من أنا

صورتي
القاهرة
كاتب صحفي متخصص في الجماعات والحركات الاسلامية في مصر والعالم رقم هاتفي 0020109899843 salaheldeen1979@hotmail.com

Most Popular

السبت، 21 فبراير 2009

خرق سفينة الدعوة ... مبرر الاخوان لحذر النشر



صلاح الدين حسن


قامت جماعة الإخوان المسلمين منذ أيام قليلة بتوزيع منشور على قواعدها يحمل عنوان: "لا تخرقوا سفينة الدعوة" لم توجه فيه الجماعة انتقادًا لاذعًا وهجومًا عنيفًا على كل من يبدي آراء منتقدة للجماعة وقياداتها علنا وخارج إطار الجماعة فحسب، بل إنه جاء في سياق لغة تربوية وتكليفً منهجي وتنظيمي بدا أن القصد منه هو توجيه القواعد الإخوانية إلى الاتجاه المحافظ في الجماعة، وتحصينها من موجة التيارات الانفتاحية الجديدة التي هبت رياحها مع خريف الحراك السياسي المصري مطلع الألفية الثالثة والتي أظهرت التمايزات الفكرية بين كوادر الجماعة، وكان من أبرز تجلياتها ظهور حركة المدونين الإخوان التي أزعجت قيادات الجماعة، ولم تستطع أن تتجاهلها فحاولت احتواءها عاطفيا وتنظيميا عن طريق عقد لقاءات ودية مع رموز المدونين والعاملين في مجال الصحافة والإعلام والذين يتبنون مواقف تخالف آراء قيادات الجماعة.
ومع أن المدونين أنفسهم أعلنوا عن فشل هذه اللقاءات؛ بسبب ما وصفوه بسياسة "الاحتواء لا الحوار" التي اتبعتها قيادات الجماعة وعلى رأسهم محمد مرسي الذي يعد صقرا من صقور مكتب الإرشاد، إلا أن الجماعة واصلت المحاولات، وأظهرت سياسة جديدة في لقاءات أخرى مع مدونين وصفها المدون الشهير مصطفى النجار وقتذاك بأنها ناجحة. لكن اللافت أنه بالتوازي مع سياسة الاحتواء قامت قيادات الجماعة بتوزيع ملفات دراسية على أسرها تتضمن منشورًا كان في الأصل عبارة عن مقال لأحد الصقور التربويين في الجماعة وهو إسماعيل حامد يضع فيه محددات وآليات تربوية وتنظيمية لعملية الاختلاف الداخلي وإبداء الرأي داخل الجماعة، وقد لقي هذا المقال ردود أفعال غاضبة من رموز المدونين الإخوان وكتبوا تدوينات ردوا فيها على الآراء التي طرحها حامد، منها على سبيل المثال ما كتبه الدكتور مصطفى النجار أحد مدوني الجماعة، قائلا: "وزع الأستاذ الفاضل صكوك الغفران وشارات الانتماء طبقا لوجهة نظره، بينما نزع الولاء والانتماء والوفاء والفهم عن كل من خالفه أو فعل شيئا سيادته غير مقتنع به، فالكل قد خرق سفينة الدعوة وهو وحده -بارك الله فيه- مسئول عن تحديد ذلك...".
ويبدو أن الجماعة تعاملت بوجهين الوجه الأول مع شباب المدونين الذين حاولت احتواءهم ظاهريا لدحر خطرهم الفكري، وفي ذات الوقت قامت بتأمين قواعدها وتطعيمهم ضد خطر انتشار فيروس الأفكار الجديدة التي انتشرت في الفضاء الإلكتروني واستخدمت خطابين خطابا لمنتسبيها الجامحين يبدي قدرا كبيرا من المرونة، وخطابا آخر في غرف الأسر المغلقة يبدي سياسة الجماعة بشكل أكثر وضوحا، ويكشف حقيقة تمكن التيار التقليدي فيها، وهو ما يظهره المنشور بوضوح؛ فقد عدَّد مظاهر وصور هذا الخرق، وكانت الجماعة قبل ذلك تبتعد عن تحديد صور وآليات محددة تنظم العلاقة بينها وبين أجنحتها العاملة في مجال الكتابة والصحافة والتدوين، وهو:


