا تقيا خفيا أما رجل الدولة فرجل شعب يقود أمة ويشدد نوح على أن الاخوان يجب أن يتحرروا من المفهوم الاول وهو مفهوم التنظيم المضطهد ويعدوا رجال دولة بكل ما فيهم من انفتاح شعبى وقدرة على قيادة الجماهير وتحرك علمى وسياسى وعلاقات متزنة بالاخر والدفاع عن بقية فصائل المعارضة والتعايش معها لا الاتفاق معها فقط وينصح نوح الاخوان بأنهم لابد أن يذهبوا الى طبيب حاذق لكن أن يجعل الانسان من نفسه طبيبا حينذاك يكون قد نزع الاختصاص من الاخرين ووصف الدواء الخطأ والسياسة ليست أقل من الطب أهمية

حشمت : القرار فى النهاية يأتى من فوق "والموجود يمشى الى ان تنفرج الامور"

محمد جمال حشمت من الكوادر الاخوانية التى لا تبطن رأيها ولا تأخذ بالتقية الاخوانية وربما يكون هذا ما جلب له الابعاد من جنة الارشاد بل وربما من مجلس شورى الجماعة.. حشمت تحدث بوضوح عن الديمقراطية داخل الجماعة فأكد على أن هناك " مساحة من الحرية فى الاخوان" وهناك قدر كبير من الرأى والرأى الاخر ولكن حشمت استطرد قائلا : ربما تكون بعض الاستجابات ضعيفة أو ليست على المستوى المطلوب إنما هناك فرصة للاخوان للحديث وهناك مساحة فى الشورى .
فواجهنا حشمت بسؤال : إذا كان الامر كذلك فلما استبعدت من انتخابات مكتب الارشاد الجزئية الاخيرة ؟
فأجاب :حتى الان لم يصدر من الجماعة بيان ما حدث ويجب أن نحترم هذا الموقف ولكن لابد أن نأخذ فى الاعتبار انه لا يوجد فى الانتخابات مرشحون وبالتالى فإن نظرية الاستبعاد غير واردة لأن مكتب شورى الجماعة هو الذى يحدد المرشح .أعترف حشمت بأن هناك متغيرات بالفعل داخل الاخوان ولكنها لم تصل الى الشكل الذى يصوره الاعلام ويضخمه فهناك بالفعل عملية تجديد وإحلال للدماء ولكنها تلتزم بالضوابط فى الوقت الذى يقوم فيه الاعلام بتضخيم المسألة ووضعها فى حجم لا يتناسب مع حجمها الطبيعى .
كما أعترف بوجود تيارين داخل الجماعة أحداهما اصلاحى وآخر محافظ أرجع له حشمت تحجيم الجماعة فى ممارسة الديمقراطية بدعوى تربص النظام المصرى وجهازه الامنى بها مما يجعلها باستمرار فى حالة الدفاع عن النفس والدفاع عن قراراتها بدعوى حماية التنظيم لأن التنظيم مهدد فى هذه الحالة ... وأضاف هذا نتاج المناخ الاستبدادى الذى يحكم مصر منذ عشرات السنين قد أثر بالسلب على أداء كل الكيانات المؤيدة منها والمعارضة حيث تفشت ثقافة الاستبداد وعكف النظام على تعقب كل القوى الوطنية حصارا ومطاردة وتشويها وسجنا وتعذيبا وكان النصيب الأكبر من حظ جماعة الإخوان المسلمين باعتبارها الحركة الأقدم والأصلب. وشدد حشمت على أن استبداد النظام قد ضيق على الإخوان حركتهم وحدد طموحهم ومنع امتدادهم الطبيعى فى جو من الحرية والسلام ، وهنا صار هدف الحفاظ على التنظيم الذى هو خادم للفكرة والدعوة الإسلامية له مكانته لدى كثير من الإخوان خاصة الأوائل الذين دفعوا من حياتهم وأعمارهم وراحتهم وحريتهم الكثير من أجل الحفاظ على نقاء المنهج وأصول الجماعة لتصل إلى جموع جديدة من الشباب تؤمن بأن الإسلام هو الحل.
وفى النهاية أشار حشمت الى أن الاخوان يتشاورون لكن القرار فى النهاية يأتى من جهة نظر المحافظين والحريصين على بقاء التنظيم " والموجود يمشى الى حين تنفرج الامور " على حد تعبيره "



عزت : حديثى معك مسجل ويمكن أن يعرضنا الى محاكمة عسكرية

" فإن أرادا فصالا وتراض منهما وتشاور ..." بهذه الاية القرآنية بدأ محمود عزت مسئول الدعوة والتربية داخل الاخوان حديثه معنا عزت المتهم بالاستبداد والسيطرة داخل الجماعة استخدم هذه الاية للتدليل على ان الشورى خلق للمسلم قبل أن تكون وسيلة للوصول للسلطة كما هى عند الاحزاب والتنظيمات السياسية كما يرى عزت ان الديقراطية عند الاخوان تعنى الشورى والشورى افضل من الديمقراطية فالتشاور مسألة أصيلة فى النفس ونحن نتعامل بها فى كل شئون حياتك والمسلم يتعبد لله بها ويكمل عزت قائلا : العلمانيين يعتبرون ذللك نوعا من السذاجة ويعتبرون أن الاعيب السياسة من تربيطات والخدع نوعا من السياسة ومن الفطنة فنحن لا يمكن ان نخون أمانة أو نفشى سرا .. قطعت على عزت حديثه قائلا : انتم صنعتم تربيطات داخل الجماعة لكى تمرروا اشخاص محسوبون على معسكركم فأجاب : الذى أدلى بهذا الحديث أنا أعذره لأنه لا يتخيل الدوافع النفسية عند الاخوان الذى لدى الاخوان أن كل عمل هو أمانة سيحاسب بين يدى الله سبحانه تعالى عنها هذه مناصب تؤدى الى جاه هذه الموجود فى كل الاحزاب السياسية والذى يقول ذلك يعتقد ان الامر فى الاخوان كما فى الاحزاب فيسمون هؤلاء صقورا وهؤلاء حمائم .. ويكمل :أنا لا اريد أن أزكى الاخوان لكننى أؤكد لك ان هذا مقصد الاخوان من اجراء الانتخابات الذى يدخل مكتب الارشد بيأخذ 7 سنين وخارجه يأخذ 3 سنين نحن نتعبد الى الله بإقامة العدل والشورى ونحن نقيم ذلك فى انفسنا .. سألنا عزت الديمقراطية ليست لها علاقة بما تقول المؤسسات فى النهاية تحكمها معايير فأجاب : نحن يحكمنا عرف وتحكمنا معايير ولوائح فقاطعته : ولماذا لم تعلنوا بشكل شفاف عن ما حدث فى الانتخابات الاخيرة فاحتقن صوت عزت وقال بانفعال : نعلن ماذا ؟ العشرات حوكموا فى محاكم عسكرية عام 95 والتهمة : تنظيم اجرى انتخابات واختيرت القيادة بناء على هذه الانتخابات وحديثك معى مسجل الان يعنى ممكن نحاكم عسكريا انت لو قلت لى أنت الامين العام اقول لك لا لست الامين العام انا واخد فيها 5 سنين أقول لا المحاكمة العسكرية هى التى قالت ذلك ... نحن كنا نمارس الديمقراطية داخل السجون
سألنا الكتاتنى هل صعدت الى مكتب الارشاد بشكل ديمقراطى فقال : أتصور ذلك !

محمد سعد الكتاتنى القيادى الصعيدى من المحسوبين على عصبة الرجل الاقوى داخل المكتب محمد حبيب ومن احد الخمسة الذين صعدوا مؤخرا الى مكتب الارشاد وهو لا يدرى فالكتاتنى أوضح فى حديث لنا ان انتخابات الاخوان ليس فيها مرشحين فالكل مرشح والكل منتخب ومع ان الكتاتنى رفض أن يحدد كيف أجريت الانتخابات وبأى طريقة الا أنه جزم بأنها لم تجرى بشكل تقليدى ولم يجتمع أعضاء الشورى فى مكان واحد وأشار الى أنها أجريت عن طريق التكنولوجيا الحديثه فالكتاتنى يرى أن هناك ديمقراطية داخل الجماعة ولكن الضغوط الامنية أخرت تنفيذ الانتخابات على مستوى القيادة واحيانا لا تجرى على الطريقة المثلى فتتم فى وقت محدود وضيق بسبب الملاحقة الامنية وممكن أن تتأخر بسبب ذلك ولكن الكتاتنى أشار الى أن الامن لم يحول دون ممارستها بشكل كامل وكشف الكتاتنى عن ان الجماعة طلبت من السلطة أجراء انتخابات مجلس الشورى والارشاد فى مكان عام أو فى فندق ولكن النظام رفض واستطرد : الامن كلما اشتم رائحة انتخابات فى المستويات العليا يشن حملة اعتقالات وكشف النقاب عن الاجتماع الذى تم فى بيت نبيل مقبل والذى داهمته قوات الامن كان منعقدا لاعضاء مجلس شورى فى الجماعة بهدف التعارف والترتيب للانتخابات فالمتابعة الامنية عطلت باقى الانتخابات فى بقية القطاعات وأوضح أن الانتخابات على مستوى القاعدة ليست مشكلة لأنها تتم فى دائرة ضيقة ولكنها تكون اصعب على مستوى الجمورية لأنها ستتطلب حشد يأتى من كافة الاقاليم
وفجر الكتاتنى قنبلة من العيار الثقيل حينما كشف عن أن الافطار الجماعى الذى كانت تعده الجماعة فى رمضان الماضى كان بهدف اجراء انتخابات لمجلس شورى الجماعة ولاعضاء مكتب الارشاد وربما للمرشد نفسه ولكن الامن لغى الافطار تحسبا لذلك ... وسألنا الكتاتنى : هل صعدتم الى المكتب بشكل ديمقراطى فأجاب أتصور ذلك فالانتخابات تمت بتصويت جميع أعضاء مكتب الشورى فأعترضناه: ولكن هناك أعضاء بالشورى نفوا علمهم بحدوث الانتخابات أصلا فأجاب : هذا كلام غير صحيح وهذا كلام اعلامى مردود عليه ومن قال ذلك يمكن أن يكون من غير أعضاء مجلس الشورى اصلا .. وشدد الكتاتنى على أن الجماعة من حقها أن تحافظ على كوادرها فالاخوان لا يأمنون على اجتماعاتهم التنظيمية بشكل عام ناهيك على اجتماع بمستوى القيادة .. وليس عند الكتاتنى مانع من أن تجرى الانتخابات القادمة لمكتب الارشاد أو للمرشد بطريقة تكنولوجية كالتى تمت عليه هذه الانتخابات وأضاف : بعد نجاح هذه العملية الاخيرة ستعبر هذه الوسيلة فى الانتخابات آلية وبالتالى فلن يكون هناك مشكلة فيما بعد ونفى الكتاتنى أن يكون مبرر الخوف الامنى حجة يستخدمها التيار المستبد داخل الجماعة وقال : أنها ظروف أمنية فعلا وهذا نوع من الاتهام فى النوايا لا يجوز
خليل عنانى : حراس المعبد يحمون الجماعة من شرور ابناءها

يرى خليل عنانى الباحث السياسى أن انتخابات الاخوان كانت أقرب للتعيين فعنانى يفترض ان مجلس شورى الجماعة وفقا للائحة الداخلية للجماعة مسئولا عن الاداء السياسى التنظيمى للجماعة ولا يعتقد عنانى أن أحدا داخل الصف الاخوانى أو خارجه لديه شك فى مدى الفشل الذى لقيته الجماعة فى جميع الازمات التى واجهتها بدءأ من أزم حادثة الازهر وحتى الانتخابات المحلية الاخيرة التى كشفت عن مدى التخبط الذى يهيمن على عملية صنع القرار داخل الجماعة واستهجن عنانى عدم اتخاذ الاخوان قرار بحل مجلسهم على غرار ما فعل إخوان الاردن بعد آدائهم السىء فى انتخابات 2007 وأضاف عنانى : كان حريا بالجماعة ككل أن تبدأ بعملية نقد ذاتى جريئة تعترف فيها بالاخطاء التى وقعت فيها القيادات طيلة العامين الماضيين وأن تقوم بتعديل اللائحة الداخلية لكى تكون أكثر انفتاحا وديناميكة وتسمح بوجود ممارسة ديمقراطية حقيقية ويرى عنانى أن هذه الانتخابات لا تعكس الرغبة الحقيقية للقواعد الاخوانية ولا يمكن لأحد أن يقتنع بأن هذه الانتخابات تمت بشكل سليم وديمقراطى لأن عنانى يرى أن هذه الانتخابات كان من المفترض أن تتم من خلال التصويت الفردى المباشر لجميع القواعد الاخوانية ويشير عنانى الى ان اسماء الفائزين بعضوية مكتب الارشاد جميعهم ينتمون الى التيار المحافظ داخل الجماعة أو على الاقل المحسوبين على جناحه مما يؤكد استمرار المحافظين على إدارة المطبخ الاخوانى .
Read More

بورتريه :عم علي المخبر


بورتريه


يرفع أقواما ويخفض آخرين .. وجوده فى حد ذاته أمات أحتمالية وجود حياة سياسية ونشاطات أجتماعية فى الناحية .. كتب مئات التقارير الامنية عن مئات الاشخاص فعرقلهم هم و الاف من أقربائهم ..يهابه الجميع مأمور المركز وضباط المباحث والعمد والمشايخ ونواب مجلس الشعب وكبار العائلات فى البلد ... ذات يوم آدعى أنه هو الحاكم الفعلى لمصر :


