صلاح الدين حسن
القاهرة - أعلن د.عصام العريان المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين السبت 22-1-2011 أن جماعته تقف "مع الحركة الوطنية المصرية إذا حدثت هبة شعبية" كالتي حدثت في تونس، مؤكدا أن الجماعة "لديها رغبة قاطعة أن يكون لديها حزب سياسي".
وفي مقابلة خاصة مع شبكة "أون إسلام"، اعتبر العريان أن الإخوان في مصر لديهم مرونة كحركة النهضة (إخوان تونس)، محذرا – في معرض أول تعليق للجماعة على سماح حكومة الوحدة التونسية مبدئيا بمنح الشرعية القانونية لكافة الحركات السياسية بما فيها حركة النهضة (إخوان تونس) - من أن سياسة اقصاء الإخوان من الحياة السياسية في مصر لا يمكن أن تستمر من جانب النظام وستؤدي إلى "انفجار شعبي".
وفي تعليق على قرار الحكومة التونسية، أكد المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين "أن جماعته مستعدة لأن تحذو حذو حزب النهضة التونسي (في العمل تحت إطار وضوابط الشرعية والمؤسسات الدستورية)، وذلك إذا تولد عند الحزب الحاكم في مصر رغبة حقيقية في إعطاء جماعته رخصة قانونية".
وأشار العريان "إلى أن أحد أهم خصائص جماعة الإخوان المسلمين هي المرونة والتعامل مع الواقع بحكمة دون التخلي عن القطعيات والثوابت الإسلامية".
وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت جماعة الإخوان المسلمين في مصر لديها القدرة على القفز على إشكاليات تجاوزتها حركة النهضة في تونس بالفعل (كإشكالية العلاقة بين الدعوي والسياسي أو بالقبول في الاندماج الكامل مع النظام السياسي القائم في البلاد دون اصطدام بهذا النظام ودستوره) أجاب العريان بقوله: "نحن مستعدون لكل ذلك؛ فالنهضة في تونس تنطلق من نفس منطلقات مدرسة الإخوان المسلمين".
وبرر قفز حركة النهضة على هذه الإشكاليات منذ زمن بعيد بـ"اختلاف الحالة المصرية عن الحالة التونسية التي تعرضت فيها حركة النهضة إلى قمع شديد من قبل نظام زين العابدين بن علي اضطرتها إلى القفز على إشكاليات من هذا النوع الذي ذكرته".
"نقف مع هبة شعبية"
وأضاف العريان: "كما أن الطبيعة في مصر اختلفت فمصر تظل بلدا إسلاميا لم تنجح الحملة التغريبية فيه فظل شعبها متمسكا بثقافته الدينية ومحتفظا بطبيعته المحافظة عكس بلدان أخرى".
وأكد العريان أن "الظروف في مصر متشابهة مع النظام التونسي والاختلاف فقط في الدرجة والكمية -درجة القهر ودرجة تجفيف المنابع- فظروف مصر أقل حدة من التي كانت في تونس ونحن نعتبر أن الاستفادة الحقيقية التي حدثت في تونس يجب أن تكون لكل الحركات الإسلامية".
على صعيد متصل، أعلن العريان أن جماعته تقف "مع الحركة الوطنية المصرية إذا حدثت هبة شعبية" مؤكدا أن الجماعة "لديها رؤية واضحة ولديها عدة برامج لأحزاب سياسية ورغبة قاطعة أن يكون لديها حزب سياسي كما أن لديها رؤية لعلاقة الحزب السياسي بالحركة الدعوية والتربوية فإما أن يكون جناحا سياسيا لها وإما أن تتحول كاملا إذا كانت الظروف تسمح لأن تتحول الحركة إلى حزب سياسي يكون له دور كبير في المجتمع ودور كبير في رسم السياسات".
وشدد العريان على أن الاستفادة مما حدث بتونس "يجب أن تكون لكل الحركات الإسلامية في العالم العربي سواء في تقييم مشاركتها في الحياة السياسية المقيدة التي تكون أحزاب ليس لها قدرة على تنفيذ برامجها -وهذا موجود في الدول التي فيها أحزاب سياسية وتعددية مقيدة شكلية أو تجميلية- أو أن تكون مشاركة في إحداث التغيير بإمداد الجماهير وشعوبها بالطاقة الإيمانية للصمود في وجه الظلم والطغيان ورفع المطالب الحقيقية وربط المطالب الاقتصادية بالمطالب السياسية العليا وصبغ ذلك بالصبغة التي تحقق هوية الأمة وحضارتها".
وراى أن الاستفادة يمكن أن تكون أيضا "بالاستعداد لما بعد حدوث التغيير المنشود سواء للمراحل الانتقالية أو للمرحلة التي يكون فيها التغيير شاملا ويكون فيها حياة ديمقراطية تسمح بوصول الإسلاميين للسلطة في ظل دستور ديمقراطي أو حياة سياسية حقيقية".
وحول الرسالة التي توجهها جماعة الإخوان للنظام في هذا الشأن يقول العريان: "نحن لا نوجه رسائل.. نحن رفعنا مطالبنا، لكننا نقول للنظام «العاقل من اتعظ بغيره»، وأنه لا يمكن أن تستمر السياسة الإقصائية للإخوان وللمعارضة من الحياة السياسية ومن البرلمان لأن استمرار هذه السياسة سيؤدي إلى انفجارات شعبية أصبحت ماثلة أمام العيان بعد أن كانت يستبعدها الناس".
السبت، 22 يناير 2011
العريان : إقصاء الإخوان سيقود إلى إنفجار شعبي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات