أرشيف المدونة الإلكترونية

من أنا

صورتي
القاهرة
كاتب صحفي متخصص في الجماعات والحركات الاسلامية في مصر والعالم رقم هاتفي 0020109899843 salaheldeen1979@hotmail.com

Most Popular

الأحد، 9 مايو 2010

رحلتى إلى عالم الجن والعلاج الروحانى

صلاح الدين حسن
" عندما تكتحل الدنيا فى عين الانسان بمراود الظلمة ويدلهم الليل ويستطيل وكأنه الدهر دون أن ينبلج الفجر ويأتى الصباح ... وعندما تفترس الأنفس والأجساد أنياب الالم الوحشية فى الوقت الذى يعجز فيه العلم والطب عن وقف نزيف الألم الأخرس .... ننزع الى خلق حيلنا الدفاعية لإختراق المجهول ونرتمى فى أحضان الغيبيات والكائنات الإعجازية ..."... هذه الكلمات التى تنضح بالمرارة والالم كتبتها الدكتورة نادية رضوان أستاذة علم الاجتماع بكلية التربية جامعة قناة السويس فى مقدمة كتابها الشيق والممتع " رحلتى إلى عالم الجن والعلاج الروحانى " عندما وقف العلم عاجزا عن انتشالها من طوفان الألم الهادرفارتمت فى أحضان العالم المجهول وتبرز أهمية هذا الكتاب فى كون كاتبتة أستاذة جامعية تبنت المنهج الخاص بأدب السيرة فى سردها قصة رحلتها الى عالم الجن والعلاج الروحى ولهذا فقد التزمت بألا تتجمل لأن التجمل يخرج بالصورة عن حقيقتها إذ ان المصداقية هى الأساس المنهجي في سبيل رسم وتكوين الصورة الحقيقية بحلوها ومرها ومن ثم فقد جاء هذا الكتاب صادم لكثير من مشككى ومنكرى عالم القوى الغيبية وكائناته اللامرئية وينم عن جرأة لا حدود لها وسمت كاتبته بسبب كشفها بمنتهى الوضوح والصراحة والشفافية عن رحلتها إلي عالم الجن والتي خرجت منها بتجربة خلاصتها إن الاعتقاد ببعض الغيبيات ومنها الاتصال بالجن أى الإيمان بوجود الكائنات اللامرئية أمر لا ينبغى أن نصفه بالتخلف حيث تشير كل الأديان السماوية إلى بعض أشكاله وتؤكده كما أن الجمعيات الروحية المنتشرة في العالم الغربي وفى مصر تضم بين أعضائها خيرة العلماء والفلاسفة والمفكرين كذلك فإن المكتبة العالمية تضم آلاف الكتب حول الغيبيات كواقع غير مرئي لأن قدرتنا وإمكانياتنا العلمية الحالية لا ئؤهل الكثيرين منا للاكتشاف هذا العالم المجهول لنا إذ لا يعنى أنه مجهولا انه بالضرورة لا وجود له.وترى الدكتورة نادية ان الجن على وجه الخصوص من خلال الظواهر الخارقة التي عايشتها لا يستفيد منه سوى الشخص الذي يسخره حيث يحصل من ورائه على الأموال الطائلة فى المقام الأول إذ أن ذيوع اسم ذلك الشخص وانتشار شهرته في مجال قدرته على الإتيان ببعض الظواهر الخارقة يؤدى إلى تدفق الناس وارتمائهم على أعتابه والذي يؤدى بدوره إلى مكاسب مادية طائلة ......
..... في بداية كتابها تقوم الدكتورة نادية بإلقاء الضوء على بعض من جوانب حياتها الشخصية خاصة في فترة الطفولة والصبا فتلك الفترة هي التي تتشكل بمقتضاها سماتها الشخصية وبالتالي يتاح للقارئ أن يتمثل شخصيتها وحتى تتمثل لديها القدرة على تقييمها والحكم على مدى مصداقيتها خلال سطور الكتاب حتى يعيش مع تجربتها ......
فتصف بيتها القديم الذي كان مرتع طفولتها وموطئ لهوها ومرحها وزاد خيالاتها ورؤى أحلامها بأنه كان ذو حجرات واسعة وأسقف مرتفعة وحديقة كبيرة وأسوار عالية وبوابة حديدية ضخمة وتلتف من حوله الشوارع الهادئة التي تظللها أشجار الكافور العملاقة المتسامقة على الجانبين وكان هذا البيت يقع على مشارف الصحراء الغربية لمدينة حلوان والتي تمتد كسبانها الرملية كيلو مترات قليلة وحتى الشاطئ الشرقي لنهر النيل حيث كانت الشمس ترتمي في أحضان النهر العظيم ومع أن هذه اللوحة ذات الحسن والجمال كانت زاد خيالاتها إلا أنها أيضا كانت منبع مخاوفها وكانت هذه المخاوف تتعملق وتتزايد مع هجمات جيوش الظلام على فلول الشمس الغاربة وعندما كان يوصد باب البيت الداخلي ذو الدرجات القليلة المفضية إلي الحديقة المظلمة كانت تطلق لعقلها الطفولي العنان فتتصور إن ثمة أشباح وجنيات وغيلان تختفي وراء الأشجار المتنائرة وفى حنايا فروعها التي تلامس السماء وهى تعربد مع هبوب الرياح .... ويأتي صباح الطفلة ككل صباح جديد لا مكان فيه لارواح أو أشباح وأنما مزيد من المطاردة لجدتها ومربيتها من اجل مزيد من الحواديت عن الجن والعفاريت ورغبة متجددة في الدخول إلي عالم جديد من تلك العوالم وشوق ليس له حدود لمعرفة أوصاف الجن والعفاريت والشياطين والمردة وتقارن بين هذه الأوصاف وأوصاف ذلك المارد الآدمي الذي طالما أن رأته وقد انشقت الأرض عنه فجاة فى قلب الصحراء القريبة من بيتهاولم يكن هذا المارد سوى عسكرى الهجانة ..... ثم تنتقل الكاتبة الى رصد اول علاقة لها بالكنيسة التى كانت تقع خلف منزلها وكان ذلك عندما شاهدت عددا كبيرا من الأفراد الذين سرعان ما التفوا حول فتاة جميلة في ثياب العرس البيضاء متجهين إلي باب الكنيسة الخارجي بينما تعالت الزغاريد وكلمات التحيات والتهاني واستطاعت أن تدخل إلى الكنيسة بعد أن حشرت نفسها بين المدعوين فما لبثت أن أستغرقها مراسم العرس الاحتفالية بطقوسها الساحرة من الموسيقى والشموع وتسمرت قدماها وهى ترقب في خوف وعجب القساوسة في ملابسهم السوداء والفضفاضة الغريبة ولحاهم الكثيفة الطويلة ورأت لأول مرة صور وتماثيل السيدة العذراء وهى تحمل وليدها وصور القديسين والحواريين وبعد معرفة والدها بما كان منها انسكبت كلماته الهادرة الثائرة في ركبتيها المرتعشتين ثم تلقف العصا وانهار على قدميها المعلقتين في الهواء بواسطة أخواتها ولكنها رغم ذلك أعلنت تمردها رغم الكثير من" العلق الساخنة" ....
........ ثم تذكر الكاتبة أن أول من نزع بذرة الخوف من قلبها هي تلك الأميرة الألمانية العجوز التي تخطت المائة عام والتي كانت زوجة لاحد أبناء عائلة شكيب باشا فقد أحبتها هذه السيدة وقربتها منها وأدخلتها قصرها الموحش المظلم وبدأت تتجول في أنحاء القصر وتعودت أن تأنس إلى الفئران وهى تدور في أرجاء الغرفة ..... وبعد تخلصها من الخوف استمرت فى مواصلة تمردها فبعد التمرد على سلطة الأب تمردت على سلطة ألام ثم الأخ الذي تولى حمل راية القوامة بعد أبيها ثم التمرد على الزوج وكانت في كل مرة تتمرد كانت دائما تنتصر ولكن حياتها لم تكن سلسلة من الانتصارات فقد هزمها عجزها عن تفسير الظواهر الخارقة التي حدثت في حياتها بعد ذلك وكانت أولى هذه الخوارق قد وقع بعد وفاة والدها بعدة شهور فبعد أن أشار أنيس منصور في إحدى مقالاته التي نشرت فى جريدة الأخبار فى ذلك الوقت الى إحدى طرق تحضير الأرواح قامت بوضع سبت الخضار على قمة المنضدة وتم تغطيته بأحد المفارش الصغيرة الذي وضع أعلاه ورقة بيضاء خالية إلا من رسم بدائي لوجه آدمي وعينين وأنف وفم كما تم حشر قلم رصاص في قاعدة السبت يتجه سنه إلى أسفل وجلست هي وأخوتها أمام السبت من جانب وبإصبعي السبابة اليمنى واليسرى حاولت رفع السبت من جانبيه وفى مواجهتها جلس الأخ الأصغر ممسكا بالسبت بإصبعية ليساعدها فى رفع السبت من جهته ونزلت أيديهم بالسبت وهم يحاولون الاحتفاظ بتوازنه وارتكز سن القلم على الورقة البيضاء وبدأو جميعا في نفس واحد هى واخوتها يقرأون الفاتحة وقل هو الله أحد وسورة الكوثر ثم طلب أحدهم حضور روح والدها فلان بن فلانه وبعد المحاولة من جانبهم عدة مرات إذا بالسبت يتحرك في سلاسة ويسر فى حركة متناغمة وكتب القلم بخط جميل نعم أنا روح أبيكم فلان بن فلانه حتى انه كتب بدون أن يوجه له أحد سؤال " خلو أمكم تروح تصلى " ولمحت الام العبارة المكتوبة والخط الدقيق ورفعت يدها إلى صدرها فى فزع وأخذت تتراجع إلى الوراء قائلة" سلام قولا من رب الرحيم ده انا لسه مخلصة وضوء دلوقتى" وهرولت إلي حجرتها لتصلى ولكن بعد حين اكتشفت إن هذه الأرواح ليست أرواحا بل جان واكتشفت هذه الحقيقة بعد ان اخبرها أحد الارواح بأنه ليس روحا وان الذين تقوم بتحضيرهم مجموعة من الجن الكذبة......ثم انتقلت الكاتبة لتحكى قصتها مع الألم الذى بدأ يسكن رأسها ويعربد فبعد أن حصلت على رسالة الدكتوراة زارها الصداع وكان ضيفا ثقيلا تنام به وتصحو عليه ساعات اليوم الأربع والعشرين وبعد جولات ورحلات تسلمها من طبيب الى آخر وقال الطب كلمته لها فالصداع الذي كان يزلزلها هو صداع نفسى" وبلبعت " كل أنواع مضادات الاكتئاب والقلق ولكن دون جدوى فقررت ألا تستسلم للألم وان تتمرد عليه حتى لو كان ذلك عن طريق الجن والعفاريت فكان أن قررت أن تذهب مع إحدى صديقاتها التي كانت حاولت من قبل أن تقنعها بأنها ملبوسة إلى الحاج " س" الذي أخبرها إنها "معمول لها " ثم قام بافتراش سجادة في شرفت البيت الواسعة الخالية من أي أساس والمحكمة الغلق " بالالوميتال " وجلسا متربعا بعد أن توضأ وصلى وقد وضع إمامة مبخرة يتصاعد منها الدخان وطلب منها أن تحضر من المطبخ" حلة " مملوءة إلى نصفها بالماء ففعلت ذلك بنفسها وجلست في مواجهته وغطت الحلة بغطائها النظيف الذي غسلته بيديها وجلست