مصر يحكمها عم "على" المخبر

ذات يوم من أيام شتاء 1982 اندفعت سيارة بوكس شرطة بسرعة جنونية باتجاه الجالسين أمام "مقهى المركز " حتى خيل لهم أنها على وشك الصعود على حافة تلتوار المقهى فجفل بعضهم وانتفض البعض الاخر متراجعا ناحية الداخل ولكنها توقفت بأعجوبة بعد أن تلامس كاوتش البوكس مع حافة التلتوار محدثا صريرا يسمع ثقيل السمع الواقف أمام مطعم الاندلس بداية شارع المركز .. ظن الجالسون أن هذه الحركة هى لاستعراض القوة فمنذ ان تحولت القرية مركزا منذ 3 أشهر والضباط يقومون بارسال رسائل من آن لآخر ليظهروا للجميع العين الحمرة ويدبحوا القطة لذرع المهابة فى النفوس وفرض الاحترام على الجميع ولكن لاحظ الجالسون أن من يجلس بجوار السائق لا تبدوا علي سحنته مخايل الضباط وليست له فى الوقت ذاته سمات مخبري المباحث فالرجل الذى مازال جالسا بجوار السائق ولم ينزل بعد مازال يرمقهم بنظرات حادة مرعبة هى أبرز ما تميزه رغم ملامحه العجيبة الاخرى مثل أنفه المدكوك فى رأسه الكبرى وفمه الصغير الموحيه بالامتعاط دوما وأذنيه التى تشبه أذنى الوطواط وبشرته السمراء وجسده الممتلأ والشعر المجعد التى تكتنفه بعض شعيرات بيضاء .. ظل الرجل يحدج الجالسون بنظراته ما يقرب من 5 دقائق ثم فتح الباب وهم بالنزول ففوجىء الجميع بأن الرجل يننزل على عصا يتكأ عليها فى خطوات عرجاء فى اتجاه المقهى ولم يلقى السلام ثم قام بسحب كرسى خيزران وجره الى زاوية فى الناحية الشمالية التى منها باستطاعته أن يرى القادمين من شارع المحكمة وشارع المركز و أيضا الآتين من شارع المحامين لا أحد يمر من أمامه الا يناله نصيب من سهام عينه النافذه الكثير قالوا فى وصف نظراته الا أن أحدا لا يمتلك من القدرة البلاغية التى تعينه على التعبير عن وصف تلك النظرة ....
.... 26 عاما مضت ولم يتغير مكان الرجل ولا نظراته ولا حتى بنطاله وسترته التى لا يبدلها صيفا ولا شتاءا والتى يخفى تحتها طبنجته الميرى وجهازه اللاسلكى ايضا ولم تتتغير ملامحه فكأنه لا يكبر كل ما فى الامر أن شعيراته البيض كثرت شيئا ما .. عم علي لم يتغير ولكن البلدة هى التى تغيرت فكثر سكانها ومبانيها وزادت نسبة المتعلمين فيها وبدت عليها مظاهر المدنية وأصبحت أكثر جمالا من ذى قبل ... عرف الناس اسم الرجل " على مسعود " وكفى .. لم يعرف عنه غير اسمه وحتى هذا فالناس تشكك فيه .. قيل أنه كان يخدم فى الصعيد وأنه أصيب ب5 طلقات فى ظهره ورجله أثناء الاشتباكات التى جرت فى أسيوط بعد اغتيال السادات ولأنه أبلى بلاءا حسنا فلم يحيلوه الى التقاعد بعد عجزه فنقلوه الى جهاز أمن الدولة بعد اعطاءه التدريبات اللازمة لتأهيله وفى مطلع الثمانينات شهد المركز ظهور قوى لجماعة الاخوان المسلمين الذى لم يعرف عنها المركز شىء من قبل فقام جهاز أمن الدولة بإنشاء مكتب لها فى المركز المجاور وقامت بإرسال علي الى البلدة كأحد مناطق نفوذه .. كانت البلدة غير معتادة على مثل هؤلاء المخبرين فلم يكن يعرفون غير مخبرى المباحث ...
كان أهل المدينة وقراها المجاورة لا يعرفون عن النشاط السياسى وحتى الاجتماعى شىء فهم ريفيون مهادنون لا يعرفون الثورة ولا التمرد وعندما بدأت عناصر جماعة الاخوان فى النشاط حاربهم مترفى البلدة وفقراءها على السواء بشده على أساس أنهم إخوانجية وما العصر الناصرى عنهم ببعيد فهذه الكلمة " الاخوانجى " كفيلة أن تقذف بالموصوف بها الى " الحربى " الذى ما زالوا يعتقدون بوجودة الى الان وكأى مجتمع زراعى فالدولة تحتل المكانة الكبرى فيه ولها ولرئيسها المهابة والإخوان هم الطرف الضعيف فى تصورهم والنظام كان الطرف الباطش القوى والجيل الذى شهد ما جرى للاخوان وغيرهم فى السجون هم جيل الاباء الان يعتقدون أن من يذهب الى المعتقل لا يجىء غالبا والخارج منه قد كتبت له حياة جديدة ... ولكن الزمن مر وهناك جيل من الشباب لم يرى تلك الحقبة الناصرية ولم تطبعه بطابعها وقد استهوته الشعارات الاسلامية البراقة وبدا أنه الأكثر قدرة على النطق والمعارضة وظهرت فيه بوادر النزعات السياسية والتعبير عن وجوده والكثير منه قد ألهبت مشاعره ما يجرى فى بلاد الاسلام .... فى هذه الأوقات ظهر علي مسعود كأنه جاء ليذكر الناس بقوة الدولة المرعبة وأنه هنا هو الرقيب وأن ما يقوله قادة الدولة عن الحريات والزمن الديمقراطى كلام للاستهلاك المحلى والخارجى أما ما يقوله هو فهو الواقع والحقيقة المرئية والملموسة..الشخص المثالى عند على مسعود هو الشخص الذى يمشى فى حاله ويشوف مصالحه وممارسة السياسة تعنى عنده السكة البطالة لا يفهم شىء اسمه الديمقراطية ولا أن ممارسة السياسة عمل دستورى هو يقتنع تماما أن ممارسة المعارضة عمل مشين يكره صاحبه حقيقة لا بحكم عمله فحسب بل عن عقيدة ...كان البعبع الذى يخوف الخائفين الذين يفكرون فى محاولة التجرأ وكان الحجة التى يسوقها الآباء فى مواجهة الابناء لردعهم عن الطريق الذى تحدثهم نفسهم فى السير فيه .. حاضرا دوما .. كان العدو الاول للمعارضين يكرههم كرها دفينا وهم يكرهونه كرها رمزيا لأنه ممثل القمع والظلم والبعد عن منهج الله .. دار الصراع على أشده بينه وبين الاخوان فزاد عددهم من ال20 عند قدومه حتى أصبح الآن يفوق الالفين من إجمالى المركز المترامى الاطراف الذى يزيد على مليون جعل مكسب الاخوان ليس كبيرا فلولم يكن موجودا ربما زاد عدد الاخوان آلافا ...لم يشهد المركز وجودا لأى نشاطات لا سياسية ولا اجتماعية ولا حتى خيرية عم علي يكره أى نشاط بل أنه لا يرغب بالتجماعات حتى التى تقيمها العائلات أو أبناء القرى الذين يفكرون فى الاجتماع لمناقشة مشكلة ما خدمية مثل المياة وانقطاع الكهرباء وقد يرسل للمتسبب فيها يهدده بأنه لو كررها سيبعث له لمقابلة رئيس المكتب .. ولا يسمح بعقد القران فى المساجد ومن يفعلها يذهب للحضور ويخرج ورقه وقلم ويكتب حتى يراه الجميع ثم يخرج مكفهر الوجه ..
فى انتخابات مركز شباب مؤخرا شك أن هناك اختراق من الاخوان لقائمة المرشحين الذين ينجحون بالتزكية على اساس أنهم يختارون من كل عائلة من يمثلها ففوجىء الجميع أن الانتخابات أوقفت حتى اشعار آخر ... يعرف كل اللذين لهم نشاط فيشطب اسماءهم من كشوفات الناخبين فى كل انتخابات تأتى ..لم يستطع أن يواجه عم على أحد الا الاخوان فلا هم متصادمون ولا هم ساكنون هم يغيظونه بشدة ... فى أحد حواراتى معه ذات يوم حاولت أن أسبر أغواره وخرجت بقناعه فحواها أن هذا الرجل يخاف على نفوذه شخصيا من الاخوان وهو يتوهم أنه لو حكموا فقد يطيحونه به شخصيا وسيموت كمدا بعد أن أنتصروا عليه وفازوا فى النهاية ..
بعد 26 سنة من وجود " على مسعود" ملأ أرشيف أمن الدولة بملفات وتقارير عن أهالى البلد لا يعرفون عنها شىء الا حين يرفض أحد الاشخاص ويقال ساعتها أنه استبعد أمنيا لأنه أخية أو ابن عمه مسجل أخوانجى فى أمن الدولة .. هناك حكايات مشهورة يرويها أهالى المركز منها مثلا أن الاستاذ الطحاوى الكادر فى الحزب الوطنى والكاره والعدو الاول للاخوان والعضو بالاتحاد الاشتراكى سابقا عندما قدم لأبنه ترك فى النيابة العامة كان يظن أنه داخلها داخلها فأولا هو مدير الادارة التعلمية فى المركز وتاريخه السياسى يشهد بولائه للسلطة وكراهيته للمعارضة بكافة أنواعها لدرجة أنه كان يخاف من مجرد الوقوف مع إخوانجى فى أى مكان كان ويسمع ويطيع الاوامر التى يبلغها له على مسعود حرفيا فنقل كثير من المدرسين الاخوان الى مناطق نائية وبعيده عن موطنهم وحول البعض الاخر الى إداريين بالاضافة الى خدماته الجليلة للحزب فى عقد الصفقات مع كبار العائلات لإنجاح مرشحه واستخدام نفوذه .. فكان آخر ما يفكر فيه الطحاوى هو التقرير الأمنى فهو حاطه فى جيبه وبعد كشف الهيئة نزلت التحريات لابن الطحاوى وكان ذلك مؤشرا على أنه أختير من قبل اللجنة السباعية وهو ما يعنى ان ما ينقصه أن تجىء التحريات سليمه ذهب الى على مسعود وقبضه المعلوم وأفهمه الرجل بأن كل شىء تمام وأن ملفه الامنى فى السليم والتقرير الذى سيكتبه سيحصى كل شيئا فعله الطحاوى لخدمة النظام عددا وانتظر الطحاوى اسم ابنه ترك فى الاهرام وقام بإعطاء ترك الفلوس اللازمة لشراء أقمشة وتفصيلها وقام بتجديد مضيفة البيت وطلاءها والكل كان يعرف أن ترك دخل النيابة وفى اليوم الموعود اتصل الطحاوى بقريب له فى القاهرة حتى يشترى له الاهرام فى طبعتها الاولى ليلا ويقرأ اسم ترك فى اسماء المقبولين فى النيابة فكانت الصاعقة الكبرى نزلت على الرجل فاسم ترك لم يكن من بين المختارين لم ينم الطحاوى وقام بالاتصال بالشخصية الهامة التى دفع له 200 ألف جنية حتى تتوسط له فأكد له الرجل أنه تم اختيار ابنه فى اللجنة السباعية ولم يكن غير تقرير الامن ففتش عن التقرير قال الطحاوى : أى تقرير ؟ أنا وعائلتى سمعتنا زى الطبل ... قام بالاتصال على مسعود فقال له أن تقريره سليم فذهب فى الصباح الباكر الى مقر أمن الدولة وطلب مقابلة حسام بيه رئيس المكتب فأرسل فى طلب ملف ابنه وقال له : انت مسجل شيوعى فدهش الطحاوى كيف وأنا الوطنى المخلص ؟ أكيد فيه غلط .. فقال له انت كانت ليك واقعة منذ سنة 1982 ا حضرت عدة اجتماعات مع شخص يدعى سيد عبده كان يقود تنظيم شيوعى فى ذلك الوقت ومن الذين قادوا مظاهرات الخبز فى 77 وده كله مسجل فى ملف لك على الجهاز المركزى للادارة ... ذهل الطحاوى ظن أنه يحلم ... لماذا فعلها على مسعود ؟ سوق الاخوان هذه الرواية ودللوا بها على أن أقدار الله هى التى تجرى فى النهاية فها هو الطحاوى الذى عاش عمره ينافق السلطة يجازيه الله بنفس الداء الذى ظل يهرب منه طيلة عمره فى حين أن ابراهيم فرغلى استطاع أن يدخل ابنه الحربية مع أن ابن عمه متولى أحد كوادر الاخوان الذى يبدوا أن علي المخبر لم يعمل له ملف فى أمن الدولة ...

... علي مسعود الشخصية الأمنية الأقوى فى المركز بدون جدال يدخل مقر المركز متكأ على عصاه فيرمى العسكرى الواقف على الباب بنظره متكبره صارخة تلفحه من فوق لتحت ثم يدخل من الباب الرئيسى ويدلف الى حجرة النابطشية فيرميهم بنفس النظرة ويقف هنيهة كأنه يطمأن على سير الاحوال ثم يدخل مكاتب المركز مكتب مكتب يقذف نظرته ويقف برهه ثم يكمل ..لم يرى يوما يلقى السلام حتى على مأمور المركز ولا يلقى تحية لأحد بل يكرهب الجو عند دخوله يكرهه كل من هناك حتى الموظفيين الادارييين وعندما يحل بطيفه الثقيل كأنه الكابوس لا ينفك الا بذهابه ...
... يروى عنه أنه ذات يوم وهو يمشى الهوينى فى ردهات المركز العتيق وجد بعد ضباط المباحث يقفون مع مأمور المركز يقهقون فقال لهم بتضخكوا على خيبتكوا يا شوية " ......" وشتم بكلمة بذيئة ولم يتجرأ المأمور على الرد وكانت واقعة أكد فيها على قوة مكانته ونفوذه علنا أمام مخبرى المباحث وأمناء الشرطة والضباط والذين رووا الواقعة التى أذهلت المركز جميعه وتداوله المحامون فيما بينهم بسخرية ...
.... على صلفه وكبريائه لا يتورع على مسعود عن جباية الأموال من الناس ففى كل مناسبة من المناسبات يوقف أى سيارة مارة من أمامه ولا يتجرأ السائق أن يناقشه حتى ولو لم يكن يعرفه فنظرته المهيبة وتعامله الفظ الذى يوحى بأن ما يفعله هو من حقه يوهم من لا يعرفه من البسطاء أنه لا شك يتصرف هذا التصرف من منطلق السلطة التى منحت لهذا الشخص ..ويقوم بإرسال تابعه المخبر مصيلحى الذى يتمتع بمرونه والاكثر خبره منه بالمناطق النائية التابعة للمركز فيقوم مصيلحى بالطواف على القرى والعزب المجاورة فلا يترك كل ذى شأن فيها حتى يقبض العيدية أو الاكرامية والتى تضاعف عندما يخاف شخص من تقارير "علي" اذا كان لديه قريب على علاقة بالاخوان أو غيرهم فيدفع له اعتقدا منه انه بذلك يرضيه ولا يكتب عنه اذا ما عرف علي أمره ولكن التجربة أثبتت أنهم يأخذون أموالا فقط ولكن ماضون بهمة ودأب فى كتابة التقارير حتى عن أكثر الدافعين لهم فكثير جدا منع من السفر الى الخليج للعمل ومنعوا من التعيين فى الوظائف الحكومية بناءا على تقارير على ومصيلحى ومصباح ...
العمد والمشايخ والمأذونين ومرشحى المحليات فى القرى والمدن يعملون لعلى ألف حساب وحتى أعضاء مجلس الشعب من حزب الوطنى والمشتاقين الى ذلك المنصب فى المستقبل يوزعون عطاياهم عليهم حتى ينالوا الرضا من سيدنا القابع عند قهوة المركز من 26 عاما ....

..... لم يرى عم علي يضحك قط فهو دائما مكفهر متجهم الا أننى شاهدته مرة يضحك كان ذلك أمام نقابة المحامين فى المحكمة فيومها كانت تجرى انتخابات النقابة العامة والاخوان موجودون كالعادة جلس عم علي بجوارنا مباشرة فقال أحد المحامين الجالسين مشيرا الى أحد زملائه المجاورين له وكان قصير القامة ذو وجه طفولى يمتاز بخفة الظل قائلا : "عم علي" محمد غريب ده من الاخوان أكتب اسمه يا عم "على" .. فقام محمد منتفضا راكضا نحو عم علي وأمسك يده وهم بتقبليها قائلا: لاااااااا عم علي أوعى تكتب اسمى يا عم علي أنا غلبان والله أنا ما بصلى ولا بركعها يا عم على والله يا عم علي أنا معلق صورة الريس حسنى مبارك فى البيت .. ضحك عم على ضحكته الأولى وقال : متخفش يا حمادة انت حبيبى ...
..... لم يرانى علي مسعود منذ زمن بعيد منذ كنت صغيرا ففى المرحلة الثانوية والجامعة لم أكن اتواجد فى البلد وفجأة عندما ظهرت لفت انتباهه ورمانى بسهام نظراته المزعجة وهو جالس فى مكانه على المقهى أحسست أنه على استعداد ان يدفع نصف عمره ويعرف من أكون ولكن شغفه بمعرفتى هذا تحول الى جنون عندما شاهدنى أخرج من مكتب جمال سلامة محامى الاخوان من تجاه شارع المحامين كانت نظراته تكاد تخرقنى من شدته حدتها ....أعترف أنى أحسست بشىء ما ينتابنى كان احساسا بالاختناق شىء كامن ومتراكم داخلى أشعرنى بأنى مختنق وغير حر وثمة من يقيدنى ..
... عندما يسير فى البلد يسير فيها وكأنها بلدة أبيه يتفقد الاماكن كأنه صاحب عزبة يتفقد مزارعينه يشعر أنها بلدته مسئوليته يقف كل بضع خطوات ينظر على المارة وأصحاب المحلات يا ويل من يكتشف أن هناك ملصق للاخوان على جدار أى محل فيأمره بصلف أن يأتى بماء ويقوم على الفور بإزالته ويجب أن يبوح باسم من قام باللصق ولا يسمع بعذر يتكرر كثيرا وهو أن اللصق يتم ليلا فى وقت تكون فيه المحلات مغلقة ...
.....
ذات يوم رأيت " علي مسعود " يجلس فى مكانه فى المقهى وكنت قد علمت بأنه باق له فى الخدمة أياما فقمت بحمل كرسى وألقيت عليه السلام وجلست فى مقابلته قلت له : عم علي هل سيألمك تركك للخدمه ؟فقال : حاسس أنى أموت لو سبت الخدمه على رغم أننا بنطفح الدم فيها وشفنا شقا محدش شافه قلت : مكنش نفسك تكون ظابط يا عم علي ؟ فقال : الظابط من غيرى ولا حاجة أنا اللى أعرف كل خبايا المركز وأعرف الناس واحد واحد والظابط مايقدرش يتصرف من غيرى أنا أسست المكتب وهمه بيروحوا وبييجوا وأن اللى باقى .. يا بيه تقريرى بيخلد فى الارشيف الكلمة اللى بقولها بتهدم عيله وتبنيها وتأثر على مستقبل أجيال عشان كده أنا بقولها بضمير .. يا بيه أنا اللى بحكم مصر الناس اللى فوق بتمشى بناءا على تقارير عمك على اللى قاعد معاك على القهوة ... بعدها بشهور مررت من أمام القهوة فوجدت عم علي جالسا مكانه فى يده الشيشه وعينه على الرائح والغادى قلت لنفسى صعب على رجل مثل على مسعود أن ينسى أنه مخبر فانعطفت للسلام عليه فقلت له : انت مش هتترتاح بقه يا عم علي فقال : لا الناس بيحبونى مش قلتلك أنهم مش هيقدروا يستغنوا عنى جددوا لى سنة كمان .
Read More

ياسر محمود .... النائب المسحول

صلاح الدين حسن
قد يبدو للبعض أن اعتداء ضباط أمن الدولة ومخبريها على عضو الكتلة البرلمانية للاخوان المسلمين ياسر حمود يوم الجمعة الماضى مجرد تصرف فردى وطائش من ضابط أمن دولة ظن أنه بفعلته هذه سينول قدرا من النفوذ والرضا من قياداته فى الجهاز ولكن المدقق فى الحدث والرابط بينه وبين ما سبقه من أحداث واعتداءت وقعت فى حق نواب الاخوان فى البرلمان قد يرى بعدا آخر وراء هذا الحدث ... فواقعة الاعتداء على حمود كانت آخر حلقة فى سلسلة أعتداءات وقعت فى حق أعضاء الكتلة البرلمانية للاخوان كما لم تكن اولى هذه السلسلة اعتقال نائبى المنوفية صبرى عامر ورجب ابو زيد بل سبق ذلك مجموعة تضييقات مارستها اجهزة الامن ضد نشاطات نواب الاخوان الاجتماعية والخيرية اعتقد البعض وقتها أنها لا تعدوا أن تكون مجرد عرقلة يمارسها الحزب الوطنى ضد نواب الاخوان لمنع تمدد أعضاء الجماعة وكسب المزيد من الشعبية فى الشارع الا أنه بعد اعتقال مساعدى نواب الاخوان ومديرى مكتبهم بدا الامر وكأنه يتم وفق خطة معدة سلفا ولكتها تنفذ تدريجيا وذلك فيما يبدوا لجس النبض وقياس درجة رد الفعل الاخوانى وايضا رد الفعل المحلى والعالمى وقد يكون اعتقاد من واضعى الخطة بأن الجماعة قد ترتدع بعد الخطوات الاولى فى التصعيد مما لاتضطر معه الاجهزة الامنية الى زيادة التضييقات الامرالذى يضعها فى موقف حرج أمام الرأى العام .. ولكن يبدوا أن ردود فعل الجماعة الضعيف واستمرار نوابهم فى نشاطهم قد ساهم فى الاستمرار فى تنفيذ باقى مراحل الخطة .... ولكن يبقى السؤال لماذا تقلق الاجهزة الامنية من نواب الكتلة البرلمانية للاخوان تحديدا ؟ بداية لم يكن قلق النظام من العدد المقاعد الكبير الذى حصده الاخوان فى برلمان 2005 نابعا من مجرد خوفه من الزوابع التى يمكن للبرلمانيين الاخوان اثارتها فى المجلس ضد حكومته فقط بل نبع من علمه اليقينى أن فوز هؤلاء يعنى بالاساس بسط مظلتهم كنواب للشعب على معظم دوائر الجمهورية تلك المظلة التى ستتيح لاعضاء الجماعة المنتشرين فى طول البلاد وعرضها العمل تحت ظلالها بقدر معقول من الحرية لتنفيذ المشروع الاسلامى الاخوانى الطويل الذى يسير بخطى وئيدة ولكنها ثابته نحو تحقيق هدفه وبالفعل بدأت تتضح للنظام ابعاد المشكلة بعد دخول نواب الاخوان البرلمان فأعضاء الاخوان اللذين جاءوا معظمهم من الطبقات المتوسطة والفقيرة كانوا يمتلكون حيوية ونشاط كبيرين فى الانتشار والتغلغل فى اوساط دوائرهم داعمين جماعتهم وتنظيمهم ومنسقين بشكل جيد مع قواعد الجماعة فى شعبهم ومكاتبهم الادارية وعملوا فى تقديم خدماتهم فى كافة المجالات الى جماهير دوائرهم بدأ من الخدمات الاجتماعية والانسانية حتى الخدمات الوعظية والارشادية يأتى ذلك كجزء من كل الا هو انجاح المشروع الاسلامى الاخوانى الذى اسسه حسن البنا فى المقابل كان نواب الحزب الوطنى لا يمتلكون المقومات التى يمتلكها الاخوان فلا مرجعية فكرية ولا مشروع وطنى سياسى محدد المعالم.. هذا الزحف الاجتماعى كان يوازيه زحف قيادات الكتلة البرلمانية للاخوان على المستوى العمل العام فى العاصمة القاهرة من خلال حضورهم الندوات والفعاليات الثقافية والسياسية التى قلما خلت من أيا منهم ولكن ظل الاخطر بالنسبة للنظام تفاعل والتحام قاعدة هذه الكتلة فى الالتحام بجماهيرها بفكرها وسياستها وسلوكها الاخوانى فلما وجه النظام كعادته ضربته الاجهاضية استمرارا فى خطة التحجيم المتبعة مع الجماعة هذه المرة اكتشف ان الجماعة امتصت ضرباته بسرعة أكبر مما يتوقع وظهرت وكأنها غير مبالية بضرباته لا من الناحية التنظيمية ولا من الناحية المالية ولا من ناحية الانتشار والالتحام بفضل العصب الجديد للجماعة الذى صلب عودها فى مواجهة "المحن" وهم البرلمانيين الاخوان والذى كان النظام قد اعتبر أن عددهم فائض بكثير عن حاجته فى تحقيق أهدافه من وراء فوز الجماعة... ومن ثم فقد عملت الاجهزة الامنية فى أخذ الضوء الاخضر ومن بعده الاحمر لتوجيه ردع لاعضاء الجماعة البرلمانيين والعمل على توليد هاجس لديهم كانوا بدأوا فى طرده وهو الهاجس الامنى الذى عملت على تسكينه الحصانة البرلمانية ووضعهم كنواب عن الامة لهم كرامتهم المحفوظة والمحصنة ضد الاعتقال والتضيقات الامنية ... الان وصلت الرسالة للاخوان وقرأت جيدا ولكن رد الجماعة يعرفه النظام قبل ان ترسله الجماعة فالرد فى الاغلب سيكون مؤتمر صحفى يعقبه بيان تسنكر فيه الكتلة ما جرى لنوابها وتطالب سرور بالتحرك لحفظ كرامة نواب الشعب ... ودمتم .
.



