من أنا

صورتي
القاهرة
كاتب صحفي متخصص في الجماعات والحركات الاسلامية في مصر والعالم رقم هاتفي 0020109899843 salaheldeen1979@hotmail.com

Most Popular

الاثنين، 4 أغسطس 2008

من وحى الفقر والحرمان والبهدلة فى اتوبيسات النقل العام


فجأة . داهمنى شعور بالفتور قطع نظرتى المتأملة فى طبق الفول الذى اعترته بفعل السنين القاحلة بعض من بقع سوداءو يتوسطه بقايا من فول مهروس تتخلله قطرات من الزيت الحار وبعض كسيرات من العيش الطبونه ... أخذت الطبق وأدخلته فى حركة ميكانيكية معتادة الى ما أسميته من باب المجاز مطبخ قائلا : " هيييه الحمد لله.. فضل ونعمة .. كده رضا قوى ... يعنى هننهب " ولكننى كنت متيقنا أن هذه الكلمات قيلت هذد المرة تغطيتا علىتلك الشعور الذى غزانى على حين غرة .. تجاهلت الامر وبدأت اشعال السيبرتاية وعلقت على الشاى قائلا : " يا سلام كباية الشاى دى بقه الواحد يحبس بيها بعد طبق الفول ده على النعمة حاجة يحسدنى عليها الملوك..." وبعد ان انتهيت من شرب قدح الشاى وتركته كالمعتاد جاف التفل عشان ما اسبش حاجة للشيطان ثم أخذت فى ارتداء ملابسى أمام مرآتى المكسورة عندها بدا لى شخصا أرتسمت على ملامحه علامات الدهر وكأنه أمضى سنين حياته تصارعه ايامها ....آه.... لقد تساقط شعرى وأثقلت أنفى من جراء مساند نظارتى التى تتخذ من عظمتى انفى مرتكزا لكى تحيط بعيناى الخضراوان ... أدرت ظهرى الى مرآتى المكسورة .. أنطلقت الى الخارج لممارسة نشاطى اليومى المعتاد فى عزيمة وهمة مصطنعتين ... حاولت كالمعتاد اجتياز الطريق لكى اقف على الرصيف المقابل وبعد نجاح عملية الاجتياز هذه انتابتنى فرحة غامرة تنتاب اى ريفى مثلى عندما يخترق طريق تندفع فية السيارات بشدة دون ان تتوانى ... استتبعت هذه الفرحة فرحة أخري فقد بدا لى من بعيد الثمانين شرطتين وعندما اقترب انقضت عليه فى حركة بهلوانية وهومازال يسير كصياد محترف اصطاد فريسته الثمينة .. فبأقل من نصف أجرة الميكروباص سأصل إلى هدفى ... بعدما تمت عملية الركوب ما لبثت عينى ان زاغت الى خارج الاوتوبيس عبر زجاجه المهترأ القديم واخذت ارنو الى السيارات الفارهة فأغار على هذا الشعور من جديد فقاومته بشدة قائلا لنفسى : غريب حقا امر الانسان الم يكن فى الماضى من يمتلك فرسا لترحاله هو من علية القوم يأخذ شهورا لكى يصل الى هدفه لماذا تتبرم الان من الاتوبيس الم يكن تكييف الملوك فى العصور البائدة ريشتين يلوح بهما عبدين أسودين على وجه الملك والان يتبرم الإنسان من المروحة ويريد التكييف لماذا يزهد الإنسان فيما يألفه هل ركاب العربات الفارهه يشعرون بالرضا أم كل شيء بالعادة يفقد رونقه ظننت أنى تثبت بفلسفتي هذه ... فأخذت قرارا منفرد الجانب دون مشاورة رفاق المطحونين معي فى الأتوبيس بالانفصال عنهم جسديا بدون خسائر وقذفت بنفسي خارجه راكضا خلفه عدة أمتار في حركة لا إرادية .....سأستكمل طريقي سيرا على الأقدام إلى حيث مكان عملي ... هم هناك بلا قلب في مدينة بلا قلب كم هي قاسية لا تشعر بقلب مغترب ملتاع جياش هى تحطمه هى تسحله بكلماتها الجارحه بماديتها الطاغية لانها تغار من ذوى القلوب فتريد أن تخلع قلبه ليصبح مثلها بلا قلب ... أنحرفت فى روحتى حيث الشوارع الفرعية فى أحد أحيائها الراقية ... أشتممت نسمة عبير تهف من الازهار التى تعترى اسوار الفلل التى كثرت بالمكان انتابتنى نشوة منعشة وددت لو الا اترك عبق هذا المكان وامضى الى حيث حييى الشعبى المتواضع وحرارة سكنى المكتوم .... أخذت امشى ببطأ مترنحا ورزاز الشذا يتسلل إلى أنفي عبر هواء الزفير المفتعل عندها داهمنى ذالك الشعور من جديد وودت لو تسلقت جدران هذه الفلل متمشيا في حدائقها الغناء اشتم رائحة الورد البلدي التي اعشقها عائما في حمامات السباحة ذات الماء الأزرق العذب ... تزيغ عيني على العربات الفارهة تقتحم أبواب القصور تتصاعد منها ضحكات الصبايا الفاتنات في هستيرية حاسبين إنها تتلاشى في الهواء لم يدركن أنها تخترق قلب مكبوت محروم لا يستطيع ان يكمل نصف دينه فكيف وهو يراهم كحور السماء ذوى اصوات ناعمة ونظرات ساحرة وأجساد بضة ومشيات مائلة مميلة تفوح من أجسادهن النافرة أطيب العطور الفرنسية ... تمنيت لو آني مكان أحد اصدقائهن المرافقين لهن اجلس بجانبهن و اتسامر معهن و تلمس احداهن بيديها الرقيقتين جبهتى المبتله من حرارة الجو فترطبها تسير معى الى هذه النوادى التى تخطفنى اضوائها والتى يدخلها اصحاب الازياء الفاخرة...... الا من تشترينى بقليل من زوايا عينها..الا يتغير الحال ... فجأة ... اقتحمت سيارة مندفعة بسرعة نحوى فقذفت بنفسى فى الاتجاة المعاكس... اخرج السائق رأسة من نافذة سيارته صارخا فى وجهى قائلا : فوقوا بقة يا اولاد الكلب


ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات

Services

More Services

© 2014 صلاح الدين حسن. Designed by Bloggertheme9 | Distributed By Gooyaabi Templates
Powered by Blogger.