من أنا

صورتي
القاهرة
كاتب صحفي متخصص في الجماعات والحركات الاسلامية في مصر والعالم رقم هاتفي 0020109899843 salaheldeen1979@hotmail.com

Most Popular

الأحد، 15 مايو 2011

الاعلام.. وشيطنة السلفيين.. من الظالم ومن المظلوم؟




صلاح الدين حسن
قبل ثورة 25 يناير كان الحضور السلفي في وسائل الاعلام المصرية باهتا فلم تكن السلفية بتياراتها المختلفة مادة مطروحة للتناول الإعلامي ولا لتسليط الأضواء؛ وربما رجع ذلك لانسحاب هذه التيارات من الساحة السياسية واكتفائها بمساحة الوعظ في فضائياتها تماشياً منها مع القيود الأمنية التي سمحت لبعض رموزها بالظهور شريطة التزامها بهذه القيود، في حين التزمت رموز أخرى بعدم التحرك من مساجدها وبقائها بين جدرانها ورفض الجميع المشاركة في اللعبة السياسية.
تحول الأمر بعد الثورة المصرية التي لم تشارك فيها غالبية هذه التيارات السلفية؛ وخرج السلفيون في مؤتمرات حاشدة أظهرت منهم قوة لا بأس بها في أول مرة شاركوا بقوة في التصويت في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، معلنين موقفهم الموافق بشدة من أجل الإبقاء- حسب رأيهم- على المادة الثانية من الدستور، وفي هذه الاثناء تصاعدت تظاهرات السلفيين للمطالبة بالإفراج عن وفاء قسطنطين وكاميليا شحاته (المسيحيتين اللتين أسلمتا وتحتجزهما الكنيسة) ربما لكل هذه الأسباب تحولت عدسات الكاميرات وأقلام الكتاب والصحفيين نحو الظاهرة السلفية التي لم يكن يعرف عنها أحد الكثير حتى وقع حادث كنيسة إمبابة، فشن الإعلام المصري حرباً ضروساً عليهم متهما إياهم بالتسبب في أحداث الفتنة، لكن السلفيين رأوا أن الإعلام قد تحامل عليهم وأنهم برءاء من هذه الاتهامات.
إسلام أون لاين.نت استطلعت آراء عدد من السلفيين والإعلاميين عن أسباب تكثيف الاهتمام الإعلامي بالسلفيين، وإصرار بعض وسائل الإعلام على إسناد عدد من الاحتقانات والأزمات الطائفية إلى السلفيين، مع أن كثيراً من الشهادات تبرئُهم مما جرى في إمبابة.
السلفيون: الإعلام متحامل
القيادي السلفي السكندري الشيخ عبدالمنعم الشحات يرى في تصريحاته لـ "لإسلام أون لاين" أن " الإعلام تحامل على السلفيين بقدرٍ كبير جداً " ويصر الشحات على أن يرجع بنا إلى بداية أحداث إمبابة لأنه يرى أنها لازمة لفهم الأحداث وكيف أن الإعلام لم يكن محايداً في تناول الحدث ويقول "هناك رجل أتى مسجداً موصوفاً بأنه مسجد للسلفيين وهذا لا يعني أنه مسجد كل المصلين فيه كذلك ثم استغاث هذه الرجل بهم لأن زوجته كانت نصرانية وأسلمت وتزوجت منه بعد إسلامها ثم اختطفت وأنه جاءه منها اتصال وأخبرته بأنها في المنزل الملاصق في كنيسة مارجرجرس".