.
Read More

وقف زحف السلحفاة


صلاح الدين حسن

من المعروف أن الرئيس مبارك منذ ان تولى الحكم يتنبى خطة واضحة الاساليب والاهداف فى سياسته مع جماعة الاخوان المسلمين هذه الخطة تقضى بترك الجماعة تعمل على الساحة وهى منزوعة المشروعية القانونية حتى يتثنى له من آن لآخر توجيه ضرباته الاجهاضية لها أما الهدف الواضح من ذلك فهو تحجيمها ووقف مدها وعدم خروجها من الدائرة الحمراء المرسومة لها.. ولكن يبدوا ان القدر ساعد الجماعة على أن تخرج من هذه الدائرة ولوقليلا بعد أن خرجت اللعبة من يد النظام فى الانتخابات التشريعية فى عام 2005 فقد حققت الجماعة فوزا كبيرا بحصول 88 من اعضاءها على مقاعد فى مجلس الشعب المصرى وهو العدد الذى اعتبره النظام فائض عن حاجته فى تحقيق أهدافه من وراء فوز الجماعة فالعدد الذى رسم له النظام تراوح ما بين ال20 الى ال30 مقعد وهو العدد الذى كان كافيا لوصول الرسائل التى اراد النظام ارسالها الى الغرب والولايات المتحدة والى الاقباط واقباط المهجر خاصة والى المعارضة المصرية تلك الرسائل كان ملخصها أن هؤلاء هم البديل القادم والوحيد اذا فتح باب الحريات فى مصر ولذلك فقد قلق النظام من العدد الكبير الذى دخل البرلمان من الاخوان وقلقه هذ لم يكن نابعا من خوفه من الزوابع التى يمكن للبرلمانيين الاخوان اثارتها فى المجلس ضد حكومته فقط بل من علمه اليقينى أن فوز هؤلاء يعنى بالاساس بسط مظلتهم كنواب للشعب على معظم دوائر الجمهورية تلك المظلة التى ستتيح لاعضاء الجماعة المنتشرين فى طول البلاد وعرضها العمل تحت ظلالها بقدر معقول من الحرية لتنفيذ المشروع الاسلامى الاخوانى الطويل الذى يسير بخطى وئيدة ولكنها ثابته نحو تحقيق هدفه وهو اقامة الدولة الاسلامية التى تعمل على رجوع دولة الخلافة وبالفعل بدأت تتضح للنظام ابعاد المشكلة بعد دخولهم البرلمان فأعضاء الاخوان اللذين جاءوا معظمهم من الطبقات المتوسطة والفقيرة كانوا يمتلكون حيوية ونشاط كبيرين فى الانتشار والتغلغل فى اوساط دوائرهم داعمين جماعتهم وتنظيمهم ومنسقين بشكل جيد مع قواعد الجماعة فى شعبهم ومكاتبهم الادارية وعملوا فى تقديم خدماتهم فى كافة المجالات الى جماهير دوائرهم بدأ من الخدمات الاجتماعية والانسانية حتى الخدمات الوعظية والارشادية يأتى ذلك كجزء من كل الا هو انجاح المشروع الاسلامى الاخوانى الذى اسسه حسن البنا فى المقابل كان نواب الحزب الوطنى لا يملكون المقومات التى يمتلكها الاخوان فلا مرجعية فكرية ولا مشروع وطنى سياسى هذا الزحف الاجتماعى كان يوازيه زحف قيادات الكتلة البرلمانية للاخوان على المستوى العمل العام فى العاصمة القاهرة من خلال حضورهم الندوات والفعاليات الثقافية والسياسية التى قلما خلت من أيا منهم ولكن ظل الاخطر بالنسبة للنظام تفاعل والتحام قاعدة هذه الكتلة فى الالتحام بجماهيرها بفكرها وسياستها وسلوكها الاخوانى فلما وجه النظام كعادته ضربته الاجهاضية استمرارا فى خطة التحجيم المتبعة مع الجماعة هذه المرة اكتشف ان الجماعة امتصت ضرباته بسرعة أكبر مما يتوقع وظهرت وكأنها غير مبالية بضرباته لا من الناحية التنظيمية ولا من الناحية المالية ولا من ناحية الانتشار والالتحام بفضل العصب الجديد للجماعة الذى صلب عودها فى مواجهة "المحن" وهم البرلمانيين الاخوان ومن ثم فقد ادرك النظام جيدا سبب الامتصاص السريع لضرباته وهم ال 88 عضو الذين تجاوزوا بعددهم الدائرة الحمراء التى رسمها لهم النظام والذين أصبحوا بمثابة الشوكة فى حلقه ومن ثم فقد عملت الاجهزة الامنية فى أخذ الضوء الاخضر ومن بعده الاحمر لتوجيه ردع لاعضاء الجماعة البرلمانيين والعمل على توليد هاجس لديهم كانوا بدأوا فى طرده وهو الهاجس الامنى الذى عملت على تسكينه الحصانة البرلمانية ووضعهم كنواب عن الامة لهم كرامتهم المحفوظة والمحصنة ضد الاعتقال والتضيقات الامنية فتم التضييق على عملهم الخيرى والاجتماعى فى بداية الامر فقام بمنع بعض القوافل الطبية وقوافل التبرع بالدم لبعض نواب الكتلة النشطين واعتقال بعض القائمين على هذه الحملات ثم اتضحت معالم المخطط أكثر عندما تم اعتقال بعض مديرى مكاتب نواب الكتلة ثم بلغ التصعيد ذروته حينما قامت باعتقال النائبان صبرى عامر ورجب ابو زيد اثناء عقدهما اجتماع يعقد مثله فى الحقيقة اصغر اسرة من اسر الاخوان فى قرية نائية من قرى الريف المصرى ولكن الهدف من هذا القبض هو ايصال الرسالة التى اتضحت معالمها بالكامل والتى قرأها الاخوان جيدا وهو انكم كأخوان ستعاملون معاملة المحظورين حتى لو كنتم اعضاء فى البرلمان أما حصانتكم البرلمانية فلدينا أغلبية كفيلة بإسقاطها فأوقفوا مدكم مؤقتا حتى تأتى المرحلة الجديدة....
Read More

عبود الزمر .... صقر الجهاد الذى يخيف النظام والامريكان



بعد الاخبار التى تناقلتها وسائل الاعلام حول نية قيادات من تنظيم الجهاد على رأسهم منظرهم سيد إمام إجراء مراجعات لإفكارهم قاما عبود وطارق الزمر فى هذا التوقيت الحساس بإصدار بيان يعلنان فيه تأييدهما الكامل لهذه المراجعات مع الدعوة الى الافراج عن المعتقليين الاسلاميين فى السجون والغاء قانون الطوارىء وقانون الارهاب والمحاكم العسكرية وهو ما جعل البعض يصف بيان عبود بالمشروع السياسى الذى يحمل رؤية لخروج الجماعة من أزمتها الحالية ولكن يبقى السؤال لماذا تأخرعبود فى أخذ هذه الخطوة على طريق المراجعات التى قام بها أقرانه فى الجماعة الاسلامية ؟ ولماذا خرجت قيادات الجماعة الاسلامية وعلى رأسهم كرم زهدى ولم يخرج قيادات الجهاد وعلى رأسهم عبود الزمر ؟ .. وهل من الممكن الان أن يفرج النظام عن أعضاء الجهاد وقياداتها فى السجون بمن فيهم الزمر ؟ .......

الحقيقة أن الزمر لم يرفض مبادرة الجماعة الاسلامية لوقف العنف عام 1997 بل أيدها بشدة ولكنه اختلف عن الجماعة الاسلامية فى طرحه لرؤية نظرية للعمل السياسى تتلاقى مع مبادرات الجماعة الاسلامية فى نبذ العنف وتختلف معها فى ضرورة المشاركة والتواجد فى الشارع السياسى عكس الطريقة الدعوية التى انتهجتها الجماعة الاسلامية والتى أعلنت بعض قياداتها عدم سعيهم الى الوصول للسلطة وبذلك تكون الجماعة الاسلامية قد تخلت عن رؤيتها الشاملة التى كانت تميزها عن جماعة الجهاد التى تمحورت رؤيتها فى السابق حول مفهوم الجهاد فقط ... وهكذا انقلب الحال بفضل الزمر الذى أراد أن يبرهن على صدقية خطابه السياسى الجديد وقرر سلك الطريق القضائى ورفع دعوى قضائية حتى يتمكن من مباشرة حقوقه السياسية وادراجه فى جداول الانتخابات وبل قرر ترشحه فى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية عام2005 وأعلن عن رغبته فى انشاء حزب سياسى..... وهو بهذه الخطوة التى قبل فيها المشاركة بقواعد النظم السياسية الغربية الاصل قد أحدث انقلابا فى فكر الجهاد وأحدث قلقا كبيرا لدى النظام المصرى الذى يملك قدرا كبيرا من الحساسية تجاه كل ما هو اسلامى سياسى وبالتالى فإن رفض النظام الافراج عن الزمر كان يرجع الى أمرين أولهماخوفهم من انخراطه فى العمل السياسى السلمى وخاصة أن الرجل يتمتع بكاريزما وقدره على جمع أناس حوله أما الامر الثانى فيرجع الى الظروف الدولية وحرب الولايات المتحدة على القاعدة التى كان الجهاد المصرى رافدها الرئيسى وبناء على المعطيات السابقة فإنه من الصعب أن تسمح الدولة بالافراج عن عبود طالما اصر على تبنى مبدأ المشاركة السياسية فالمطلوب من عبود بوضوح أن يحذو حذو نظرائه فى الجماعة الاسلامية .. فمن هو الرجل الذى يخيف النظام المصرى والادارة الامريكية ؟ إنه عقيد المخابرات السابق الذى ترك الخدمة العسكرية بعد أن انضم الى تنظيم الجهاد عام 1979 على يد محمد عبدالسلام فرج صاحب الفريضة الغائبة – دستور الجهاد فى هذه المرحلة – تولى بعدها مباشرة المسئولية العسكرية فى التنظيم وأوكلت اليه مسئولية تدريب أعضاء الجهاد والجماعة الاسلامية على العمليات القتالية ... ولد عبود عبداللطيف حسن الزمر فى قرية ناهيا مركز إمبابة محافظة الجيزة فى 19 أغسطس عام 1947 والتحق بالكلية الحربية عام 1965 وتخرج فى أعقاب النكسة مباشرة عام 67 وقد شارك عبود فى حرب الاستنزاف ضمن العمليات الخاصة خلف خطوط العدو بشرق القناة واشترك فى لتدريب جهاز المخابرات الحربية على مستوى القوات المسلحة بعد نجاحه فى التخطيط للاستطلاع من مستوى اللواء وحتى الفرق وشارك فى حرب أكتوبر ورقى الى رتبة النقيب لدوره المشرف فى الحرب وحصل على درع القوات المسلحة والمركز الاول فى تدريبات الجيش المصرى .......

بعد أنضمامه الى الجهاد وضع الزمر استراتيجية الجهاد اللوجستية التى أعتمدت على الانقلابى العسكرى المفاجىء ضد قيادة الدولة فى القاهرة والاستيلاء على الحكم فيها ومع أنه واضع تلك الاستراتيجية الا أنه كان أول الرافضين بشدة فكرة الملازم خالد الاسلامبولى الهادفة الى قتل السادات فالزمر كان يضع 5 سنوات كحد أدنى لاكتمال مشروعه الانقلابى وقال مقولته الشهيرة ( الفيل لا يستطيع الدخول من خرم ابرة ) ولكن اضطرت قيادات الجماعة الى التعجيل بتنفيذ خطته بعد خوفه من انكشاف التنظيم بعد القبض على نبيل المغربى وبعد توجيه السادات انذاره على الهواء مباشرة لعبود قائلا ( الولد الهارب أنا بحظره وبنبهه) .. وقتل السادات ولم يقتل عبود ..ولكنه قضى 26 عاما داخل السجون أبى خلالها الزمر أن يغيب عن المشهد السياسى وعن وسائل الاعلام فالزمر يعده رجال الجهاد الاسلامى رمزا مناضلا لا يرضى الدنية فى دينه ودنياه وهو ما دفعهم الى محاولة الزج به الى تولى إمارة مجلس شورى الجماعة الاسلامية والجهاد التى كانتا قد اتحدتا مطلع عام 81 الامر الذى رفضته قيادات الجماعة الاسلامية وفضلت عليه عمر عبدالرحمن ودخلت الجماعة فى خلاف فقهى حول ولاية الضرير ( عمر عبدالرحمن ) وولاية الاسير ( عبود الزمر ) على أثره انفصلت الجماعتين .
Read More

وهل تصلح الإجازةما أفسدته الدراسة؟

صلاح الدين حسن

فجأة وبدون مقدمات وجدتنى سائرا على الطريق المؤدية الى مدرستى الثانوية تلتفنى مجموعة من الطلاب الجدد الصغار الذين لاأعرفهم ولا يعرفوننى انتابنى ساعتها إحساس بالوحشة وقفذ من الدرك الاسفل لعقلى سؤالا خرج مفذوعا منتفضا مذعورا... ما الذى جاء بى الى هنا ؟ ولكننى بخطوات قدرية قهرية واصلت المسير بخطى وئيدة حتى أدركت مدرستى القديمة التى لم ارها عامدا منذ سنين وعند وصولى اليها أسقط فى يدى من هول المفاجأة فقد اكتشفت أن هذا اليوم هو امتحانى فتمنيت من شدة طوفان الحرج الرهيب الذى غرقت فيه أن لو انشقت الارض وابتعلتنى أو أن يتخطفنى طائر من السماء فيهوى بى فى مكان سحيق فقد استنكفت نفسى أن أكون انا ومجموعة من الصغار فى لجنة امتحان واحدة بعد هذا العمر المديدوبعد أن تتداخلت الصور واضطربت المشاهد فى مخيلتى استشعر إدراكى نذير وتيقنت انى قد وصلت متأخرا وقد أوشك الامتحان على الانتهاء عندها فجعت من هول الصدمة و تلبدت سماوات نفسى بالكآبة المريرة ولكنى هممت عبثا بالاسراع وأمسكت ورقتى وبدأت أكتب وأكتب والوقت يداهمنى وعندما أدركنى وعلمت أنى راسب لا محالة صرخت صرخة تمنيت ان تكون أبدية سرمدية لعلها تنهى تلك المأساة ( يا عالم ياهوووووه والنعمة الشريفة أنا خلصت امتحانات أنا فى إجازة والمصحف فى إجازة ).

أستيقظت من نومى فزعا من اثر الصرخة التى لم تكن موجهه فى الحقيقة الا الى اللاشعور عندى ولم تذب فى قلبى وحلقى بعد بعض من مرارة الكابوس المشئوم وكالعادة سألت نفسى سؤالا أصبح مكررا ومملا : الى متى سيظل يراودنى هذا الحلم السخيف ؟
ومن كثرة ترديد هذا السؤال استفحل الامر عندى وبدأ يحل محله سؤال أخذ بعدا استراتيجيا فلسفيا ..... الى هذه الحد تحدث الامتحانات شرخا فى جدران بنياننا الذاتى وتترك فى أعماقنا جرحا ورعبا وهاجسا يفرز عقدة نفسيه عبر عنها بوضوح هذا الكابوس ؟مالذى يفعله منهج تعليمنا فى وعينا الكامن وفى ضميرنا الخفى وفى وجداننا المطمور؟
...اللافت للنظر أن هذا الكابوس لا يأتنى زائرا ثقيل الدم الا فى الإجازة ولا أذكر أنه زارنى فى" يومين الامتحانات" أو حتى فترة الدراسة سألت بعض من المتفاتكين أصحابى عن معنى هذا الكابوس فأجابونى بأنه يعبر عن الرعب من الرجوع القهقرى وعودة الزمن التعليمى اللاجميل بمواده الصعبة التى تعتمد على الحفظ وتخلوا من ثمة ابداع ..هروب من الرعب التى تحدثها الامتحانات التى يبرمجها ويشفرها الاستاذ أو الدكتور "عقدة " أحد شخصيات الكاتب الكبير أحمد رجب .
ولكن واحدا من هؤلاء الاصدقاء قام بتعريض القضية وادعى ان هذا الكابوس يحوى ترميزا خفى الدلالاتفهو يدل على كراهية الشعب لكل النظم السلطوية الديكتاتورية بالسليقة وأن السياسة التعليمية فى مصر تمارس نوعا من الدكتاتورية على الطالب منذ الصغر وهو ما يجعل الشخص يرى فى الفصل والامتحان والمراقب رمزا للنظام .
وعلى اية حال فهذا الكابوس وحده يجب أن يستوقف ولاة الامر ويدفع الى فتح ملف السياسة التعليمية فى مصر انطلاقا من التحليل النفسى لهذا الكابوس أو التفسير التأويلى الذى سيقول به الشيخ سالم أبو الفتوح سالم ويجب أن تشكل لجنة تقصى حقائق لهذا الكابوس ومعرفة اسباب هذا الكابوس الذى يهاجم المصريين ومن المؤكد أن هذه اللجنة ستخرج بنتيجة فحواها " التعليم نفسن المصريين " يذكر أننى لست وحدى مريضا بهذا الحلم لأن هذا الحلم يهاجم كل المصريين الذين ابتلاهم الله بالتعليم فى مصر من رئيس الدولة حتى الحاصل على ابتدائية وكل الذين اورثهم التعليم " عقدة " لا تحلها إجازات الكون مجتمعة فاذا لم يمحو أثر السنين ما فعلته الامتحانات فهل تمحيه إجازة نصف العام أو حتى إجازة العام كله فالاشك أن الطلاب المصريين يودون أن يأخذوا العمر كله إجازة حتى لا يعودوا الى التعليم .وحتى لوأخذوها فلن يتركهم ذلك الكابوس الكئيب أبد الدهر .
أعتقد أن المشكل الحقيقى يكمن فى الدراسة التى لا تسطيع إجازة أن تفك عقدها وتمحو آثرها الحل هو كيف الا تصبح الدراسة شبح مرعب الظل ننتظر بفارغ الصبر أن ينقشع .
ما فائدة الإجازة التى سيعقبها دراسة مفروضة وملزمة وما عساه تفعله الاجازة وقد ثبت أنها لا تستطيع أن تحمى نفسها من كوابيس الدراسة والامتحان .
الإجازة أمنية " حلم" نتخيل أنه جميل ولكن إذا أدركناه فقد معناه ورونقه والعيش على انتظاره أفضل من الوصول اليه ويحضرنى فهذا الصدد قصة عالقة فى ذهنى فيروى أن عبدا لكليب أخو الزير سالم قضى عمره يحلم بالسفر الى الهند فلما اختفى الزير سالم وظن أنه قتل لم يبقى لهذا العبد غايةمن الحياة الاالسفر للهند فلما رآى هذا العبد امرىء القيس بن ابان يتجهز للسفر للهند طلب منه ان يأخذه معه ففرح العبد أشد الفرح فهاهوذا يتحقق حلمه التاريخى وعندما آتت لحظة السفر ذهب العبد لامرىء القيس وأخبره بأنه لن يسافر الى الهند فاستغرب امرىء القيس وقال له : الم يكن حلمك فأجابه العبد : ولكن حلمى هذا إن تحقق لماذا سأعيش بعدها ؟

وربنا يشفينا .

Salaheldeen1979@hotmail.com



Read More

بريجيت باردو


صلاح الدين حسن
"بريجيت باردو" نجمة الإغراء الهوليوودية الشهيرة والمخضرمة وصاروخ الإغراء الباليستى التى شغلت العالم وخلبت الباب الكثير من رجاله في الربع الثالث وقسم في الربع الأخير من القرن الماضي بدأ اسمها يتردد هذه الأيام في وسائل الإعلام في غير موعده المعهود والمنتظر فعيد الأضحى لم يأتى أوانه بعد حتى توجه الفنانة الكبيرة النصائح إلى ذابحي الخراف البربريين " دا اللي هوه إحنا يعنى " بعدم ذبحها رفقة بها " ما تعرفش سيادتها إن إحنا بنستني اليوم ده من السنة للسنة عشان ناكل اللحمة اللي بقت ب40 جنية وان ندائها هذا بمثابة آذان في مالطه" إذن فما الذي جعل اسم باردو يتردد هذه الأيام في وسائل الإعلام
السبب هو ان جراب باردو الملىء بالمفارقات التى قد يراها البعض استفزازات والبعض الاخر مساخر قد ألقى في جعبة وسائل الإعلام تصريح يقول أنها قررت دفع خمسة آلاف يورو مساعدة للحيوانات الناجية من القصف الاسرائيلى للبنان وصرحت باردو بانها لا يسعها إلا أن تشكر المتطوعين الذين يعرضون حياتهم للخطر لإنقاذ الحيوانات المهملة في لبنان وإسعافها عند الضرورة فباردو يا حبة عينى قد آلامها نباح الكلاب البائسة التي تلهث في شوارع بغداد وبيروت وأوجع قلبها مواء القطط الحزينة في الضاحية الجنوبية ولقد أخذت تتسائل باردو صاحبة القلب الرقيق ماذنب هذه الحيوانات المسكينة ؟ ولماذا عليها ان تدفع ثمن الحرب ؟ .... كان من الممكن ان تبدو باردو مثالا للانسانية فى عطفها على الحيوانات والدفاع عن حقوقها اذا تكرمت سيادتها وابدت تعاطف مع آلاف العرب والمسلمين فى فلسطين والعراق ولبنان وخاصة ان هؤلاء يذبحون يوميا وليس مرة كل سنة مثل خراف عيد الاضحى .....
باردو لها سجل حافل ملىء بالعنصرية البغيضة والمغلقة فلم يقطر فمها الا سما تجاه معظم البشر بل ان باردو حوكمت مرتين امام القضاء الفرنسي مرة بسبب تصريحاتها العنصرية ومرة اخرى بسبب كتابها " مربع بلوتون " حيث انتقدت فيه عدد المهاجرين المسلمين الى فرنسا وذبح الخراف فى عيد الاضحى وازدياد عددا المساجد " بينما أجراس كنائسنا خرصاء بسبب النقص فى عدد الكهنة "..... وتعتبر باردو أن ذبح الاضاحى عند المسلمين مجرد طقوس نقلها المسلمون عن الديانة العبرانية التى كانت تضحى بالحيوان لارضاء الرب المتلذذ بالدماء والذى يشعر بسعادة غامرة لشم محارق الاضاحى "
وكانت باردو قد وجهت نداء الى مسلمى فرنسا فى اعقاب كارثة تسونامى فحواة " فليتبرع المسلمون بثمن خروف عيد الاضحى لضحايا تسونامى حتى يصبح هذا العيد رمزا رائعا للمشاركة والعطاء دون اراقة دماء وزهق ارواح بعد أن سالت فى الاونة الاخيرة دماء كثيرة ....أحد الظرفاء علق على تصريح باردو هذا قائلا " المشكلة الحقيقية هى انه لا يمكن التعليق على الاقتراح المذكور با ستخدام المثل الشعبى القائل ان باردوتريد ضرب عصفورين بحجر واحد فالعصافير بالتأكيد من رعايا مؤسستها" .....
وباردو كانت قد طالبت وزارة الزراعة الفرنسية بفرض تقنية " الالكتروناركوز" وهو التخذير بواسطة تيار كهربائى خفيف – على الجزارين المسلمين فى فرنسا قبل ذبح الخراف .....
المحكمة حكمت على " ب,ب" – اسم دلع بريجيت باردو – ب30 الف يورو بعد ان اقنعت هيئة الدفاع هيئةالمحكمة بأن باردو تحت ستار الرفق بالحيوان تخطت بشكل واسع انتقاد مسألة ذبح الخراف لحث غير المسلمين على رفض المسلمين فى فرنسا .... سألت بعض الاصدقاء سؤال ساذجا جداقائلا اى طريقة ممكن أن نأكل بها لحم الخراف غير الذبح ؟
فأجابنى ... تعددت الاسباب والموت واحد .
Read More

تانيس .... بين الأولين والآخرين

صلاح الدين حسن
( من يراه يظن أنها هى التى قيل عنها فى المزامير ( سيجعل الأنهار قفارا ومجارى المياة متعطشة والأرض المثمرة سغبة ) ( مزامير 107: 132 . 124 . ) ... فى هذا البقاع دمرت مدن كثيرة وهجرها أهلها وتحولت الى خرائب وصارت مسكنا لراغبى الوحدة من النساك القديسين ) هذا ماورد فى كتاب مناظرات يوحنا كاسيان مع آباء البرية عن وصف (تانيس) صان الحجر حاليا ... تلك البلدة الرابضة فى بطن جبل والتى تتقابل فيها جبانات سكانها الفراعنة الأولين مع جبانات سكانها من الآخرين فى مشهد يمتلأ موعظة وتذكيرا ويندر حدوثة على ظهر البسيطة ... تانيس من الناحية الشرقية تتاخم ضاحية( بيلوز ) بورسعيد حاليا فهى الأقرب لها من مدينة الزقازيق والتى تبعد عنها حوالى 80كم وبمثل هذة المسافه تبعد عن مدينة الإسماعيلية ومدينة المنصورة ..... فتانيس تقع فى نقطة وسط بين أربع محافظات الاسماعيلية وبورسعيد والشرقية والدقهلية هذا التفرد فى موقعها أتاح لها ان تكون عاصمة لمصر ولملوك مصرالاقوياء من الفراعنة والهكسوس ...فكانت عاصمة للفراعنة من الأسرة ال19 الى الاسرة ال21 والاسرةال23 وكانت عاصمة للهكسوس أعداء الفراعنه وكانت تسمى (وقتئذ بأفاريس ) وذالك فى القرن ال17 ق م ... وتشير أكثر الروايات رجحانا أن تانيس كانت مقرا لإقامة النبى يوسف علية السلام ولبنى إسرائيل من بعده ومازالت حتى الآن أثار مخازن الغلال التى انشأها نبى الله يوسف شاهدة على ذالك ثم كانت محلا لميلاد موسى عليه السلام وفيها نشأ وترعرع وكان ما كان من دعوته الى فرعون للايمان ثم هروبة ببنى اسرائيل ثم غرق فرعون وجنودة فى اليم ... وقد جاء ذكر تانيس فى التوراة باسم ( صوعن ) ومن اجل هذا يدعى بعض اليهودالمتطرفين ملكيتهم لتانيس .... ومع أن الروايات رجحت تدمير المدينة بعد حكم رمسيس الثانى الا ان تانيس ظلت مدينة كبرى حتى نهاية العصر الرومانى ....فقد قيل أنها بنيت ودمرت كثيرا .... ولذاك فهى غنية بالآثار الفرعونية والرومانية واليونانية لأنها كانت الطريق الرئيسى لغزر بلاد الحثيين فى اسيا الصغرى وتعتبر تانيس أقصر الوجه البحرى الا ان سمت المدينة العام هو الخراب ففيها معبد عظيم لآمون يحيط به سورمن الآجرومدخلة الآن مهدم وتحتوى على التماثيل الضخمة المحطمة اشهرها تمثال ضخم لرمسيس الثانى وتماثيل لابى الهول وبها كتل هائلة من الاحجار المحطمة .... وعدد كبير من المعابد التى تحوى مومياوات لم تمس أشهرها موميا لبسومسيس وأمنماويت وأرسوركون الثانى وشاشانق الثالث وبها معبد الآلهة( موت ) وحورس وخوفو وعنات ومازال حتى الآن بتانيس سور المدينه من اللبن الذى شيده الملك بسوسنس ويبلغ سمكه سبعة امتار وتحمل قوالب الطوب اسمه ... وقد شيد الملك رمسيس الثانى المعبد الكبير والصغير بها ومعبد الآلهة وبها تمثال ضخم لرمسيس الثانى وهوفى صحبة زوجته المحبوبة (مرين آمون )شاهدا على بقاء الحب رغم مضى الازمان ... كما توجد بها بحيرة مقدسة هى الوحيدة المعروفة حاليا بالدلتا لكنها تخلو من الماء ... ويوجد بها مجموعة آبار كانت تستخدم لتخزين المياة اللازمة لإستخدام العمال فى الأعمال الإنشائية ولإستخدام الكهنة وموظفو المعبد الذين يقومون بالطقوس الدينية للماعبد وتضم الجبانة الملكية مقابر الأسرتين 21 وال22 وبعض الملكات والامراء والقادة العسكريين ... وتزخر تانيس بمجموعة كبيرة من المسلات لعلها الاكثر عددا فى أى منطقة أخرى وقد كسرت معظمها ونقل بعضها الى أماكن أخرى مثل مسلة رمسيس المقام فى حديقة الاندلس ومسلته القائمة فى مطار القاهرة كما خرجت بعض المسلات أيضا لتزيين ميادين اوربية ومعظمها من الحجر الجرانيت الوردى وكانت تانيس الميناء التجارى الاول فى مصر حتى تأسيس داكريتس فى عهد البطالمة ... وفى أواخر القرن الثالث الميلادى فى عهد البابا بطرس خاتم الشهداء البطريرك التاسع والأربعون كانت تانيس إيبارشية من كبرى إيبارشيات الكرازة .... جاء ذالك فى كتاب قصة الكنيسة القبطية ومن أساقفتها الانبا ميخائيل .... وظلت تانيس طوال تاريخيها ذات حصون منيعة حتى أنها تصدت للفتح الاسلامى فترة طويلةولم تفتح بعدها الا صلحا .... وقادت بعدها حركة تمرد ضد الجيوش الاسلامية الا ان المتمردين فشلوا فى إسترداها فهجرها العرب المسلمون والاقباط على السواء حتى تركت المدينه للخراب يلتهمها مرة اخرى.... ولا احد يعرف الان بدقة متى عمرت البلدة مرة اخرى ..... والناظر فى أطلال المدينه الاثرية القديمة لابد ان يرد الى خاطرة سؤال : بحق السماء ما الذى دمر المدينه هكذا.... فالناظر فى حال تانيس الان سواء البلدة القديمة أوالجديدةيستغرب من أن هذة هى البلدة التى قال عنها المسعودى فى كتاب مروج الذهب ( إن قبل القرن الثالث الميلادى لم تكن توجد بهذة المنطقة بحيرات ولكنها كانت أرضا زراعية لم يكن بمصر مثلها أستواء وطيب تربه وكان بها جنات ونخيل وكروم وشجر وزرع وكان الماء منحدر اليها لا ينقطع عنها صيفا او شتاءا وسائرة يصب فى البحر من جميع خلجانه ولم يرى الناس احسن من جناتها وكرومها ) سكان البلدة الحاليون يعزون هذا الخراب الى دعوة موسى علية السلام على فرعون بالهلاك وعلىعرشه بالتدمير وأنها غير مباركة وأنها مهما عمرت الا ودمرت كما كان يحدث لها فى الماضى ومع ان علماء الاثار يرجحون ان هذا البلدة ظلت حينا من الدهر لا يسكنها احد الا ان هناك ثمة مشترك بين سكانها الحاليين وأجدادهم الفراعين أول هذة المشتركات ايمانهم بالسحر وبقوة أثره وبأن الجان يسكن ارضهم منذ عهد الاجداد الفراعنه وبأن تانيس تغطى تحت ترابها السغبه مدينة كاملة من الذهب فيها مالا عين رأت وأن مفتاح هذة المدينة يمتلكه شخص ما يسمونه باسمه ويدعون انه كبير سحرة العالم والغريب أن علماء البعثة الاثرية الفرنسية الموجوده فى البلدة منذ عشرات السني يقولون أن المدينة القديمة ما زالت مخبوءة تحت الارض ولكبر مساحة البلدة تعثر وجودها الى الان ولكنهم مستمرون فى البحث عنها وكما كان يحب الاجداد من سكان تانيس الصيد ويعتمدون علية فى معاشهم كذاك كان الاحفاد فما زال سكان البلده يعتمدون على الصيد ومشهورون به فى النواحى القربيه من البلده وكما لم يحب سكان البلدة القدماء الغرباء الوافدين عليهم اذا طالت اقامتهم كما فعلوامع الهكسوس كذالك يحمل أهلها الان حزازية مفرطة تجاة السكان الذين وفدوا اليها فى حقبة الخمسينات والستينات لكى يستصلحوا الاراضى الزراعية التى وزعها الرئيس الراحل عبدالناصروكما ان تانيس تفردت موقعها تفردت ايضا فى لهجة ابنائها الذين يمتلكون لكنة ازعم انه لا احد يتحدث بها على وجة الارض والتى تثير استغراب حتى ابناء البلدات المجاورة وتانيس (صان الحجر الان ) قد اخذت فى النمو المتسارع اقتصاديا وثقافيا وسياسيا
بجهود ابناءها بالاساس وكلما رآها اهلها تزدهر يوما بعد يوم دعوو الله ان ينجيها هذة المرة من الهلاك والا يقضى عليها سنة الاولين ( آمين )
Read More