زوجة عمها وجارتها يراقبان بعد أن نبهت عليهما أن " يصحصحا " فربما كان هناك شيئا مخبوءا في جيبه أو كمه وشمر الحاج "س" أكمامه وبدأ طقوسه وتحولت كل ذرة في كيانها إلى عيون مفتوحة وتأكدت تماما أنه لن يمارس معها أي لعبة من ألعاب الحواة وتناول الحاج "س" جرعه واحدة من المياه بعد أن قرأ عليه بعض الآيات القرآنية ثم وجه الكلام إليها قائلا " قولي ورايا يا ملك البحار اذا جبت لى حاجتي حأجيب لك رغيف عيش " وبدا الحاج " س" أنه يرى بعض الكائنات المجهولة وطلب منهم أن يحضروا كل أعمال السحر المدفونة والمكتوبة الخاصة بها ثم توقف لحظة وكأنما يترك الفرصة لهذه الكائنات أن تتحرك وتنشط لتنفيذ أوامره ثم طلب منها أن تضع يدها داخل أحد جوانب الحلة فإذا بيديها داخل الماء تقبض على كتلة من الطين اللزج في حجم قبضة اليد فكشفت بيدها عن غطاء " الحلة" فإذا بها ترى الماء الصافي وقد تحول الى اللون الطيني المائل للسواد ورأت في طيات الماء الأسود لفة يغلفها الطين المائل للسواد وأخرجت بيديها عشر قطع معدنية صغيرة مختلفة الأحجام بعضها على شكل الماشاء الله وبعضها على هيئة صلبان محفور عليها نوع من الكتابة غير المفهومة وخرجت يدها بمجموعه من قطع الدوبارة وقد تم عقد كل منها عدة عقد على أبعاد متساوية ثم طلب منها الحاج "س" أن تفتح اللفافة فإذا بها ترى ورقة محتواها عبارة عن رسالة موجهه من الشخص ذى القوى الشيطانية الخارقة الذي يقوم بتسخير الجن إلى الجني " شمهورش" وبلهجة آمرة مسيطرة تطلب منه تسخير كل أعوانه لإيذائها وكانت بعض أوامر التنكيل هي " عقد حياتها عقدة مجوسية لا يحلها جان ولا جنية ولا إنس ولا إنسية صبها بالصداع والهذيان " ولكن ظل الجني يعربد في رأسها وظلت آلام الصداع الرهيب وعادت مرة أخرى ترتمي في أحضان الطب والأطباء" وتبلبع" المهدئات والمسكنات لشهور طويلة حتى ذهبت مع إحدى صديقتها الى الشيخ " ع" وبدأت صديقتها تسرد قصتها التي كانت تسير بصورة طبيعية إلى أن جاء ذلك اليوم الذي كانت ترقد فيه فوق فراشها في المستشفى فور خروجها من حجرة العمليات وبينما امتلأت الحجرة بأفراد أسرتها وقع بصر أحدهم بالصدفة على بقعة من الدماء على هيئة كف آدمي على بلاط الغرفة أسفل سرير الحجرة المرتفع وما إن أشار أليها جاذبا أنظار الآخرين لها حتى برزت بجوارها بقعة أخرى مشابهة وبين ذهول الحاضرين وفزعهم أخذت هذه البقع تتكاثر وتنتشر حتى ملأت أسفل السرير بأكمله ثم اختفت جميعا خطوة واحدة وعاد البلاط ليبدو أمامهم نظيفا ولامعا وبعد ذلك أصبحت تشعر في غياب زوجها وكأن هناك جسدا آدميا يلتصق بها ليلا وكانت تشعر بأنفاسه تهب على وجهها وبدأت بعد ذلك من ومن وقت لآخر خلال النهار وعندما تكون بمفردها في المنزل تشعر أن هناك يدا تجذب ذراعها وتقبض عليه بقسوة وعنف وكان يتأكد لها أن ما يحدث ليس من نسج خيالها عندما كانت تكشف ذراعها لترى علامات حمراء داكنة على هيئة أصابع آدمية وتملكها اليأس بعد أن جالت بين الأطباء النفسيين في البداية ثم المشعوذين والدجالين والقساوسة والرهبان ومن بين غرائب جولاتها التي قصتها على الشيخ " ع" أنها ذهبت إلي راهب ممن ذاع صيتهم وبعد أن قام بإيقاد الشموع ورفعها على أعلى رأسها وهو يتمتم بالصلوات والأدعية وما كاد أن ينتهي من وضع نقطة من زيت المقدس على جبينها