ويرى الشحات "أن التصرف التلقائي للمسلمين في مصر وغيرها أنهم يندفعون إلى هذا المكان لإنقاذ تلك المخطوفة" ولكن الشحات يؤكد على أن "السلفيين استطاعوا إقناع هؤلاء بأن الامر ينبغي أن يتم عبر أجهزة الامن وهذا هو الموقف الشرعي والقانوني الذي من المفروض أن يُشكرهم الاعلام عليه إلا إذا كان الإعلام يريد منهم أن يكونوا ذوي بلاده وانعدام مروءة بأن يتركوا تلك المخطوفة حتى بغض النظر عن قصة الاسلام أو أن يتعاملوا مع الاستغاثة بلا مبالاة؛ لكن هم تعاملوا معه بجدية من جهة وبطريقة قانونية من جهة أخرى وهذا قمة الانضباط وبالفعل جرت الامور في هذا الاتجاه وحضرمدير أمن المحافظة وتفاوض مع الكنيسة وفتحت الأبواب ومع فتحها تم إطلاق النيران وهذه الرواية في حكم المؤكدة ".
لكن بعد هذه النقطة ما الذي جرى يجيب الشحات قائلا "دعك من كل ما حدث بعد هذه النقطة لأنه شيء طبيعي أن تدخل الامور في هرج ومرج وردود فعل منضبطة وغير منضبطة " إلا أن الشحات يعود ليستدرك " ومع ذلك نحن لم ندافع عن شخص أدين في رد فعل غير منضبط بعد هذه النقطة ولكن لماذا لا يبرز الاعلام أن الفعل من السلفيين كان في قمة الانضباط وأن رد الفعل النصراني كان في قمة الخرق للقانون وللأعراف وازدراء للسلطة الرسمية مع وجود الشرطة ".
العالم: الإعلام يعكس الواقع
نقلنا شكوى عبد المنعم الشحات إلى الخبير الإعلامي صفوت العالم الذي لا يرى في الاعلام المصري متحاملاً على السلفية ويرى في تصريحاته لـ "اسلام أون لاين" أن: "المشكلة الأساسية أنه ليس هناك معلومات ذات طبيعة رسمية وبالتالي هناك مشاهدات وهذه المشاهدات منقولة من أفراد وبالتالي تحتمل الخطأ والصواب والتأويل وتعتمد على المظهر فمن الممكن أن أقول أن هذا الشخص من اتجاه معين لأن هيئته الشكلية تعبر عنه فلو أنه له لحية ويرتدي جلباب سأتنبأ بأنه من اتجاه معين ومن هنا ينشأ التأويل".
وكانت قد انتشرت على موقع "يوتيوب" مقاطع فيديو لشخص من ذوي السمت السلفي – لحية كثة وجلباب أبيض – يهدد فيه بحرق كنائس إمبابة كلها وقبل ذلك كان قد ظهر مقطع آخر للشيخ محمد الزغبي وهو يهدد فيه حال عدم استجابة الكنيسة لتسليم كاميليا شحاته للنيابة العامة فأنهم سيقومون باقتحام الكنائس لإخراجها.. فكيف يوفق المتابع بين الرأي السلفي الرسمي الذي يندد بالاعتداء على الكنائس وبين مقاطع الفيديو التي تنسب للسلفيين يهددون بالاعتداء عليه .
الخبير الاعلامي صفوت العالم يفسر هذه الظاهرة بقوله " الشخص الرسمي يكون محنك في التعامل مع وسائل الاعلام لكن الشخص العادي يتعامل بفطرته".
لكن علي عبدالعال وهو -صحفي وباحث سلفي – يرجع في تصريحاته لـ " إسلام أون لاين" ما يسميه بالهجوم الاعلامي على السلفيين بأن معظم وسائل الاعلام إما مملوكة لأقباط مثل رجل الأعمال المصري نجيب سويرس أو مملكوكة لعلمانيين معادين للتيار السلفي.
لكن صفوت العالم يرد على هذا الاتهام بسؤال طرحه علينا فحواه : هل أنا كمصدر فرقت بينك وبين صحفي آخر فأنت من موقع اسمه اسلام أون لاين بالتأكيد دعمه ليس قبطياً.