"من يخالف قرارا صدر من قادة دعوته بعد مشورة تنظيمية ويجاهر بخلافة في وسائل الإعلام، ومن سمحت له نفسه بأن يتطاول على أساتذته في الدعوة دون مراعاة وداد لحظة سابقة، ومن يتجاوز كل القنوات الشرعية والتنظيمية للنصيحة وإبداء الرأي ويعرضها على الملأ، ومن لم تجد إلا عالم الإنترنت لتكتب رسالتها إلى والدها المرشد، وتركت كل قنواتها الشرعية والتنظيمية -في إشارة إلى المدوِّنة الإخوانية التي انتقدت مرشد الجماعة على مدونة، ورفضت الحوار مع قيادات الجماعة في غرف مغلقة- ومن لا يجد إلا رسائل الطعن في جماعته عبر المدونات فينقلها إلى الصحافة بدون وعي، ومن لم تجد إلا عالم التدوين لتنفس عما في نفسها تجاه دعوتها، ومن يستجيب لشبهات الآخرين ضد قادة دعوته ويجاريهم في أطروحاتهم دون تبين وجه الحق، ومن حركته دوافعه الشخصية لا همومه الدعوية وانتقص من دعوته وقيادته، ومن شغلته رغباته الذاتية عن أهداف سفينته الدعوية، ومن عبر عن رأيه بصورة جارحة وبغير التزام بأدب النصيحة وفي كل باب مفتوح له، ومن احتضن تجمعا عاما عبر قنوات غير تنظيمية لفرض رأي مغاير لسياسة دعوته وقادته، ومن تناجى دون قيادته وأحدث في دعوته جيوبا هنا وهناك، ومن طعن في آلية اتخاذ القرار في دعوته وطعن في قياداته وشكك في مصداقيتها متهما إياها بالقعود والتخاذل، واصفا إياها بالتردد في سياستها أو أنها صاحبة صفقات رخيصة...".
وكان القيادي التربوي في الجماعة إسماعيل حامد قد كتب مقالا نشره موقع الجماعة الرسمي حمل العنوان ذاته، وقوبل بهجوم عنيف من مدوني الجماعة وقتها، وقالت مصادر في الجماعة إنه يعبر عن رأي صاحبه، إلا أن الجماعة منذ أيام قليلة قامت بتوزيع هذا المقال بعد إعادة كتابته بشكل مفصل على قواعد الجماعة بالمحافظات لدراسته ضمن مناهج الأسر التي لا يقل تراتيبها التنظيمية عن أسر العاملين والمنتظمين، في حين حجبت عن أسر المؤيدين والمحبين والمنتسبين، ووضعت الجماعة هذا المنهج في قائمة المناهج السرية التي يجب ألا يطلع عليها أحد".
توجهنا بالسؤال إلى مسئول التربية في الجماعة محمود عزت عن أسباب تحول مقالة قالت الجماعة وقتها إنها لا تعبر إلا عن رأي صاحبها إلى منهج تربوي يدرسه أعضاء الجماعة في الأسر، برغم ما لقيه المقال من اعتراض كبير بسبب ما تضمنه من رفض صريح للرأي الآخر.. رفض عزت تأكيد أو نفي الموضوع، معتبرا أنه ليس أوانه الآن الحديث فيه، فاعترضنا حديث عزت بسؤال: إذا كان هذا ليس أوان الحديث في هذا الموضوع فلماذا تم توزيعه على قواعد الجماعة في هذا الوقت؟ فطلب عزت معرفة المحتويات فأجبناه وذكرنا له الصور التي ذكرناها بداية، فقال عزت: إن هذه المسائل ليست محلا للحديث فيها إلى وسائل الإعلام.
ومن جهته، رفض جمعة أمين الإجابة عن سؤالنا له، مبررا ذلك أنه لا يجوز أن نتحدث في مثل هذه المسائل في ظل ما تعانيه غزة الآن، مضيفا أنه لا يتحدث إلى الصحافة أصلا.
صحفي مصري

ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات

Services

More Services

© 2014 صلاح الدين حسن. Designed by Bloggertheme9 | Distributed By Gooyaabi Templates
Powered by Blogger.