بيده الخالية حتى انبعث من جسدها جمرة نارية في حجم قبضة اليد تدحرجت على الأرض حتى استقرت تحت قدمي الراهب الذي أسرع بتلقفها داخل قمقم معدنى أعده خصيصا لذلك حيث قام بسرعة بإغلاق القمقم مستخدما في ذلك لحام القصدير ومع أنها بعد ذلك تحررت من كل أشكال الأذى التي كانت تتعرض لها من قبل إلا أنها سرعان ما بدأت رحلة المعاناة السابقة مرة أخرى ألا أن ما حدث لصديقتها في ذلك اليوم على يد الشيخ "ع" والذي رأته بعينها وعايشته بنفسها كان حقيقية مؤكدة لا يطولها شك فقد قام الشيخ بإجلاسها على كنبة وقام بقراءة بعض آيات القرآن على كوب من الماء وطلب منها تناول جرعة منه ثم أخذ يحدق في عينيها وهو يتلو الآيات القرآنية وما هي الا لحظات حتى انهارت في مكانها مرتمية على الكنبة في غيبوبة كاملة وما هي إلا دقائق قليلة حتى انتفض جسدها فجأة وبدأت حنجرتها في الانتفاخ التدريجي الذي وصل إلى حجم التفاحة الكبيرة وتحول شخيرها إلى صراخ آدمي تجلت فيه كل أشكال الألم والعذاب وكأن هناك من يخنقها وهب الشيخ واقفا وهو يطوح بيديه في الهواء ويهوى بها حولها فى عنف واذا بذلك الانتفاخ الذي تكور فى حنجرتها يتضاءل تدريجيا حتى تلاشى تماما على حين أسرع الشيخ بفتح باب الحجرة المفضي الى السلم وأخذ يطوح بكلتا يدبه فى كل الاتجاهات وكأنه يطرد شيئا خفيا خارجها ثم بدأت تفتح عينيها فى بطأ وهى تقول فى ضعف وتساؤل " هوه ايه اللي حصل هوه أنا نمت ولا إيه؟" ومنذ ذلك اليوم برأت صاحبتها مما كانت تعانيه وارتبطت حياتها بالشيخ وأفراد أسرته ورغم العسر المادي والحياة المتقشفة التي كان يحياها إلا انه كان يرفض تماما قبول أي مقابل مادي ورغم ان هذا الشيخ لم ينجح في علاج الكاتبة وأخبرها بأنه ليست " معمول لها أو ممسوسة " إلا أن علاقتها توطدت به وخاصة بعد أن نجح في علاج ابن شقيقتها محمد الذي كان يعانى من حالات القيء المستمر ومع انه عرض حالته على الأطباء في أمريكا والقاهرة إلا أن القيء لم يتوقف وانتهى به المطاف إلى ان يسكن فراش المرض في المستشفى ليحيا على التحاليل إلا إن الشيخ "ع" عندما نجح في طرد الجني الذي تكور في حنجرته خرج من بيت الشيخ إنسانا جديدا مختلفا لم يعد إلى المستشفى ولكنه عاد البيت.... ومن بين القصص التي عايشتها مع الشيخ " ع" ما حدث مع ذلك الشاب الذي كان طالبا من بين طلابها حيث أقعد المرض هذا الشاب بعد أن كان يمتلأ قوة وحيوية وعجز الأطباء عن علاجه إلا انه دخل للشيخ محمولا وغادره يمشى على قدميه ثم تنتقل الكاتبة إلى سرد قصتها مع الدكتور "ش" الذي كان طبيبا يعالج بأحدث أدوية العلاج النفسي ولكن فجأة أختفي هذا الطبيب ثم عاد بعد سبع سنوات ليكشف السر الغامض وراء اختفائه قال إن الجن اختطفوه واحتفظوا به معهم طوال هذه السنوات فى عالمهم المجهول وأنه عاش حياته معهم بكل شكل من أشكالها واستكمل معهم دراسته فى مجال الطب ولقنوه أسرارهم وعلومهم فى مجال العلاج من الأمراض وأنواع المس الشيطاني والتي يقال أنها أكثر تقدما بين الجن عنها بين البشر وذاع صيته بعد أن نجح في علاج الكثير من الحالات بكفاءة تعادل كفاءة كبار الأطباء وأصبحت الروشتة التي يكتبها لمرضاه تشمل أحدث الأدوية التى عرفها الطب الحديث إلا ان أدوية الجان لم تستطع أن تطرد الجني الذي يعربد فى رأسها وتؤكد الكاتبة