ويكمل العالم "يلاحظ شيءٌ: أن عدداً من الذين يوصفون بالسلفية قبل شهور قليلة ما كان يمكن أن يظهروا في الاحداث العامة لكن اليوم في أي شأن من شؤون الأحداث العامة يتم استضافة بعضهم ويظهر بمضمون فكري معين وبأزياء محددة ".
ويشير صفوت " واضح جداً أن المناخ الذي وجد بعد إلغاء مباحث أمن الدولة تحديداً تصوره بعضهم خطأ وتصور أن الحرية متاحة لأي اتجاه أن يفرض إرادته وبالتالي هناك مشاهد معينة لسلوكيات معينة تم إبرازها ".
ويقر العالم بأن "الاعلام لم يختلق أحداثاً، لكن الاعلام يُجلِّي أحداثاً عن أحداث أخرى؛ فالإعلام لم يخلق الشخص ذي اللحية الذي ظهر وهدد بإحراق الكنائس والاعلام لم يخلق حدث الكنيسة ولا حرقها بل يتناول الاحداث ويعكسها وقبل شهرين كانت هناك حوادث مماثلة فلماذا لم يقل أحد أن السلفيين هم المسؤولين عنها".
ويفسر العالم ذلك بقوله " لأن السلفيين بدأوا يظهرون على الساحة ويفرضون أجندتهم على الدولة كلها في مسجد النور مرة وفي موضوع كامليا والمنيا وقنا مرات أخرى وهذا الذي أشعل الجانب الآخر من الشاطئ ( الأقباط )".
إعلام انتقائي
لكن عبد المنعم الشحات لا يرى من طريقة عرض صفوت العالم طريقة جيدة في عرض تسلسل الاحداث ويقول الشحات "أنا ذكرت لك انه بعد عرض اطلاق النيران كان لابد ان توجد ردود أفعال غير منضبطة".
ويسأل الشحات : "هل هذا الرجل الذي هدد بإحراق كنائس إمبابة تورط بالفعل في إحراقها ؟ الأمر الآخر عندما أحرقت كنيسة بالفعل فمن الذي قام بإطفائها ؟"
يجيب الشحات قائلاً : "الشهود العيان يقولون: إن أول من قام بإطفائها هم السلفيون " ويرى الشحات أنه "تم التركيز على تصريحات الرجل ذي الهيئة السلفية مع إغفال تسلسل الاحداث كيف صار، أو اعتبار أن مجرد الاستجابة للاستغاثة لأنها صادرة ضد الكنيسة فهو أمر غير أخلاقي وورط البلاد في فتنة وهذا هو الخطر ذاته الخطر هو أن نعتبر أن للكنائس وللنصارى حصانة تسمح لهم بكل بفعل أي شيء".
ويعود الشحات ليؤكد أن السلفيين مع : "التعايش السلمي لكننا لسنا مع إنه إذا طلبت منا استغاثة من كنيسة نقول لا حتى لا نثير فتنة طائفية بل إذا تأكدنا أن هناك مسلماً أو مسلمة معتدى عليهم من نصراني نقول لا للعدوان حتى لا تكون هناك فتنة طائفية ".
فوزي : السلفيون ظُلموا
أما الباحث القبطي سامح فوزي فيفاجئنا بقوله: "إن الإعلام قد تحامل على السلفيين مع الاقرار بأخطائهم ويرجع فوزي في تصريحاته لـ "اسلام أون لاين" الأزمة إلى حالة احتقان شعبي وقفت النخبة عاجزة عن فعل شيء إزاءه كما يرجع سامح الأزمة إلى ضعف دور الدولة في فرض سيادة القانون ويؤكد أن الازمة أكبر من حدث إمبابة الذي تسبب فيه بالأساس شخص قبطي وهو رجل صاحب المقهى عادل لبيب الذي استخدم سلاحاً نارياً ضد المتجمهرين، لكن الإعلام تعامل مع القضية بشكل عاطفي وليس مهنياً ربما لأن السلفيين متشددون أو أنهم كانوا أحد أطراف الشحن الطائفي بعد تفجر قضيتي وفاء وكاميليا.