الاسلام والفن

صلاح الدين حسن
" لماذا أصبحت الموضة الآن هى إصدار الفتاوى بأن الإسلام هو دين الفن والفنانين ؟ ما الذى تغير ؟ وهل يتم توظيف الدين وتفصيلة حسب المقاس ؟ " تساؤلات طرحها الكاتب كرم جبر فى مجلة روز اليوسف عدد (4066) مرجعا هوجة ارتداء الفنانات الحجاب الى نظرية المؤامرة على الفن المصرى مستدلا على ذالك بأنه كانت الفتوى فى الماضى تقضى بأنه من كن يردن ارتداء الحجاب من الفنانات فلابد لهن من اعتزال الفن للأبد ويطلقنه طلاقا بائنا لا رجعة فيه فلما علم المتآمرون أن كيدهم قد خاب وسحرهم قد انفك لجأوا الآن الى وسائل اخرى منها محاولة غزو الحقل الفنى بأكبر كم من منتجات الفيديو كلب اللبنانية العارية لسحب البساط من تحت أقدام فناناتنا المصريات ولمواجة المد السلفى المتصاعد فى دول الخليج هذا من ناحية ومن ناحية اخرى محاولة غزوالإسلاميين الحقل الفنى عن طريق تحجب الفنانات دون اعتزالهن ودعوتهم الفنانات المعتزلات إلى العوده بعد ان كان محرما عندهن فى الماضى أما الآن فلم يعد الفن حراما منذ أن أفتى بذالك عمرو خالد وابتدع خلطة سحرية اسمها "الفن الاسلامى" تقدم حلولا ترضى جميع الاطراف .
فهل كان الفن محرما فى الماضى ؟ وإذا كان هذا صحيحا فمن الذى حرمه ؟ فى رجوعنا لكتب فقهائنا القدامى والمعاصرين لم نجدهم حرموا الفن فى المجمل يقول الشيخ القرضاوى فى مقدمة كتابة الإسلام والفن ( إذا كان روح الفن هو شعور بالجمال والتعبير عنه فالإسلام أعظم دين غرس حب الجمال والشعور به فى أعماق كل مسلم وقارىء القرآن الكريم يلمس هذه الحقيقة بوضوح وجلاء وتوكيد فهو يريد أن ينظروا الى الجمال مبثوثا فى الكون كله فى لوحات ربانية رائعة الحسن أبدعتها يد الخالق المصور الذى أحسن كل شىء خلقه وأتقن تصوير كل شىء .. لقد أحيا الإسلام ألوانا من الفنون ازدهرت فى حضارته وتميزت به عن الحضارات الأخرى مثل فن الخط والزخرفه والنقوش : فى المساجد والمنازل والسيوف والأواني النحاسية والخشبية والخزفية وغيرها .. كما اهتم بالفنون الأدبية وجاء القرآن يمثل قمة الفن الأدبي وقراءة القرآن وسماعه عند من عقل وتأمل إنما هما غذاء للوجدان والروح لا يعدله ولا يدانيه غذاء وليس هذا لمضمونه محتواه فقط بل لطريقة أدائه أيضا وما يصاحبها من ترتيل وتجويد .. ولا مراء فى أن الفن يمكن أن يستخدم فى الخير والبناء أو فى الشر والهدم ولان الفن وسيلة الى مقصد فحكمه حكم مقصده فإن استخدم فى حلال فهو حلال وإن استخدم فى حرام فهو حرام ...)
ولكن الملاحظ ان معظم اراء الفقهاء والمفكرين الاسلاميين جاءت فى إطار الموقف العام للإسلام من الفن وكيف انه يدعوا الى الفن الراقى المحترم البعيد عن الإثارة والعرى ويثمن الفن الذى يدعم قيم المجتمع ويعزز مناعاته وغيرها من الديباجات الأخلاقية الوعظية التى لا تجاوز الإطار العام لتشتبك مع التفاصيل والشيطان دائما يكمن فى التفاصيل كما .. وكان لافتا ان هذا التعاطى غريب تماما مع ما يمتلكه هؤلاء العلماء من ملكات فقهيه نادرة كان تفعيلها سيجيب على كثير من التساؤلات ويحل كثيرا من الإشكاليات ويحرر هذه المساحة التى يمكن أن تكون الأضعف فى منظومة الاجتهاد الفقهى المعاصر ..فما زالت هناك قضايا شائكة تنتظر الحل منها على سبيل المثال : مدى مشاركة العنصر النسائى فى الاعمال الفنية وماهى ضوابط هذه المشاركة وحدودها .
ولكن دعك الآن من قراءة وتحليل انتاج الإسلاميين الفقهى والفكرى فى قضايا الفن وإشكالياته إذ غالبا ما ستنتهى الى حكم غير الواقع أو نقيضة ربما يقول حسام تمام ( الباحث الاسلامى )عن علاقة الإخوان المسلمين بالفن ( البدايات المبكرة والمنفتحة على الفن والمتفهمه لطبيعةوأهمية دوره لم تكت تنبأ بهذا الموقف الملتبس والقلق والمتوجس من الفن الذى وصلت إليه الجماعة فى مراحل تالية بعدها بنصف قرن كما وقف الضعف والالتباس الذى وسم رؤيتها الفكرية واجتهادها الفقهى على النقيض تماما مما حدث فى الممارسة والتطبيق الذى يقول الواقع انه اسبق كثيرا من التنظير وانه ان لم يكن اكثر نضجا فقد كان اكثر جرأة فى القفز على الاشكالات التى وقف أمامها فقهاء الأخوان ودعاتهم حين أسس الشيخ البنا جماعته كان الفن أحد أهم المساحات التى حددها لحركة جماعته ذات الطابع الإصلاحي الشامل واجتمعت للبنا جملة من السمات والأفكار والظروف سمحت بوجود محورى للفن فى دائرة تصوره وحركته كان أهمها نشأته الصوفية التى وسعت فى آفاق فكره السنى السلفى إلى أقصى حدوده وطبيعة مشروعه الإصلاحي الشمولى الذى قدم الإسلام على غير صورته التقليدية التى كان يمثلها علماء الدين – كمنهج شامل للحياة ومن ثم فلم يكن ليغيب عنه جانب المتعة والترفيه إضافة الى خصوصية هذه المرحلة التى عاشت فيها مصر حقبة من الليبرالية الحقيقية أنعشت فيها روح الحرية والحركة وهو ما انعكس افكار وممارسات كل تياراته الفكريه والسياسية بما فيها الإسلامية لم يترك البنا وقتا فى كسر الصورة الذهنية السلبية التى تكونت فى أذهان المتدينين عن الفن وتجاوز الجانب التنظيرى تماما مفضلا ان يقدم الفن بالصورة التى يرى أنها الأمثل : الفن الهادف المفيد وهوفن للمتعه فيه رسالة ...)
فكان مسرح الأخوان المسلمين الذى أسسه عبدالرحمن البنا – شقيق حسن البنا والمرشح فيما بعد – حينئذ- لخلافة أخية حسن البنا فى قيادة الأخوان المسلمين وحين قرر عبدالرحمن البنا ان يخوض مجال التأليف المسرحى اختار ان يكتب "جميل بثينة " وهى قصة من أشهر قصص الحب والغرام وتعكس اختيار البنا لجميل بثينة طريقة الأخوان المسلمون فى الدعوة والتى تتخذ أشكال غير مباشرة فى نشر المبادئ الإسلامية ومحاولة الوصول للجماهير بدون تصادم مع عادات المجتمع وتقاليده فالبنا اختار قصة عاطفية ولم يتصد لقضية حماسية أو يلجأ إلى التاريخ الإسلامي الزاهر وقصص البطولات والفاتحين ورغم أن القصة عاطفية فإن الدافع الأساسي لاختيار هذه القصة كان الغيرة على الاسلام والعروبة فقد وجد البنا فراغا كبيرا لم يسده الفنان العربى فتسائل فى مقدمة المسرحية ( لماذا نستجدى من الغرب قصصه وحوادثه فنذكر روميو وجولييت ونحتفى بغادة الكاميليا ولا نعود الى شرقنا فنقتبس النور من إشراق سمائه ونعرف الحب من طهارة ابنائة) ثم يتحدث عن جو مسرحيته المختلف فيقول ( الجو فاتن فلا يفتتنان والشباب جارف فلا ينزلقان لان لهما قلبين ثمنهما العروبه ونشأهما الإسلام ) ويبدوا أن المسرحية قد حققت نجاحا لافتا فشوقى قاسم صاحب رسالة دكتوراة " الإسلام والمسرح المصرى " يقرر بوضوح أن جميل بثينة قد صارت موضع المقارنة مع درة لأمير الشعراء " مجنون ليله " ونظرة واحدة الى الأسماء التى شاركت فى هذا العمل تبين مدى حرفية هذه المسرحية اذ تضم قائمة النجوم : جورج ابيض – احمد علام – عباس فارس- حسن البارودى – محمود المليجى ومن العناصر النسائية : فاطمة رشدى وعزيزة امير .
وكما لم يجد البنا حرجا من تناول الأعمال الرومانسية فإنه لم يجده كذالك فى ظهور الممثلات على خشبة المسرح ساعدة على ذالك البيئة العربية التى استمد منها معظم أعماله والتى فرض جوها على الممثلات الظهور برداء محتشم يتلائم مع جو النص .
وكانت مسرحية " صلاح الدين" هى باكورة أعمال البنا التى لفتت الأنظار لقضية فلسطين اذ رأى فى الفن سلاحه يقاتل الى جوار المجاهدين فى فلسطين فأهدى هذا العمل إلى شهداء فلسطين الأبرار بل ان ثلاتة من اعضاء الفرقة اعتذرو عن المشاركة فى العمل لذهابهم الى ميدان القتال وهو ما نص علية اعلان المسرحية حين كتب فى هامشه " من أعضاء الفريق فى ميدان الحرب الآن : إبراهيم الشامى . فطين عبدالحميد . إبراهيم القرش " والأول صار واحدا من أهم ممثلى الدراما فى المسرح والتلفزيون حتى وفاته ....
بدأ البنا يخطو خطوته الثانية نحو تأسيس فرقة خاصة للإخوان المسلمين وعرض مسرحياته التى بلغت ثمانى مسرحيات ووصل الأمر بالإذاعة الى نقلها على الهواء مباشرة ولم يقتصر النشاط على المركز الرئيسى للجماعة بل امتد إلى شعب الجماعة فى أنحاء مصر كما وصل الامرإلى العرض على أكبر المسارح المصر ية .
ولإدراك عمق هذه التأثيرات والسبق الذى حازه الإخوان فى ذالك لابد ان نتوقف أمام حدث بالغ الأهمية وهو أن الفرقه القومية المصرية حيت تأسست عام 1935 بقيادة خليل مطران أوفدت البعثة الأولى من الطلاب الى أوروبا لتعلم الفن هناك واللافت للانتباه أن البعثة تكونت أساسا من عدد ممكن عملوا فى مسرحيات البنا مثل سراج منير و حسن حلمى و محمد السبع .
يقول البنا فى ذكرياته عن هذه الفترة " وظل المسرح الاسلامى على مدى 14 عاما يزهو ويزدهر كلما ظهرت مسرحية من المسرحيات "
وتعددت تأثيرات مسرح الأخوان المسلمين على المناخ المسرحى العربى خاصة فى مصر ومن ذالك اهتمام القوى الاسلامية المختلفة بالمسرح فقد أنشأت جمعية الشبان المسلمين فريقا مسرحيا بقيادة الفنان محمد عثمان ظل منبرا للمسرحيات الإسلامية إلى أن شعر بخطورته ضباط ثورة يوليو لما يبثه من من قيم تخالف النهج الاشتراكى الذى ارادوه لمصر فقاموا على الفور بدمج الفريق فيما عرف بهيئة التحرير وما أن وافق عثمان حتى جمدوا أنشطة الفريق.
أما بالنسبة للإخوان فبعد نجاح ثورة يوليو بدأ عصر جديد كانت نتيجته تصفية شاملة للجماعة انتهت بحلها قانونا لتسلك طريقا مختلفا أثر على الحالة الإسلامية عموما طوال عقدى الخمسينات والستينيات ففى أجواء السجن والإعتقالات لم يكن ممكنا الحديث عن مسرح أو فنون إلاما كان يقدمه المساجين الإخوان من فقرات واسكتشات ترفيهية ونشأ وتغذي إتجاه للتشدد والتحريم كان أول ما طاله الفن باعتباره الحلقة الأضعف في منظومة الإجتهاد الإسلامي
ففي السبعينيات تغذي تيار التشدد و التحريم من تيار الوهابية التي تمددت مع المد السعودي بالمنطقة عقب ارتفاع أسعار النفط وصار الفن في أذهان الجيل الجديد من وصار الفن في أذهان الجيل الجديد من الإسلاميين أقرب للحرام وساعد علي تفشي هذه النظرة ما اشتهر به الوسط الفني – لدي العوام – من انحلال وتهتك وفسادوفضائح أخلاقية وكان أهم أسباب انتشار السينما التجاريةطوال عقد السبعينات وما أنتجته من أعمال فنية رديئة ..
ولكن مع سيطرة الإخوان على الحركة الإسلامية من جديد صبغتها بالصبغة الوسطية ولان منهج الإخوان منهج شامل فكان لابد للفن أن يستعيد وجودة بين الإسلاميين كما عاد من بوابة جديدة وهى البوابة الجهادية الحماسية ...
ففى فترة الثمانينات والتسعينات وهى فترة شهدت صعود جيل الوسط فى جماعة الإخوان المسلمين تغير الحال وتوسع الإخوان فى العمل العام والنشاط السياسى واقترب الإخوان من الشارع المصرى ومزاجه وروحه وكان من متطلبات هذا الاقتراب ونتائجة الإنحسار التدريجى للروح الوهابية التى كانت قد غلبت على المجتمع بشكل عام وكان الفن المرايا التى عكست هذه التغيرات بوضوح وفى أثناء هذه الفترة تأسست عدد من الفرق الإسلامية التى انتشرت فى الجماعات والنقابات وفى المدن والقرى والتى كانت تقوم بدور مزدوج ( الغناء والتمثيل ) وتخلت هذه الفرق تدريجيا عن مقاطعة الآلات الموسيقية بل استعانت بموسيقيين معروفين فى الوسط الفنى
ومع دخول الجماعة القرن الحادى والعشرين طرح بعض القيادات فى الجماعة مبادرات داخلية كان أشهرها مبادرة عصام العريان القيادى الاخوانى والذى انتقد آفة قد انتقلت الى الجماعة نتيجة غلبة الفكر السلفى فى فترة السبعينات والثمانينات وهى آفة التشدد والغلو والاخذ بالصعب فى امور الفقه ثم يقول العريان فى موضع اخر." نحتاج إلى مزيد من الإبتكار في مجال الترفيه للجمهور الملتزم، فقد نجح شريط الكاسيت، ولكننا في حاجة إلى مسرحيات ملتزمة، وأفلام هادفة، وغناء يربي المسئولية، وروايات تشجع على التقدم... إلخ. )
ولكن تظل العقبة الامنية امام الاخوان والاسلاميين المعتدلين عموما حائلا يحول دون تقدمهم السريع فى مجال الفن فما زالت الاجهزة الامنية تغل يد الاخوان عن الاشتغال فى مجال السينما والمسرح وحتى عندما دعم الاخوان ماليا مسلسل (يحيى عياش) للمخرج السورى باسل الخطيب حوصر المسلسل ولم يعرض على أيا من الفضائيات العربية ما عدا قناة ( المنار ) التابعة لحزب الله ...
الا ترى معى ان مناخ الحرية يصبغ المجتمع بالوسطية وينمو فيه الفن ويزدهر ؟

Read More

دم الغزال ....... والتصورالتقليدي عن للإرهابى

(... ذو جلباب ابيض قصير ولحية كثة يحدج بها من حوله ......يعانى من عقد وأمراض نفسية... متعطش للدماء .. يعشق القتل من أجل القتل... براجماتى وميكيافيللى... لا يتورع عن فعل أى شىء للوصول لهدفه...) تلك هى مجمل الصورة التى رسمتها لنا معظم أعمالنا الفنية عن الارهابى .... والانطباع الذى تولد فى أذهان الكثيرمن الناس .... وجاء دم الغزال ليعزز هذا الانطباع ويدعم هذة الصورة.(.فريشة الطبال) انضم لجماعةأرهابية ليثأرمن غريمة الذى ضربة وأهانه على مرأى ومسمع من أهالى الحارة..فحاول ان يستخدم الجماعة لإغراضةالخاصة كما أن الجماعةحاولت هى ايضا أن تستخدمةلاغراضها الخاصة.... فجاءت اجراءات انضمامه غير واقعية لمن يفهمون فى شئون الجماعات الاسلامية المسلحة ... فلم تسمح له الجماعة بدخول المسجد بداية الا بعد ان يتوب ويتطهر ويطلق لحيته ثم ادخالة فى اختبار الايمان ...وللعلم فإن الجماعات الاسلامية التى تتبنى العنف نهجا هى جماعات سرية تحتوية لا يعرف احد عنها او عن خلاياها شىءالا بعد اكتشافها ويتم تجنيد الاعضاء فيها بحذر وحيطة شديداتين ومن خلال منهاهج تدرس من قبل هذة الجماعات حتى لا تخترق ولا يتم اعتباطا كما ظهر فى الفيلم فأعضاء هذه الجماعات لا يعلنون اهدافهم لاحد ولا يفصحون عن نواياهم الحقيقية لاحد ولا يسيطرون على مساجد بهذا الشكل كما رأينا فى الفيلم والا وقعوا صيدا ثمينا لاجهزة الامن .....هذا من حيث الاجراءات اما من حيث الشكل ... فجاء شكل الارهابى هو نفسة الشكل النمطى الذى تعودنا ان نراها على شاشات السينما والمسرح والتلفاز... اللحية والجلباب القصير ... باستثناء (ريشة) الذى لم تعتبرة الجماعة محسوب عليها... مع ان اعضاء هذة الجماعات لا يطلقون لحاهم ولا يرتدون هذا الزى الا على مستوى القيادات التى اصبحت معروفة مثل بن لادن وغيرة ..اما باقى الاعضاء غير المعروفين فلا يرتدون مثل هذا الزى لاعتبارات السرية المفروضة عليهم.. وحتى بن لادن والظواهرى يرتدون الزى الافغانى بحكم وجودهم فى افغانستان وباكستان ...الا اذا كان قد اشتبة على الكاتب الامر فخلط بين الجماعات الإسلامية السلفية التى تردى مثل هذا الزى والتى لا تؤمن بالدخول فى معترك الحياة السياسية اصل مثل جماعة انصار السنة وبين الجماعات الاسلامية المسلحة ....وأعضاء الجماعات المسلحة يعيشون وسط الناس بشكل طبيعى وغير مستغرب دون أن يدرى بهم أحد .... وظهر ذالك فى احداث العنف الاخيرة فى مصر فالشخص الذى فجر نفسة فى حى الازهر لم يتوقع احد من جيرانة والمقربين الية ان يقوم بهذا الفعل ....فالى متى تظل اعمالنا الفنية تتناول قضايانا المهمة بعدم واقعية...قد يكون هدف منتجى هذة الاعمال ومؤلفيها من امثال وحيد حامد فى وضع صورة الارهابيين فى اطار الشر المطلق على الطريقة الكلاسيكية للسينما المصرية.. أن يتولد انطباعا عند المشاهد بأن من يتبنى العنف منهجا هو شريروآثم وهذا لاغبار عليه.... ولكن هذة الطريقة فى المعالجة قد تكون غير ناجعة... وخاصة عندما يحتك الأشخاص الموجة اليهم مثل هذة الاعمال بالأرهابى الحقيقى ستجده نموذجا ليست له علاقة بما شاهد وسمع فتسقط جميع تصوراته بأثر رجعىعن الارهابى الذى رآة من قبل وبالتالى يمكن أن يقع المحظور.. فمحمد عطا قائد مجموعة الحادى عشر من سبتمبرلم يكن يشبة (ريشة) ولا حتى بن لادن يشبة( كبير المجموعة الارهابية التى ضمت ريشة اليها... لا فى طريقته فى الحديث ولا فى نظرات عينة ولا فى معرفتة.... فمحمد عطا كان شخصا مثقفالطيفا يحبةمن خالطه حسب شهادة من كان يشرف على رسالته للماجستير ....واسامة بن لادن يكون دمث الخلق عندما يتحدث..... ولكن ما الذى دفع هؤلاء بحق الى ارتكاب كل هذة الجرائم وهم يؤمنون كل الايمان انهم الى الجنة ماضون.... هذا ما يجب ان تطرحة اعمالنا الفنية...بعمق دون تسطيح....حتى لو اتى ذالك على غير هوى اجهزة الامن فى هذة البلاد
صلاح الدين حسن
Salaheldeen1979@hotmail.com
Read More

في حوار مع المفكر اللبيرالي المعروف الدكتور حازم الببلاوى


في حوار مع المفكر اللبيرالي المعروف الدكتور حازم الببلاوى:
*الحاكم لم يأت من سلالة خاصة والقول بأن الشعب غير مؤهل للديموقراطية لا يستثنى منه الحاكم!

*في كل المجتمعات التى رفعت شعار العدالة انتهى الأمر إلى القضاء على الحرية ولم تحقق العدالة!
*ما حدث فى الجزائر لم يكن نتيجة الحرية بل نتيجة الاعتداء على الحرية..ولا تنس أن حزبا كاد أن يتولى السلطة عن طريق ديمقراطي *فانقض عليه العسكر يقتلوا فيه وفى أحيان كثيرة افتعل العسكر مجازر لكى يفقدوه مصداقيته ويشوهوا صورته أمام الناس
*الجزائريون ذهبوا ليعبروا عن آرءهم عبر صناديق الاقتراع بكل تحضر ونظام ولكن العسكر هم الذين انقضوا على الحزب الفائز والغرب أيدهم لخوفه من وصول الاسلاميين للحكم
*نظيف نفسه لو أعطى الحرية سيسىء استخدامها فالكل يتحدث عن تجربته الشخصية
&لن ينجح أقتصاد السوق الا اذا كانت هناك ديمقراطية والصين هى الاستثناء الذى لا يقاس عليه
*العمل جارى لتهيئة الفرصة لجمال مبارك لكى يتولى الحكم والشعب المصرى لن يقبل بالتوريث ولكن من الممكن ان تفرض عليه
&الاخوان استمدوا شرعيتهم من الشارع والشرعية لا تستمد من النظام
اللامبالاة هى الخطر القادم الذى سيقوض اركان النظام
*النظام اذا رفض حزبنا فسيزيد من شعبيته كما فعلوا مع ايمن نور
*قلت لمحيى الدين انتم تضعون فى برنامج الحكومة تفاصيل لا قيمة لها ومع ذلك لم ارى فى حياتى برنامج واضح للخصخة

*نحن الان نعيش فوضى كاملة واذا استمر الحال كما هو عليه فكل شىء ممكن حدوثه
حوار: صلاح الدين حسن


* " الحرية..المساواة..العدالة " تحت هذا الشعار اسستم حزبكم الجديد"حزب الجيهة الديمقراطية" يذكرنا بشعار الثورة الفرنسية الذى حققه الثوار الفرنسيون واقعا على الارض فكيف تصلون الى تحقيق هذا الشعارعلى الارض "بدون ثورة"؟
* فيما يتعلق بالشعار كنت أرى أن العدالة قريبة جدا من المساواة وأن المساواة أوسع لكن العدالة تتضمن معنى المساواة لكن المساواة المقصود بها فى ذهنهم ليست فكرة المساواة المقصود بها إذابة الفوارق ولكن المقصود بها عدم التمييز فى الدين واللون والجنس وغيرها...أما الثورة الفرنسية فقامت فى نهاية القرن الـ18 والعالم تغير وما كان يستحيل تحقيقه بغير الثورة يمكن الان لتوافر ظروف كثيرة تحقيقه بأمور كثيرة...والعمل الثورى غير العمل الحزبى فالعمل الثورى يحاول تغيير النظام بأساليب كثيرة بما فيها العنف ولكن اعتقد أن الناس المنضمين للحزب يؤمنون بأن هناك أساليب كثيرة للتغيير بطريق سلمى وأنه يكفي أن هناك شعور جارف بالرغبة في التغيير لدى الجميع في إطار القانون...والثورة أو غيرها هي أسلوب لكن الهدف في النهاية هو الوصول إلى مجتمع تتوافر فيه الخصائص التى أشرت إليها أما الاساليب التى تحاول قلب النظام بالعنف فالتجارب أثبتت أنها مخاطره كبيرة.

* على الساحة المصرية والعربية ما زالت هناك أصوات تدعى أسبقية العدالة على الحرية، فهل الاستبداد والعدالة يلتقيان؟
* قضية الحرية والعدالة قضية هامة جدا ومن الصعب أن تقول أيهما أكثر أهمية فحرية الاختيار والرغبة الجارفة في تحقيق الذات أهم عنصر في الحرية وفي نفس الوقت إذا لم يكن هناك عدالة فهذه الحرية ستصبح من الناحية من الناحية العملية لا شىء...وأنا شخصيا وقد قلت هذا الكلام فى الاجتماعات المغلقة للحزب أنه في أول الأمر لما كان مسمي الحزب حزب "الحرية والعدالة" قلت لهم أنا سعيد لأنكم قدمتم الحرية على العدالة ليس لأن الحرية أسمى من العدالة وإنما لأن التجربة التاريخية أثبتت أن كل المجتمعات التى ادعت الرغبة في تحقيق العدالة انتهى الأمر إلى القضاء على الحرية وفى معظم الاحوال لم تحقق العدالة على العكس النظم التى وضعت نصاب عينها فكرة الحرية وهي حققت لا نقول كل الحرية ولكن حققت قدرا كبيرا من الحريات وقطعت اشواطا فى طريق العدالة وعلى العكس من ذلك ان كل المجتمعات التى "ادعت" أنها تعمل على تحقيق العدالة والمساواة قضت على الحرية تماما وفى أغلب الاحوال لم تحقق الكثير من العدالة.

* هل الديمقراطية بالمعنى المتعارف عليه من انتخابات واحزاب وبرلمانات يكفى لتحقيق الحرية؟ وما العلاقة بين الحرية والديمقراطية؟
* كانت لدى رغبة أن يوضع في اسم الحزب فكرة الليبرالية لأن الدعوة للديمقراطية الان ابتذلت بحيث أن الكل أصبح يتحدث عن الديمقراطية حتى أن الأكثر تطورا يكاد يختصر الديمقراطية في كثير من الأحيان على أنها مجرد مجموعة من الإجراءات مثل الانتخابات، والفكر الديمقراطى جزء من التيار الديمقراطي ولكنه يرى أن الديمقراطية لها مضمون ولها اجراءات والمضمون أكثر أهمية من الاجراءات لكن الاجراءات وظيفتها ضمان تحقيق الديمقراطية فالانتخابات والاحزاب وحكم الاغلبية إجراءات أما المضمون الأساسي لفكرة الليبرالية فهي أنه لابد للنظام أن يقوم على فكرة احترام الحقوق الاساسية للأفراد فلا يجوز له أن يعارضه ولو بحكم الاغلبية فحقه في الحياة وحقه في التعبير وفي اختيار الآراء التى يريد أن يتبناها وحقه في الاجتماع والتنقل حقوق أساسية للأفراد حتى لو اجتمعت الأغلبية وقالت إن المصلحة فى غير ذلك، فالفكر الليبرالي يقوم بالدرجة الأولى على حقوق الإنسان وأيضا تقوم على فكرة دولة القانون وليس معناها أن القانون أداة في يد الحاكم ليحكم بها وإنما تتحقق بعد أن يخضع الحاكم والمحكوم معا للقانون لأنه كان دائما في ذهن الحكام المستبدين أن القانون وسيلة الحاكم للحكم فهو يسرى على المواطنين ولا يسري عليه بنفس الدرجة لكن القانون هو في الحقيقة قاعدة تفرض على الاثنين.
ودولة القانون معناها أولا أن هناك تدرج فالقانون لا يمكن أن يخرج على الدستور والدستور بطبيعته لا يمكن أن يخرج عن المبادىء الأساسية المستقرة في الضمير الإنساني لأن المبادىء المستقرة في الضمير الإنساني هي الضمانات الأساسية والقانون ليس فخا منصوب للناس بل يجب أن يكون معلنا ومعروفا ويجب أن يعطى للمخاطبين بأحكامه فرصة لمعرفته، وهو أيضا يجب أن يحمى التوقعات المشروعه فمثلا لو أن شخصا يعمل في ظل نظام الضرائب فيه تتراوح بين 20 و25 % فلا يصح أن يفاجأ بأن الضرائب أصبحت 90 % فدولة القانون لا تحمي مجرد الحقوق المكتسبة ولكن تحمي أيضا التوقعات المشروعة، وهذه الامور فيما يتعلق بالحكم الليبرالي لا تقل أهمية عن الاجراءات كالانتخابات وحكم الاغلبية ووجود أحزاب فالحكم الليبرالى يتطلب دولة قانون وشفافية تامة ومساءلة وتداول سلطة ولكن إذا جاء نظام مفصل يجعل نظام الحكم لسنوات طويلة فى يد حزب واحد فليس معنى ذلك أن الخطأ عند الناس ولكن معنى ذلك أن العيب في النظام.لانه لما تيجى الروتارية تخرج رقم 19 باستمرار فمعنى ذلك ان هناك عيب فى الروتارية لان النفس البشرية واحدة وتحب التغيير فكلما يريد النظام التغيير فيدير الروتارية فتخرج رقم 19 معنى ذلك ان هناك ثمة خطأ .
والمنطق الذى يقال كثيرا بأننا لنا ظروف خاصة منطق غير صحيح نحن نشارك العالم والجنس البشرى وحتى الدول التى تحولت إلى الديمقراطية تاريخها في الديمقراطية حديث، المانيا مثلا لم تعرف الديمقراطية إلا بعد الحرب العالمية الثانية وكانت تحكم بالحديد والنار، اليابان بعد الحرب العالمية الثانية كان يحكمها ليس فقط ملك ولكن إله يعبدونه فالكلام الذى يدعي أننا لم نتعود هذا كلام غير صحيح ويقصد به إهانة المجتمع لأن معناه أن المصريين دون مستوى البشر، فالنفس الانسانية تنزع دائما للحرية وإذا قال الحاكم إن الشعب لا يستطيع صنع الديمقراطية فكلامه هذا لن يخرج عن واحد من اثنين إما أن الحاكم لا يريد إعطائه فرصة أو أن لسان حاله يقول إنه لا يحترم شعبه ويعتبره دون مستوى الانسان.
*الشعب المصرى غير قادر على ممارسة الديمقراطية دفعة واحدة ... قال مثل هذا الكلام مسئولون مهمون فى الدولة نظيف مثلا .
** من الذى قال ذلك ؟ الدكتور نطيف ..... اذن فى نهايو الامر لا تعدواان تكون وجهة نظرة الخاصة ... الدكتور نظيف نفسه لو أعطى الحرية سيسىء استخدامها لكن ليس بالضرورة الاخرين كذلك ... ممكن كل شخص بيتكلم عن تجربته الخاصة وانا لا استطيع القول ان ارهق لما باصعد السلم اذن فلا احد يستطيع ان يصعد السلم ... لا ... يمكن هو قدرته على استيعاب القضية ليست كبيرة وهذا حقه لكن انا لا استطيع ان استغنى عن الحرية لكن كونه يوصف السبعين مليون بأنهم غير قادرين على استيعاب الحرية فهذا ليس من حقه ...
* ولكن نظيف يتحدث باسم الحكومة التى شكلتها الاغلبية التى اختارها الشعب عبر صناديق الانتخابات ؟
**هذا اذا كنا نقر بان المكنة التى تخرج اللوتارية سليمة ...... الحقيقة ان هذا الحزب يملك كل وسائل التاثير فهو يملك التعيينات ويملك الاعطاء والاغراء وتوظيف المال ويملك ادوات الاعلام .... الاحزاب الاخرى اذا انضممت اليها يمكن ان تفقد وظيفتك وتعطل مصالحك ورغم كل هذا فالانتخابات الاخيرة أظهرت ان الذين ذهبوا للاقتراع اقل من الربع وان الاغلبية داخل هذا الربع لم تعطى الحزب الوطنى ... فيعنى بلاش حكاية ان دى حكومة الشعب لانه واضح ان هذا الكلام فيه كثيرا من التجاوزات .
* تأخرنا كثيرا فى مجال تحقيق الديمقراطية فرآنا الغرب دولا لا تستطيع انتزاع الديمقراطية من أنياب حكامها المستبدين فجاء الآن ليفرضها علينا، ولكن أليس الغرب هو من فرض الغاء الرق؟ وفرض إعطاء حقوق المرأة ؟ وفرض مبدأ المواطنة؟ لماذا لا يفرض الديمقراطية؟ اليست اختراعا غربيا؟
هناك بعض المقولات التى عندما تذكرها تكون ملغومة فعندما نذكر أن الديمقراطية يفرضها الغرب وهى مقولة غربية فأذا قبلت ذلك فسيعني هذا أنك تكاد تقول لا نحن لا نقبل سيطرة الغرب علينا، ينبغي أن نعرف أن الحضارة تتقدم بشكل مجمل وفي كل مرحلة تتقدم منطقة أو شعب فيلعب الدور الأكبر وفي مرحلة من المراحل لعب الشرق الأوسط سواء دورا وكان رائد للحضارة وكل الأفكار الأساسية كانت موجودة في هذه المنطقة، وعندما جاء الاغريق ظهرت أفكار منها الديمقراطية فهل معنى ذلك أن هذه الفكرة التي حققتها الحضارة في مرحلة معينة تصبح ملكها فالثورة الصناعية حدثت فى انجلترا والثورة الزراعية حدثت فى منطقتنا والإنسان بيني على هذا فلا يجوز أن نقول لا نقبل الثورة الصناعية لأنها من عمل الانجليز والاوروبيين فهم بنوا على ما عملناه كذلك التطور الفكرى، صحيح أن الديمقراطية نشات في المدن اليونانية بالدرجة الاولى ثم ازدهرت في العصر الحديث في الدول الاوروبية لكن هذا نتاج إنسانى وتملكه الانسانية كلها.
وبالنسبة للدعوة حاليا للديمقراطية صحيح أن الحكومات الغربية ساعدت وأيدت لوقت طويل النظم الاستبدادية لمصلحتها والآن هي تدعو لنوع من الديمقراطية لأنها تعتقد أيضا أن هذا لمصلحتها فنحن ينبغى أن تفكر في مصلحتنا بصرف النظر عن أن هذا الامر يصادف مصلحة الآخرين أو يضرهم فمثلا لو جاري يوجد بينى وبينه عداوة وقلت له إن ابنه قليل الأدب لابد أن يربيه فقال لى أنا لن اربيه لأن بيني وبينك عداوة لكن لو أن هذا الشخص ربي فسيكون ذلك في مصلحته بالتأكيد. دعك من مقولة أن الغرب يريد أن يفرض الديمقراطية المشكلة الأساسية: هل نحن شعب مثل كل الشعوب يتطلع للحرية أم لا؟ واذا كنا نحن الشعب هكذا فهل الحاكم جاء من مكان آخر أو لديه جينات أخرى، إن حكامنا بعد الثورة كلهم نشأوا فى عائلات مصرية وليس لهم جذور تستطيع أن تقول إنهم أكلوا طعاما خاصا لعشرة أجيال بحيث يصبحون ذوي عقلية مختلفة!

* فلماذا إذن نقاوم المحتل وننحنى للدكتاتور ؟
هذا طبيعى ومنطقي لأن المحتل يفعل أمرين: يحكم حكما استبداديا لكن أيضا فيه إهانة لأن هذا الأمر يفعله الأجنبي الذي ينفي شخصيتك ولا يحترمك

*لكن الحاكم الديكتاتور أيضا ينفي شخصيتي ولا يحترمني؟
* لكن ابن البلد دائما يحاول أن يخفي هذا العنصر فيحاول أن يقول أنا أحكم دون إهانة ويظل فقط لا يعطي الفرصة للمشاركة أما فى حالة الاحتلال فمقاومته أمر يشبة الغريزة فستقاومه بشراسة وستدافع عن أرضك وهذا الأمر موجود أيضا عند الحيوانات فلها مكان لو دخله حيوان آخر ستحاربه بشراسه وهذا لا ينبغى ان يؤخذ كعيب على الشعوب فمن حقها ومن واجبها أن تدافع عن نفسها ضد أي اعتداءات من الخارج أما الخلافات الداخلية قضية أقل غريزية وهذ شىء طبيعى ففي ظروف معينة تظهر لديك قوى أنت لا تدركها وهذا ليس بالنسبة لنا فقط لكن انظر للشعب الروسي في مقاومته ضد الألمان بذل جهودا خارقة وتحمل تضحيات هائلة أيضا الشعب اليوغسلافي مع تيتو قاوم الاحتلال الألمانى بقوة هائلة ثم بعد ذلك استسلموا بالكامل لديكتاتورية ستالين وتيتو الرهيبة.

* ولماذا لا نقول إن الاستسلام للحاكم المستبد أصبح سمتا للشعوب العربية والإسلامية وشيئا مستقرا في الوجدان الجمعى لهذه الشعوب أليس أهل السنة من نادوا بالقاعدة الشهيرة "حاكم غشوم خير من فتنة تدوم"؟
* ليس أهل السنة فقط من قالوا ذلك وكانت هناك آراء مماثلة أيضا في أوروبا فهم ليسوا أفضل منا وبعض من دافعوا عن الملكيات المستبدة المطلقة بدأ كلامه دفاعا عن حقوق الافراد لكنه كان يخشى من الفوضى وبناء عليه عندما يأتى الحاكم فليس لأحد الانقلاب عليه حتى لا تعود الفوضى والاستبداد هو الفوضى التى لا تحمي أحدا، وبعد ذلك جاء جون لوك في انجلترا وقال إن البديل للاستبداد ليس الفوضى بل أن يأتي بحكم دستوري، ومن يريدون إعطاءنا الديمقراطية بالقطارة يحاولون التخويف بالفوضى زى لما تقول للطفل لو خرجت سيأكلك أبو رجل مسلوخة.

* ممكن أن يقال إن هناك نماذج في المنطقة العربية تدل على أن شعوب المنطقة لا بد أن تاخذ الديمقراطية على جرعات "النموذج الجزائرى مثلا"؟
* النموذج الجزائرى لابد أن يدرس بتمعن، بالفعل حدثت مجازر لكن لا تنس أن حزبا كاد أن يتولى السلطة عن طريق ديمقراطي فانقض عليه العسكر يقتلوا فيه وفى أحيان كثيرة افتعل العسكر مجازر لكى يفقدوه مصداقيته ويشوهوا صورته أمام الناس وطبيعي أنه عندما تكون أمام من يريد أن يقضي عليك فبرد الفعل ستحاول أن ترد عليه وبالتالي ستحاول تجنيد الناس وسيحدث تطرف لكن لا تستطيع القول بان الذى حدث في الجزائر حرية أسىء استخدامها فالجزائريون ذهبوا ليعبروا عن آرءهم عبر صناديق الاقتراع بكل تحضر ونظام ولكن العسكر هم الذين انقضوا على الحزب الفائز بل إن الغرب أيد العسكر لخوفه آنذاك من وصول الاسلاميين للحكم وحتى المجازر التى ارتكبت هناك لم يكن الجيش بعيدا عنها فهناك من يقول إن الجيش ارتكب مجازر ليسئ للاسلاميين والخلاصة ان الذى حدث فى الجزائر لم يكن نتيجة الحرية بل نتيجة الاعتداء على الحرية.