أن تسخير الجان يكون هو الطريق للمال والنساء عند كثير من الأشخاص كانت هذه القناعة هي ما خرجت به إثر تجربتها مع أحد الأشخاص الذي تأكدت أنه أتى ببعض الأفعال الخارقة مثل معرفة أسمها واسم أمها و معرفة ما تعانى وجعل القلم يكتب في يديها من تلقاء نفسه ببعض الكلمات التي تشير بوسيلة العلاج التي يجب اتباعها إلا أنها بعد ذلك اشتبهت في محاولته العبث بجسدها فتركته وولت هاربة ثم تنتقل الكاتبة لتروى قصتها مع قسيس الكنيسة المعلقة الذي شرحت له أوجه معاناتها وبعدما استمع لها قام بوضع نقطة منه على إصبعه الذي رفعه ليمس به جبهتها وما إن مد يده بالزجاجة ليعيدها الى مساعده حتى تناول بسرعة خاطفة كوبا مليئا بالماء كان موضوعا أمامه ورفع الكوب على شفتيه وفجأة أطلق من فمه رذاذا من الماء الذي ملأبه فمه ليغطى وجهها به وبعدها ابتسمت في مرارة عندما أيقنت أن أبواب السماء ما زالت مغلقة في وجهها وأن الأب "ف" قد خذلها وتذكر الكاتبة قصة الفتاة طالبة الهندسة ذات الجمال الصارخ التي قابلتها فى مقر إحدى جمعيات العلاج بالقرآن التي أسسها حزب الأحرار فينما كانت تصافح الشيخ المعالج وقد وقفت الى جانبها طالبة الهندسة استعدادا للانصراف اقترحت عليه أن يرفع صوت السماعات المثبتة في الحائط حتى يرتج ويتزلزل المكان بكلمات الله البينات واذا بالفتاة الشابة تلتفت لها بحدة وغضب وقد اتسعت عيناها وتطاير منها نظرات وحشية غاضبة ثم صاحت فى هياج وهى تتساءل قائلة في استنكار هائل " يزلزل ؟يزلزل ؟ ده بيزلزلنى أنا " ثم تهالكت على الارض فى شبه إغمائه فأصبح الشيخ فى تهديد ووعيد متسائلا" أهلا هو انت حضرت؟ يا مرحب يا مرحب" وأخذ الشيخ في توجيه أسئلته إلي الجني الصغير بينما أخذت الفتاة وهى شبه نائمة تتكلم بصوت طفولى ولم يجد الشيخ المعالج بدا من التوقف وتأجيل إخراج الجني إلى جلسة ثانية وانتبهت الفتاة فجأة وكأنها كانت في سبات عميق واستمر الصداع فى عصفه برأس كاتبتنا فلم يفارقها لحظة واستمرت فى طرق ابواب عيادات الطب النفسي واستمرت أيضا في طرق أبواب مسخري الجان .... فكانت حكايتها مع الشيخ "م" الذي تعرفت عليه فى بيت أصدقائها الأثرياء وتصف الكاتبة هذا الشيخ بأنه كان مغرورا بالغ القبح ذا لكنة صعيدية وطلب منها الشيخ أن تكتب اسمها واسم والدتها والشكوى التي تشتكى منها في مفكرة كانت بجانبها على المنضدة ولكنها لم تأخذ من ورقة المفكرة بل أخرجت ورقة كانت قد كتبت علي جزء منها بعض الأشياء التى كانت تنوى شرائها وبعد أن قامت بالكتابة طلب منها تطبيق الورقة إلى اصغر حجم ممكن ووضعها في يدها ثم طلب منها فتح الورقة لتقرأ ما كتبه الجن فإذا بالورقة مكتوب فيها أن هناك عملا سفليا ولكن القصة لم تنتهي إلى هذا الحد بل أخذ ينادى إحدى الشغالات التي طلب منها إحضار الجردل المملوء بالرمل الذي تحتفظ به صديقتها من أجل كلبها الصغير ثم طلب منها أن تغترف بيديها قدرا من الرمل وتضعه على إحدى الجرائد التي قامت بفرشها ثم قام بطرقعة يده في الهواء ثلاث مرات فإذا بلفافة من القماش غريبة الشكل فى حجم كف اليد تستقر فوق الرمل من حيث لايدرى أحد وبعد ان قامت بفتحها وجدت مكتوب فيها بحروف متفرقة اعتادت على قراءتها "قرد" ثم أخبرها بأن هذا عمل من النوع السفلي ولكنها ما لبثت أن اكتشفت خبث نواياه وأدركت أن العلاقة بين هذا الرجل الشرير وبين أسرة صديقتي يحكمها القهر الشديد من جانب هذا الرجل لشعوره بضعف هذه الأسرة أمام قوته والخوف الشديد من جانب هذه الأسرة من قدرة هذا الرجل الشرير على إيذائهم ولكن بعد فترة زمنية استطاعت هذه الأسرة أن تتمرد على هذا الشرير رغم تهديده لهم وسرده عليهم كل أحاديثهم داخل جدران بيتهم وتفاصيل تحركاتهم داخله الذي كان يعرفها عن طريق الجن الذي يسخرهم. وفى نهاية الكتاب كانت المفاجأة التي ذكرتها كاتبته فبعد أن عرضت حالتها على طبيب مصري مغترب ينتمي إلي إحدى الجامعات الإنجليزية الكبيرة وهى جامعة ليدز أخبرها هذا الطبيب بأن احتمالات ذهاب الصداع بعد إجراء العملية غير مضمونة وان المخاطر من إجراء هذه العملية واردة فأخذت قرارها بضرورة سرعة إجراء العملية على الفور وبعد إجرائها أفاقت على صوت الطبيب المعالج وهو يهنئها على نجاح العملية وبدأ يشرح لها تفاصيل العملية لحظة بلحظة حيث قال انه قد أجراها عن طريق شق جراحي في الفك العلوي أسفل الشفة حيث قام المنظار ذو المشرط من خلال هذا الشق بالعبور خلف الأنف إلى جدار المخ وحيث قام بحفر ثغرة في الجمجمة بآلة طبية شبيهة بالشنيور أوصلته الى المنطقة التي تقع أسفل الغدة النخامية حيث وجد لدهشته أن هناك ورما صغيرا فى تلك الفجوة اسمه "أدينوما " والذي لم يظهر له أثر في الأشعة المقطعية أو أشعة الرنين المغناطيسي والذي قام بااستئصاله ثم قام بحشو الفجوة التي كان بها الورم بقطعة من الدهن التى كان قد أستئصلها من جدار البطن وحيث قام بعد ذلك بسد الثغرة التى أحدثهافى جدار الجمجمة بقطعة من العظم التى كان قد أستصلها من الحاجز الانفى حيث استخدم فى ذلك نوع من الصمغ الطبى فسألته فى معابثة" يعنى لو كحيت حتة العضم دى تخرج من مكانها" فضحك وهو يجاريها فى المعابثة قائلا " أصل الصمغ ده غير مغشوش" وبعد انقضاء فترة النقاهة المقررة شعرت وكأن رأسها قد تبدلت فقد فارقها الألم بصورة كاملة وماهى الا خمسة أشهر حتى شرفها ذلك الصديق اللدود الذي يبدو أنه قد وقع فى غرامها نعم قد عاد لها الصداع مرة أخرى وكانت المفاجأة التى أخبرها بها الاطباء بعد عمل إشاعة للرنين المغناطيسى على مكان العملية هى انه قد ذابت قطعة الدهن التى تم وضعها فى تلك الفجوة الموجودة داخل رأسها أسفل الغدة النخامية .... وعادت الى حيث بدأت ..... وذهل الطبيب ولم يجد تفسيرا لما حدث ...... وفى نهاية تجربتها التى طرقت فيها ابواب الاطباء كما طرقت فيها أبواب العالم اللامرئى تتسائل الكاتبة بعد مرور 14 عاما هل كانت حالات الشفاء التى تمت على يد الشيخ "ع" معجزة آلهية؟ هل كانت الآيات القرآنية التى رددتها شفتا الشيخ طرفا فيها ؟ هل كان عامل الايحاء بأن الشيخ صاحب كرامات هو العامل الاساسى ؟ .....هذه الاسئلة ربما طرحتها الكاتبة لتغص بها حلوق الماديين الملحدين الذين ينكرون كل ملا يحس ويجحدون ما وراء المادة ولا يذعنون الا لما يدخل المعمل وما يخضع للمجهر فهل يستطيعون بمقاييسهم المادية أن يفسروا لنا هذه القوى الخفية المجهولة .
صلاح الدين حسن

ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات

Services

More Services

© 2014 صلاح الدين حسن. Designed by Bloggertheme9 | Distributed By Gooyaabi Templates
Powered by Blogger.