* حزبكم قائم على الليبرالية بشقيها السياسي والاقتصادي فما علاقة الديمقراطية باقتصاد السوق؟ وهل هناك علاقة سببية او ترابط بينهما؟
* أولا التجربة التاريخية لم تعطنا صورة واحدة لديمقراطية ازدهرت في غير نظام السوق فتستطيع أن تقول إذا كنت تريد ديمقراطية فلابد من نظام السوق وإذا كنت تريد نظام السوق فلابد أن تكون هناك ديمقراطية ومعنى نظام السوق أن القرارات الاقتصادية كالاستثمار والبيع والشراء نتركها في يد الافراد فإذا كان الأفراد هم الذين سيقومون بكل القرارات الاقتصادية فيعني ذلك أن هذه القرارات ستنتهى في شكل تعاقدات فمالم يوجد قانون مستقر يعرف حقوقى ويعرف حقوقك فلن يكون هناك اقتصاد سوق، فإذا كنت عندما أشتري منك شيئا ونظام الملكية غير مضمون فلماذا أشتري؟ وعندما أريد أن أذهب للقضاء أستطيع الحصول على حكم فالقضاء لابد أن يكون مستقلا وإذا صدر منه حكم فلابد أن ينفذ لأن معاملات الأفراد في ظل نظام السوق هي في النهاية تبادل فى الحقوق ومالم يوجد نظام قانونى واضح لا يمكن أن تقوم.
من ناحية أخرى التبادل في نظام السوق لا يكون دون شفافية فهل أستطيع أن أقرر دخول مشروع يتكلف وأنا لا أدرى إذا كان هناك تضخم أم لا الدخل القومى يزيد أم لا، فكيف تطلب من الافراد تحمل المسؤلية فى القرار الاقتصادى والفرد ليس لديه بيانات فدولة القانون والشفافية والمساءلة كل هذه عناصر لابد ان تتوافرلكى ينجح نظام اقتصاد السوق. والتجربة التاريخية أظهرت أنه لم ينجح نظام ديمقراطي إلا فى ظل نظام السوق كما لم ينجح نظام السوق إلا في ظل الديمقراطية.
*لكن فى الفترة الاخيرة من القرن الماضى قامت عدة تجارب ناجحة لدول اخذت باقتصاد السوق وحققت انجازات كبيرة رغم انها لم تعرف الديمقراطية السياسية وبذلك تحقق لهذه الدول نوع من الاصلاح السياسى دون الاصلاح الاقتصادى " الصين نموذجا " فلماذا لا نكون نحن مثلهم ؟
**الصين هى الاستثناء الذى لا يجوز القياس عليه عدد سكان الصين 1200 مليون نسمة وهى دولة نووية واكبر سوق للاستهلاك فى العالم تتنافس عليه الدول الصناعية الكبرى فأذا حاربتها امريكا ستتنافس عليها أوروبا والعكس بالعكس فالكل يتكالب على هذه الغنيمة .... ثم لا يجب ان ننسى ان الصين لديها 50مليون يعيشون فى امريكا وجنوب اسيا وهؤلاء اكبر رجال اعمال هناك وبدأت الاستثمارات الخارجية باستثمار هؤلاء وهم بالفعل جروا استثمارات هائلة .... فلا تحدثنى بأن الصين استطاعت ان تنشااقتصاد سوق بدون ديمقراطية فنحن من الممكن ان نكون كذلك لان هناك اشياء كثيرة موجودة فى الصين ليست موجودة عندنا نحن لا عندنا سوق يجعلهم يقبلوا علينا لا عندنا ملايين الرأسماليين العاملين فى الخارج صحيح مصر لديها عاملين فى الخارج لكن كلهم موظفين
* هل نخفي عيوبنا بدعوى تهيئة مناخ الاستثمار؟
* نحن لدينا اعتقاد ان الاجانب لا يعلمون شىء عن البلد هذاغير صحيح اولا لا يوجد أحد مضطر للاستثمار فى مصر فمصر ينافسها كل دول العالم وكل دول جنوب شرق اسيا وامريكا اللاتينية واوروبا الشرقية حتى افريقيا فمصر تنافس العالم كله فنحن لو لم تكن لدينا فرص حقيقية لا أحد سيأتى الينا لان حجمنا قليل نحن الان بعدما ارتفعت اسعار البترول السعودية اصبح مقدار دخلها مقدار دخل مصر مرتين ونصف والامارات كاد ان يصبح دخلها يوازى دخل مصر مع الفارق المهول فى عدد السكان وفى المساحة-0 طبعا اسرائيل اقتصادها اكبر- فاذا كنا سنقول اننا نعيش فى بحبوحة ونتوهم ان لا احد يعرف عنا شىء فنحن نخدع انفسنا لان المعلومات الان منشورة فى العالم كله هناك اشياء تصدر عن درجات الفساد فى العالم " انترناشنال ترانسبارنس" ستجد مصر رقم 71 وفيما يتعلق بالحريات هناك عدة مؤسسات وعلى كل حال هناك اصوات تدعى اننا افضل بلد... الحكومة وكل اجهزتها يقولون هذا فاذا كان هذا الكلام سيؤتى نتيجة فهو بيقال وبقوة لكن الاصلاح لابد ان يكون حقيقى ثم هل نحن نستخدم الاصلاح من اجل اننا محتاجين اصلاح ام اننا نستخدمه لمجرد جذب رؤوس الاموال ؟ هل نحن معتقدين ان الديمقراطية عندما تطبق ستحسن الاحوال أم أنها مجرد زينة يطلبها العالم أو كموضة فاذا دخلنا فى الموضة هذه سيرضى عنا الغرب.. لا .. لابد ان نكون مقتنعين ان الفرد اذا لم يتحمل مسسؤليته ويعطى حرياتة يخطأ وهذا الفرد لن يقوم بمشروعات ناجحة
* قفزت مصر قفزة هائلة بين الدول الفاشلة حسب تقييم دورية فورين بوليسى النافذة المتخصصة فى العلاقات الدولية التى تصدر عن وقف كارنيجى للسلام الدولى فى الولايات المتحدة فقد قفزت مصر من الدولة 38 الى 31 وهى القفزة التى لم تحققها ايا من الدولة 148 الخاضعة لتقييم المجلة ؟
**نعم هناك دول كثير سبقتنا على المستوى العربى فيما يتعلق بمناخ الاستثمار والحريات الاقتصادية
* دعوتم الى عودة دستور 1923 مع تعديل نصوص الملكية فى هذا الدستور واستبدالها بنصوص جديدة للحكم الجمهورى وبعدها تعود الشرعية الدستورية بعد ان ادت الشرعية الثورية دورها ؟ فهل بالامكان عودة دستور 23؟
** الدستور الحالى غير صالح لانه دستور نشأ فى ظروف غير عادية فبعد أن أتى السادات دخل فى صراع مع مراكز القوى وكانت هناك حرب باردة والسادات اراد فى هذه الفترة ان يحل مشكلة مصر فى 71 وكانت فترة من اقصى الفترات وكان حكم السادات نفسه غير مستقر وكان السوفيت ما زالوا فى البلد وكان العالم منقسم الى كتلتين الكتلة الشرقية والكتلة الغربية والسادات كان يريد ان يؤكد ان مصر جزء من الكتلة الشرقية وخاضعة للنظام الاشتراكى وفى نفس الوقت كان يريد ان يؤكد سلطاته وبعد ذلك حاول ان يجرى عليه تعديلات لما خرجنا من نظام الحزب الواحد والان بنية الظروف التى نشأ فيها هذا الدستور انتهت وكل التعديلات التى ستأتى بعد ذلك ستكون ترقيع تعديل المادة 76 ترقيع لانك تحاول تصلح دستور وضع لظروف مختلفة فلا يصلح معه تعديل لان التعديلات ستبقى المرض الاساسى الموجود وهو انه دستور بنى على سلطة مركزة ليس فقط فى يد حزب بل فى يد شخص ويساعده فى ذلك اجهزة متعددة مثل الاتحاد الاشتراكى وكل ضمانات الحرية التى كفلها الدستور يمكن يأتى القانون يغيرها فانا اعتبر ان دستور 71 غير صالح فانا دعوت لدستور 23 لاننا لا بد ان نتفق على تغيير الدستور وليس تعديله فانا رأيى ان تغيير الدستور سيطرح ازمة هائلة فيما يتعلق بتحقيق الاتفاق والتوافق على دستور جديد فانا ارى كنوع من القفز على مثل هذا الامر لان التوافق على دستور جديد سيكون امرا صعبا .... فلدستور 23 شرعية هائلة وممكن تعديلة ليتوافق مع النظام الجمهورى ... وهو دستور جيد ومتوازن ولا يعطى سيطرة كاملة للسلطة التنفيذية ويعطى قوة للاحزاب وسلطات للمجلسين وليس مجلس واحد ودستور 23 اكتسب شعبية شرعية كبيرة فعندما الغته حكومة محمد محمود قامت مطالبة شعبية لعودته وبالفعل عاد تحت الضغط الشعبى قبل الحرب العالمية الثانية فكان ذلك بمثابة مولد شعبى للدستور واكتسب فى ضمير الشعب نوع من الشرعية .
*وما المانع ان يضع الدستور هيئة تأسيسية منتخبة من قبل الشعب ؟
** الهيئة التاسيسية المنتخبة من الشعب فى اغلب الظن ستضع دستور منجرف لعواطف الشعب وغالبا لن يكون متوازنا فينبغى ان يكون فيه نوع من الفنية والمهنية ثم يتفق مع الشعب .....حتى ثورة يوليو لما جاءت قالت نحن ضد الفساد وضد انتهاك الدستور والخروج عليه .... الان ممكن تعديل كل ما يتعلق بالنصوص المتعلقة بالملكية فى دستور فى دستور 23وهذا الدستور نفسه يسمح بتعديله فهو ليس بالصعوبةالقاسية التى عليها الدستور الحالى ..........
* ولكن المشكلة الاساسية الان فى انه حتى الدستور الحالى على ما به من عيوب الاا نه غير مفعل ولو فعل لالقى حجرا فى ماء الحياة السياسية الراكد ؟
** هذا صحيح .... وانا لى رأى فى مسألة ان الدستور لا يلزم الرئيس بتعيين نائب له انا رأيى انه يلزم لان الدستور يقول لرئيس الجمهورية ان يعين نائب او اكثر فلغة هذا معناه ان هناك جواز لتعيينه لكن الجواز هذا هل هو انه يعين او لا يعين او يعين واحد او اكثر اذن هناك تفسيران لكن لما أجد نصان فى الدستور نص بيقول انه اذا اصيب رئيس الجمهورية بعجز كامل او جزئى يقوم بمباشرة اعماله نائب رئيس الجمهورية ونص ثانى يقول اذا اتهم رئيس الجمهورية بتهمة الخيانة فيمتنع عليه مباشرة اعماله ويقوم نائب رئيس الجمهورية بمباشرة اعماله ... فيصبح هناك تفسيران من الناحية اللغوية يحتمل هذا ويحنمل ذلك لانه اذا كان قصد الدستور ان الجواز اما ان يكون يعين او لا يعين هذا تفسير وتفسير ثانى ان الجواز لا يعين او لا يعين واحد او اكثر لكن لو أخذت بالتفسير الاول سيبقى لدى نصين فى الدستور سيوقفوا ولا يمكن ان يعملوا .... وهناك قاعدة عند فقهاء القانون الدستورى تقول يتنزه الشارع ان يتكلم كلام ليسله معنى ... ومعنى ذلك ان الشىء الوحيد الذى يجعل المشرع الدستورى كان عاقل ولم يكن متناقضا ان يكون قصد المعنى الاول وهو الجواز وليس على انه يعين او لا يعين وانما ان يعين واحد او اكثر واما تعيين واحد فهذا امر ضرورى لكى يطبق احكام الدستور واذا قلت غير ذلك سيكون المشرع الدستورى قال احكام غير قابلة للتنفيذ اذن فلماذا وضعها هل كان فى حالة سكر مثلا ؟
* فى رأيك هل يقبل الشعب المصرى التوريث ؟
** ماذا تعنى كلمة يقبل ؟ يعنى يكون راضى ؟ لا ... الشعب المصرى لن يكون راضيا ... ولكن هناك اشياء كثيرة تفرض على الشعب المصرى انما فى ضمير عدد كبير من الناس واعتقادهم انه بالرغم من كل التكتيمات والتمويهات الا ان العمل جارى لتهيئة الفرصة لجمال مبارك لكى يكون الرئيس القادم – رغم النفى – هل تذكر فى وقت من الاوقات ان رئيس الجمهورية اعلن ان اولاده لن يقوموا باى عمل سياسى وانهم سيعملوا فقط فى النشاط الاقتصادى – وهذا صدر من الرئيس نفسه – بعد تأكيده على ان اولاده لن يقوموا بعمل سياسى وانما فقط هم شباب يعمل فى النشاط الاقتصادى بعد ذلك دخل جمال الحزب وزادت سيطرته وزادت السلطات الممنوحةله من عضو فى الحزب الى رئيس لجنة السياسات الى امين عام مساعد الحزب واليوم لما بافتح الجرنان بلاقى تصريحاته فى السطر الاول وتصريحات الامين العام فى السطر الثالث او الرابع.... بعد هذا عايز الناس تقول ايه ؟ .... ثم المهام الرسمية التى يذهب لكى يقوم بها ... يذهب ليزور الامريكان .... وربما لو لم يعلن الامريكان عن هذه الزيارة لما كنا قد علمنا عنها شيئا .... ثم بعد ذلك تقول لى ما فيش توريث الناس عندها اسبابها القوية التى تجعلها تصدق التوريث .... ومع ذلك الناس مش عايزينه ...وانا مستغرب كان فى وقت من الاوقات قالوا ان جميع المناصب فى الحزب ستتم بالانتخابات هو لم يعرض نفسه لاى انتخابات حتى ولو كانت الضمانات موجودة قالوا هينزل فى انتخابات ما نزلش حتى تعيينه سواء رئيس لجنة السياسات او امين مساعد تمت بقرار من رئيس الحزب ..... فالشعب المصرى لن يقبل التوريث ولكن من الممكن ان يفرض عليه كما فرض عليه أشياء كثيرة .
* النظام يستبعد العناصر التى لها قبول فى الشارع من حوله ... هل يعنى ذلك انه تتم عملية افساح لنجل الرئيس حتى تحين اللحظة المناسبة فيقفز به على سدة الحكم وعندها يقال للشعب ما فيش قيادات ونجل الرئيس كان قريب من المطبخ السياسى ؟
** هذامضمون النظام ليس فقط من اليوم بل من منذ جاء عبدالناصر انه التركيز على سلطات رئيس الجمهورية وجميع العناصر الاخرى تضائل وتضمر فى فترة عبدالناصر احتاج الامر وقت طويل لان الثورة عندما قامت كانت تضم اسماء كثيرة ولكن بعد فترة بدأت تخفت بعد ما كانوا شركاء تحولوا معاونين وحدث هذا مع السادات وهذا ليس مقتصرا على المجموعة التى بجانب الحاكم ولكن حتى ليس هناك احزاب اخرى الاحزاب الاخرى بعد مرور الوقت لم يصبح لديها اسماء ايضا ..لان النظام بكل عناصر القوة الموجودة فيه يتركز كل شىء فى يد الدولة والذى فى يد الدولة مركز فى يد رئيس الدولة وهذا لا يسمح بظهور اى قيادة لا فى الحكومة ولا فى المعارضة ولا فى الصحافة ولا فى الادباء.... الدولة هى التى تلقى الضوء على من تريد ومفهوم ان من تلقى عليه الضوء لا يكتسبه ولا يستمده الامن رضاء الدولة ... وهذا نتيجة طبيعية لنظام هذه هى خصائصه الطبيعية ... ودا مش بس فى الحزب بل اكاد لا اذكر واحد تولى منصب هام الا واول سؤال اسأله مين دا جابوه منين ؟ سواء فى مراكز القدرة ورؤساء الجامعاتو الجامع الازهر والبنك الدولى ... الصحافة ... المؤسسات الكبرى ... فى اى مكان فى العالم لما كان مثلا بيختارو محافظ البنك الفيدرالى فى امريكا جابوا واحد مش جاى من فراغ .. واحد من افضل اربعة او خمسة موجودين فى اى مكان فى العالم فى اى مجتمع تلاقيهم الاسماء الظاهرة التى تصلح لهذا المكان ... الاختيار دائما يكون واحد من ثلاثة لكن فى مصر دائما تقول مين دا ؟ ما حدش يعرف عنه حاجة .
* هل تتوقع انفجار شعبى قادم اذا لم يحدث اصلاح أم ان الشعب المصرى لا ينفجر ولا يثور كما قال حمدان ؟
** الشعب المصرى بتجاربه وتاريخه حتى بتكوينه الجغرافى سهل ومصر من البلاد التى ليس فيها عصبيات ولا جبال وعرة و الشعب المصرى مسالم بطبعه وهذه ارقى انواع الحضارة والتمدين ان الشعب يكون مسالم فالحكام بدلا من ان يستغلوا هذه الميزة التى كان من الممكن ان تخرج منه اشياء كثيرة استغلوه وسيطروا عليه .... أما قيام انتفاضات شعبية فى العصر الحديث اصبح اقل بكثير من العصور السابقة لان الدولة اصبحت قوية جدا ... ففى ايام الثورة الفرنسية او حتى الثورة الروسية كانت تقوم القيامة فى الاقاليم وعندما يصل خبرها للعاصمة لكى تتخذ اجراءات تكون انقضت ايام واسابيع قبل ما تستعد ثم أجهزة الدولة كانت محدودة فلوكان عندها بنادق يصل مرماهاالى 200 متر يصنع الثوار امامها متاريس 250 متر فكان فيه تقابل اما الان فالدولة قوية وتوجد ثورة اتصالات فى دقائق الان تعرف ما يحدث فى اى مكان فى العالم ليس فقط الاتصالات بل ايضا ادوات السيطرة فيمكن للدولة أن تسيطر على اى انتفاضة بسلاحها الفتاك والمتقدم القوة المادية للدولة كاسحة والقوة الاعلامية ايضا.... الدولة مواردها فى الماضى كانت محدودة الان الدولة بتعينك فى المناصب وبتحرمك من العمل الدولة تملك الترغيب والترهيب ولذلك الان الانتفاضات الشعبية صعب قيامها الان وبعض الانتفاضات التى قامت فى اوروبا الشرقية مؤخرا بالاضافة للشعور المتأجج لكن ايضا كان فيه مساعدات خارجية ولهذا فالاعتماد على قيام انتفاضة شعبية صعب نتيجة طبيعة الشعب المصرى وطبيعة العصر .... لكن هذا لا يمنع ان هناك خطرين اشد الخطر الاول .. هو اللامبالاة الكاملة التى لن تؤدى فقط الى انفجار وانما ستؤدى الى تدهور مستمر اللى بيشتغل مش هيشتغل بذمة واللى هيقدر يسرق هيسرق يعنى كل واحد بيعمل لحسابه هذا الامر فى رايى اشد من انواع المقاومة الثورية لانه سيقضى على النظام ... البلد بتخرب .....الامر الثانى الممكن حدوثه هو قيام انواع من الفوضى يعنى اذا الحالة الاقتصادية استمرت فى التدهور وناس لجأت للنهب والسرقة والناس شعروا ان النظام بيحميهم فممكن يحصل اشياء غير متوقعة وغير محسوبة يعنى ممكن يحصل انتفاضات شعبية غير متوقعة تؤدى الى عمليات تخريب ولا صلة لها بأى حزب او تيارمعين ... فالامر يحتاج الى بعد نظر وعدم الاكتفاء لمجرد انك كسبان كحاكم او كنظام ببقاء الاوضاع الشكلية على ما هى عليه .......
* دعيتم مرشد الاخوان لحضور مؤتمر تأسيس الحزب .... ما معنى ذلك ؟
** لا ... الدعوة لم تصل فقط لمرشد الاخوان بل لكل ممثلى الاحزاب وكانت الفكرة ان هذا حدث عام يهم العاملين فى الحياة السياسية نحن دعونا كل ممثلى الاحزاب بما فيهم صفوت الشريف .....
* ولكن الاخوان ليسوا حزبا فهل معنى ذلك انكم تؤيدوا اعطاء الاخوان المسلمين الشرعية القانونية ؟
** الشرعية تاتى من الشارع واذا الناس اعطت اصواتها لهؤلاء الناس فليس لنا او لغيرنا ان يقول له لا انت لست موجودا اعتقد فى الانتخابات الاخيرة الاخوان لم يدخلوا بشكل متخفى او باسماء مستعارة كان اسمهم واضح وبيقولوا ان احنا اخوان بما فيهم مرشد الاخوان نفسه وعمره ما قال لا انا مش مرشد عام ....فدا واحد من عدم وجود دولة القانون ان القانون بيستخدموه كسيف مسلط لا لينفذوه وانما ينفذوه عندما يحبون .. دولة القانون هى ان تشعر انك فى وضع يقينى انما دولة الاستبداد تضع الكل فى موضع الشك والريبة وعدم الاطمئنان .... والاخوان المسلمون بيقولوا ان هم عايزين دولة مدنية لكن هذا لا يمنع ان هذه الدولة المدنية لها حضارة اسلامية هذه الحضارة لها توجهات زى ما موجود فى الغرب الحزب الديمقراطى المسيحى لا يقول انا عايز افرض المسيحية على كل مواطن لكن فيه قيم ليس باعتبارها قيم مسيحية وانما قيم مجتمعية انما نتيجة انك تارك هذا الامر لا تستطيع تنظيمه فلما انت تقول لى انت بتعترف بهم اقولك طبعا لكن انا أيضا بقولك ان انا من الناس اللى بيؤمنو ان هناك خطر كبير من خلط الدين بالسياسة ومعنى خلط الدين بالسياسة ليس معناه ان الواحد لا يتاثر بالقيم الدينينة ... يتاثر وحقه لكن لا يأتى احد ليتسلط علي أحد باسم الدين فليس لاحد وصاية على احد باسم الدين .......
*لكن اليس من الواضح ان هناك تطور فى خطاب الاخوان ؟
** صحيح ... الحرية يقابلها المسؤلية .... هناك اتجاهات ستسعى للتطرف اذا لم تعطها الحرية لكن لما تعطيها الحرية تتحمل المسؤلية مثلا لو انك اب عندك اولاد تصرفاتك ستختلف وبالتالى تصبح عندك مسئوليات لانك اصبحت مسئول عن الاخرين وبالتالى لما انت تأتى لناس مؤمنة بأفكار وتقول له ليس لك دور فى الحياة العامة تكون بموقفك هذا تدفعهم للتطرف .... فى العديد من البلاد الاوروبية او حتى فى الهند تجد الكثير من المحليات يتولاها شيوعيون فهل يستطيع الشيوعى هذا ان يفرض نفسه الا اذا كان يقوم بخدمات ولذلك بينتخبوه كل مرة لانه يقدم لهم خدمات وفى كثير من الاحيان لا يستطيع ان يتعارض مع مصالح الناس فلا يستطيع مثلا احد الشيوعيين فى مدينة فى ايطاليا ويقول انا لست مؤمنا بالملكية الشخصية وبناء عليه يقول كل الدكاكين دى مش هيحميها البوليس لكنهم ماكنوش هيدوله اصواتهم الا اذا وفر لهم حماية اكبر ........... فالمسئولية تجعلك تحترم وعدم المسئولية تجعلك تتطرف .... فالاستبداد هو الذى خلق التطرف والاستبداد ايضا محتاج التطرف لكى يبرر وجوده و يضمن استقراره فيعتبر التطرف فزاعة ولكن فى رأيى ان هناك شىء اخطر من التطرف هو اللامبالاة لان الاستبداد ممكن يدفعنى الى شيئين اما التطرف واما اللامبالاة وهى فى رايي اخطرعلى المجتمعات من التطرف ؟
*هل تتوقعون ان يسمح النظام بانشاء حزب لكم ام انكم ستقفون فى طابور الاحزاب المنتظرة الفرج ؟
** اعتقد ان النظام له مصلحة فى الموافقة لان اتجاهات الحزب معقولة والناس اللى فى الحزب حتى الان ناس لم يعرف عنهم تطرف ولا اندفاع
*ولكن دكتور اسامة الغزالى حرب الان يعد من المنشقين عن الحزب الوطنى وبانشقاقة وجه للحزب لطمة يراها البعض ليست هينة ؟
** هل سيغلب عليهم قصر النظر لما يغلب عليهم رد الفعل ام سيبحثون عن المصلحة اعتقد انهم عندهم مصلحة فى انهم يوافقو علي الحزب
* ولكن النظام لا يسمح بإنشاء احزاب يشتبه فى انها من الممكن ان يكون لها دورفى الشارع واذا سمح بإنشاء حزب فإما أنه يضمن انه سيولد ميت او انه سيكون تحت السيطرة ما تعليقكم ؟
* رد الفعل بالرفض احيانا يؤدى الى زيادة شعبية الجماعة او الناس الذين يريدون ان ينشأوا حزبا وهذا احد الخدمات التى تقدمها الدولة للذين يريدون ان ينشأوا حزبا اذا اعتقدت انه خطر عليها لان له بعض الجماهيرية فمجرد أن تتعامل معه الدولة بغير انصاف ستزيد جماهيرته انا متأكد ان اكبر خدمة عملتها الحكومة لحزب الغد انها اخذت منه موقف منذ نشأته فلو كان الحكومة ستفكر فى هذا فممكن جدا اذا كانت تعتقد انه نت الممكن ان يكون له بعض الجماهيرية فهى تساعد على زيادة جماهيريته بموقفها الرافض لانشائه
*ولكن الا ترى ان المشكلة ليست فى انشاء احزاب بقدر ما هى مشكلة البيئة التى تنشأ فيها الاحزاب ؟
** النظام كله مبنى على اساس ان الدولة مسيطرة على كل شىء وان ثمن المقاومة غالى ستدفع ضريبة فى مستقبلك فى مصالحك اذا كنت رجل اعمال ولم تكن متعاون مع الدولة ستجد صعوبات فى الحصول فى التعامل مع الضرائب وفىالحصول على تراخيص وغيره ... يعنى الحكومة هتنكد عليك حياتك ...... يعنى انت اذا كنت فى عملك عندك قدر من الالمعية ومكنتش معاهم يمكن فرصك فى الترقى مش هتكون كتيرة فهم بيستخدموا وسائل من حتت بعيدة جدا .... والنظام له خبرة وتجربة هائلة فى مثل هذه المسائل
* رفعتم شعار ال77 " نسبة اللذين لم يصوتوا فى الانتخابات" وكأن حزبكم يراهن عليهم فكيف تخرجوا هؤلاء من " القمقم " بعد ان ادخلهم فيه المربع الملعون " الفقر الجهل والمرض والقمع "؟
2** ال 77 ليسوا كلهم من الفقراء بل فيهم كل الطبقات كادحة وغير مبالين ويائسين فظلم على البلد ان عدد كبير ينصرفوا عن الاهتمام لاحساسهم انه لاجدوى وهذه بلدهم وتؤثر فى حياتهم ويشعروا انه لا جدوى انهم يشاركوا واجب انك تعمل كل شىء لاعادتهم الى حظيرة الاهتمام
*ولكن السؤال هو كيف تعيدون هؤلاء الى حظيرة الاهتمام بالوطن والمشاركة السياسية ؟
** لا توجد اوهام عند أحد فى انه سيستطيع ان يأتى ببرنامج يخرج الناس اللى قاعدة فى بيوتها ويخليهم ينزلوا يشاركوا لكن ينبغى ان نعلم ان هناك عدد كبير ينسحب الان من الحياة العامة فيجب ان يكون هناك حيوية والحيوية هذه ستبرز بعض الناس الذين يروا ان العمل العام يستحق العمل من اجله وخصوصا اذا كانت تجمعهم افكار مشتركةو الذىله تاريخ فى الفكر الليبرالى هو حزب الوفد لكن فى نفس الوقت أداء حزب الوفد متراجع بشكل مستمر والحقيقةهناك تيار كبير فى البلد يرى ان مستقبل البلد فى هذه الاتجاهات الليبرالية التى ليست فقط موجودة عندنا وانما هذا هو التيار السائد فى العالم وليس من الممكن ان نتخلف عنه لكن على الاقل لكى نكون موجودين على خريطة العالم فلابد ان تتبلور الافكار الليبرالية فى شكل برنامج عند مجموعة من الناس مؤمنين به بدرجة خاصة ومع ان هناك اشخاص عادوا للحديث عن الديمقراطية كرد فعل بعدما علموا مساوىء النظام الاستبدادى لكن لم يكونوا مؤمنين بها يوما ما فى الاصل بالعكس كان فيه بينهم من يرى ان الديمقراطية نظام غربى ليبرالى غريب علينا وانها شكلية وتعطى مزايا للاغنياء وتحرم الفقراء وان الديمقراطية الحقيقية ليست فى حرية الكلمة بل فى توفير الغذاء ولقمة العيش انما الناس المؤمنين اصلا بان الديمقراطية هذه خصوصية لكى تفجر الطاقات الموجودة عند الفرد وان الفرد اذا اعطى الفرصة بان يعبر عن نفسه ممكن يخطىء صحيح لكن ستخرج منه انجازات هائلة هذا التيار الفكرى بعد ما خبا الوفد محتاج ان أحد يحييه والناس عندها الاستعداد لتقبل هذا .......
*ولكن كيف تضمنون ان نسبة ال77 عندما تخرج من القمقم سيولون وجوههم شطر حزبكم ..اليس من الممكن ان يرجحوا كفة الاخوان كما حدث فى الانتخابات الماضية ؟
** من قال ان هناك أحد يرى ان الاخوان ليسوا موجودين لكن لا احد يريد ان الخريطة السياسية المسيطر عليها الحزب الوطنى فى اعتقادى لاسباب لا تعكس رأى الناس تظل كما هى ..... ولا نريد ايضا للاخوان ان يسيطرو ويكونوا بديلا عن الحزب الوطنى فالصورة لا بد ان تعبر عن هذا الشعب فهذا الشعب مثل شعوب العالم لا تجمعه رؤية سياسية واحده وانما هناك تيارات متعدده هناك تيارات على اليمين وتيارات على اليسار تيارات متشددة وتيارات اكثر اعتدالا وتيارات ليبرالية وتيارات لها اتجاهات قومية ونحن نريد البلد تكون فيها حيوية لا كتلة تأتى لتدمرها ....
* من اين تأتى الحيوية والطبقى الوسطى فى مصر تطمر تحت مستنقع الفقر الاسن فالموظفين عماد الدولة وعصب الطبقى الوسطى يعينون ب150 جنيه فى الشهر فى الوقت الذى تنشر فيه الصحف ان مرتبات بعض الموظفين المحظوظين والمقربين من النظام تجاوزت المليون على الاقل ؟
** طبعا هناك تفاوت كبير لكن انا رايى ان الاخطر هو عدم الشفافية فمثلا كان يوجد فى الماضىكادر معروف .... اكبر مرتب يقدر بكذا اما الان فدخلت مجموعة من الانحرافات بحيث انك لا تعرف حقيقة المرتب اولا لم يعد المرتب الجزء الاساسى فاصبح هناك حوافز وعلاوات وبدلات ومظاريف ثم مصدر التمويل لم يعد الخزانة فقط فاصبح الموظف يأخذ مرتبة من الخزانة او من صندوق خاص او من معونة اجنبية يعنى تعمل مجموعة من الاشياء بحيث اقل ما فيها ان لا احد يعرف ..... تجد فى نفس الوزارة ونفس الادراة احد الاشخاص يأخذ مقدار الثانى اربع او خمس او عشر مرات لان هذا يأخذ من فلوس مصدرها معونة اجنبية فاخطر ما فى الامر ليس فقط التفاوت الشديد انما عدم وضوح الرؤية وعدم وجود معلومة يعنى انت تجد فى وزارة من الوزارات موظف وكيل وزرارة وبجواره واحد متعين بناء على منحة من البنك الدولى او من المعونة الامريكية فاخطر ما فى الامر ليس فقط التفاوت الشديد وانما ايضا عدم وضوح الرؤية وعدم وجود معايير ....وهذه المسائل كلها ليست مقننة ..... ومعظم مرتبات هؤلاء تؤخذ من صناديق خاصة لا تعرف عنها الميزانية شىء فتجد وزارة الاعلام لها صندوق خاص ووزارة السياحة لها صندوق خاص و القضاء له صندوق خاص كل هذا خروج على منطق دولة القانون هناك مبدأ معروف اسمه مبدأ وحدة الميزانية جميع الايرادات لابد ان تدخل الميزانية ثم تخرج من الميزانية لكن الان يدعى ان هذه ايرادات الاعلانات وهذه تدخل فى صندوق خاص وناخد منها ايرادات السياحة دى ما اعرفش ايه .... يعنى نحن الان نحن نعيش فى فوضى كاملة .... قبل ما تقولى كيف نصلحها انا اقولك لازم الناس تعرف الاول الوضع فيه ايه ..... الان فيه لخبطة .... ما فيش حاجة اسمها مرتب الان ... كان زمان فيه مرتب واحد فى الدرجة السادسة مرتبة 15 جنية واحد فى الدرجة الاولى مرتبة 30جنية يعنى كان هناك شيئا واضحا أما الان فلازم يرضوا عنك الاول عشان تاخد وعشان كده مخلينها غير خاضعة لقانون واحد ولا تتمتع بالاستمرار لو راضيين عنى آخد مش راضيين عنى مااخدوش ..... هناك فوضى عارمة الان .
*القضاة يعانون من المشكلة ذاتها .
** انا سمعت من واحد من القضاة قال لى ان فيه 60 من رجال القضاة منتدبين عند فتحى سرور فى مجلس الشعب ماذا يفعلوا .
* هل هذه سياسة الدولة ؟
** اعتقد ..... والخطورة هى عدم وجود قانون ففكرة القانون ان كل شخص فى مركز قانونى يتحدد لا أحد يكون له فضل عليا اما سياسة الحكومة هذه فهى سياسة مفصودة حتى اذا رضيت الحكومة عن احد تغدق عليه اما اذا غضبت عليه فستصب عليه جام غضبها وممكن توديه وراء الشمس .....
1*هل يعنى اقتصاد السوق خصخصة جميع المشروعات هل الخصخصة التى تتم فى مصر الان تتوافرلها المشروعية والشفافية ؟
** كان لي حديث طويل مع الدكتور محيى الدين وانا قلت له انا من اكثر الناس التى دافعت عن فكرة اقتصاد السوق واهمية القطاع الخاص منذ ان كانت الدولة تقول لا مساس بالقطاع العام لكن انا أرى ان اهم عنصر من عناصر الخصخصة هو عنصر المشروعية بمعنى ان الناس لابد ان يكونوا قابلين لها وفاهمينها وهذا الامر يتطلب درجة عالية من الشفافية عن طريق برنامج واضح .... وللاسف برنامج الحكومة بيركزوا فيه على تفاصيل لا قيمة لها ... عملنا 17000 كرسى او معرفش 30000 الف سرير ومع ذلك لم أرى فى حياتى برنامج واضح للخصخصة يبين المعايير ... لماذا اخترتم هذا المشروع ولم تختاروا هذا وايضا التوقيت لماذا تبيعه فى هذا الوقت ولا تبيعه فى وقت اخر ولازم تراعى طبيعة السوق فلو انك نزلت مشروع كبير لن يستطيع ان يدخل فيه الا الاجانب او الرأسماليين وكيف تخصخص ؟عن طريق طرح اسهم معنى ذلك ستسمح لعدد كبير من المواطنين لكن لو قلت انا سوف اعرضه على مستثمر رئيسى اذن فى الغالب لن تسمح به لواحد او اتنين من المستثمرين الرئيسيين وفى الغالب هيكون البنوك الاجنية وهذا وارد وهذا وارد ولكن فى النهاية يجب تقول لى لماذا لجأت لهذا الامر
* وبماذا اجاب عليكم د/ محيى الدين ؟
** قال لى لا دى موجودة قلت له موجوده فين ؟ قال موجودة على الموقع الالكترونى ... قلت لا .. كام واحد بيقرأ الموقع الالكترونى ينبغى ان يكون دا واضح فى بيان سياسة الدولة ولازم تكون معمولة لسنوات قادمة انتوا جايين تحكمه ل 03و 4 سنوات يبقى برنامجى لو موضوع فى البيان هيخلى الناس تتنبه الناس تناقشه ثم تبينه لاتك بتلجأ لاساليب مختلفة فى الخصخصة مرة بتطرح اسهم ومرة بتبيعه لمستثمر رئيسى ومرة بتطلب عدد محدود للناس يتقدموا .... فاذا كان كل واحد من الاساليب دى مبررات فلازم يعرفها الناس ويقتنعوا انها سليمة .... الخصخصة لا عيب فيها فى ذاتها ولكن الخصخصة ليست عقيدة دينية لا بد ان يؤخذ وان الخصخصة اسلوب لتحقيق المزيد من الكفائة الاقتصادية ... واحد من الاشياء المهمة التى ينبغى ان يترتب عليها مساواة ولا يجوز ان تفرق بين الناس عن الطريق التحيز لبعض الاشخاص ...هناك اشخاص كثير اشتروا عن طريق الخصخصة اشياء بملاليم وباعوها بمئات الملايين
*اذن الخصخصة ليست الخير المطلق ؟
** هذا صحيح.... فى انجلترا مثلا تم خصخصة السكك الحديدية وكانت النتيجة تراجع كفائة الخدمة فى فرنسا العكس تدار بواسطة القطاع العام فتميزت بارتفاع معدلات ادائها بل انها تعتبر نموذجا للكفائة الاقتصادية على المستوى الاوروبى .....
*مصر من الليبرالية الى الاشتراكية الى الانفتاح الى اللاهوية متى سيظل مصير مصر مرتبطا دائما بشخص ؟
**كل هذا فى النهاية يرجع الى سؤال هل نحن نعيش فى نظام ديمقراطى ام نعيش فى نظام يغلب عليه الفرد فالنظام منذ ثورة 52 جاء النظام الناصرى كان النطام السياسى كله بيدور حول رئيس الجمهورية .. هو المسيطر السلطة التنفيذية الوزراء ليسوا اكثر من معاونين له وهو المسيطر على السلطة التشريعية ..... وما زال حتى الان الوضع على ماهو عليه ... النظام كله بيدور حولين تقوية سلطات ونفوذ رئيس الجمهورية ... واجهزة الاعلام بتبرز صورته وامجادة فطبيعة الامر ان افكاره بترسم سياسة البلد طول ما هو موجود .. وهذا شىء طبيعى هيفضل هذا الامر طالما خصائص النظام على ماهى عليه اذا لم تتغير خصائص النظام فرئيس الدولة القادم هو الذى سيرسم التوجهات القادمة للبلد حسب مزاجه الخاص " السلطة المطلقة مفسدة مطلقة "
* اليس من الغريب ان تتحدث الحكومة دائما عن تهيئة مناخ الاستثمار لجذب المستثمرين فى حين تصر على تطبيق قاون الطوارىء سىء السمعة فما تفسيركم لهذا الموقف ؟ والى اى مدى تؤثر القوانين الاستثنائية بشكل عام فى صفو مناخ الاستثمار ؟
** الطوارىء تضمن نوع من الاستقرار للنظام لكن الثمن كبير وغالى ولكن الذى اخشى منه هو ان تلغى حالة الطوارىء وليس قانون الطوارىء ويوضع قانون للارهاب يقنن به كل ما هو موجود فى حالة الطوارىء بحيث يظل الوضع كما هو عليه فقانون الطوارىء يضر مصر كثيرا والناس التى تبرر قانون الطوارىء عندها قصر نظر لان استقرار الوضع سيكون بشكل مؤقت لكن هذا خطر على المدى البعيد .... وتؤدى الى عدم وجود نشاط اقتصادى ناجح وعدم وجود حيوية فى البلد وجهاز ادارى مترهل وفاسد وموظفين لا يقومون بعملهم والرشاوى بتكتر والنتيجة تكون77 % انسحبوا من الحياة العامة .... وهناك تراجع على مستوى التنمية وما هيكونش فيه مشروعات جديدة ناجحة هتطلع لانه فيه طوارىء وفيه فساد ................... صحيح انك ممن تكسب شوية هدوء لكن المقابل هو خسران طاقات خلاقة ومبدعة وحيوية سيحل بدلا منها لامبالاة وتكاسل وفساد .... والشخص المرتشى لا يرغب فى ائارة حنق النظام فهو لن يكون معارضا..........
*النظام يدعى انه يتمسك بقانون الطوارىء بحجةالخوف من الارهاب اليس من اللافت للنظر ان الانتخابات النزيه فى وطاننا العربى اجريت تحت الاحتلال فى الماضى فى مصر وفى الحاضر فى فلسطين والعراق ؟
** جرت فى دول كثيرة انتخابات وهى تعد بؤرة للقلق والاضطراب انظر فى اندونيسيا وهى ليست جنة تنعم بالديمقراطية والاستقرار وبها عرقيات متعددة وهناك اقليات تسعى كلا منها للاستقلال وجرت هناك عمليات ارهابية نوعية اكتشف بعدها ان وراءها شبكات ارهابية عالمية وهناك جماعات اسلامية مناوئة للنظام ومع ذلك جرت انتخابات نزيه ... اسرائيل تحاربنا من 50 سنة ومع ذلك عندها حريات و فى معظم دول افريقيا فى جنوب افريقيا الشعب منقسم قسمين يكره كلا منهما الاخر ومع ذلك صنعوا ديمقراطية ..... فنحن فى هذا الامر لا نشعر بأى شىء من الفخر على الاطلاق
*هل نحن امة على مفترق طرق ام نحن على اعتاب مستقبل مجهول ؟
** السؤال صعب والناس كلها تسأله ولكن لا توجد لدى أحد عناصر للإجابة عليه لكن بطبيعة الوضع الحالى العالمى لا توجد دولة تستطيع عزل نفسها عما يدور حولها فى العالم والذى يدور حولنا فى العالم قريب منا جدا بشكل كبير والمتغيرات الخارجية كبيرة لدرجة ان لها تأثير هائل اذا اضفت الى هذا حالة عدم الرضاء بل قل حالة الغضب فكل هذا ينبأ اننا على مفترق طرق ....ولو لم تكن هناك رغبة فى تكريس حالة الكبت عند الشعب فى شكل منتظم فلن يستطيع السيطرة عليها احد ... وعند ذلك كل شىء قابل للتحقق كل شىء ممكن ....البلد حولها نزاعات واضطرابات وفى الداخل بها قلق شديد وجهاز مناعتها بيضعف والاف الفيروسات فى الحياة تدور تقل لى ايه اللى هيضربه ما اعرفش لكن الاكيد انه مناعته ضعيفة فكل شىء ممكن .....

Read More

Services

More Services

© 2014 صلاح الدين حسن. Designed by Bloggertheme9 | Distributed By Gooyaabi Templates
Powered by Blogger.