ويعود علي عبدالعال ويؤكد على "أن السلفيين كان لهم دور كبير في التهدئة وعلى رأسهم الشيخ محمد علي والشيخ حسن أبو الأشبال ومع ذلك ركز الإعلام على شخص سطحي لا علم لديه واتُّخِذَ ذريعة لاتهام تيار بأكمله ".
ويشير عبدالعال إلى أن "التيار السلفي له علماء معروفون كالشيخ محمد حسان الذي كان له دور في التهدئة في أحداث كنيسة أطفيح ولا يَكَلُّ من ذكر أن مصر نسيج واحد".
ويهاجم عبدالعال الإعلام بضراوة قائلا :" الاعلام مغرض وكذاب ولا يقول الحقيقة مطلقاً وهو يحاول أن يقول: إن الأقباط مضطهدون، فكيف وهم الذين أطلقوا النيران وهم الذين اختطفوا الفتاة".
ويرجع عبدالعال هذا الهجوم على السلفيين من قبل الاعلام إلى أن السلفيين " اثبتوا وجودهم في الشارع يو طرحت التعديلات الدستورية فبدأ النصارى يشعرون بأن السلفيين قوة تصويتية كبيرة في الشارع ومن يومها والهجوم عليهم مستعر".
ويصف عبدالعال السلفيين بـ "الفشلة إعلامياً لأنهم ليس لهم قناة ولا صحيفة ولا متحدثيين إعلاميين وهذا جزء من المشكلة ".
الإعلام محايد
سألنا منير أديب – الصحفي بقسم الاسلام السياسي بجريدة المصري اليوم – عمَّا إذا كانت هناك حملة موجهة ضد السلفيين وعَّما كان يعكس الحقيقة على الأرض دون تدخلات من الإدارة التحريرية في صحيفته فنفى أديب في تصريحاته لـ "إسلام أون لاين"أن يكون هناك تدخلات أو محاولة للتزييف في نقل الواقع وأرجع أديب الإشكالية الإعلامية السلفية إلى أن السلفيين " ليس لهم علاقة بالعمل العام وليست لديهم خبرة بالسياسة كما أنهم لا يستطيعون أن يوصلوا صوتهم للإعلام وبالتالي فهناك إشكاليات دائمة فلا الإعلام يفهمهم ولاهم يفهمون الاعلام ".
ولا ينفي أديب عن الفضائيات والصحف جميعاً تهمة التحامل على السلفيين "فبعض الناس يريد تشويه صورة السلفيين والهدف هو تشويه صورة الإسلاميين بشكل عام وهذا لا يعني أن السلفيين ليس لهم أخطاء جسيمة فقد أقحموا أنفسهم في قضايا من المفترض أنها لا تقع على عاتقهم وإنما هي من مهام الدولة ".
ويشير أديب إلى أن السلفيين لا يدركون أنه "عندما يكون هناك سلفي يتحدث عن قيمة الاخلاق فهو بالنسبة لي أنا الصحفي ليس خبراً لكن عندما أرى سلفياً تجمهر أمام كنيسة فهذا هو الخبر لكن السلفي عندما يرى خبراً عن ذلك التجمهر يتهم الإعلام بأنه انتقائي".
أخطاء السلفية
ويفرق محمد مرسي ( الإعلامي السلفي ) بين الموقف الرسمي للتيار السلفي و الموقف الشعبي فالموقف الرسمي للتيار السلفي تعبر عنه بياناتهم التي لا يعلق عليها الإعلام كثيراً أما التيار الشعبي فهو يعد بمئات الآلاف وهو الذي يسلط عليه الإعلام الضوء ويعتبر مواقف أفراده حجةً على التيار كله .
ويشير مرسي في تصريحاته لـ "لإسلام أون لاين" بأن "مشكلة التيار الشعبي أنه كان متقوقعاً وممنوعاً ويشعر دائماً بالتهميش وبالظلم الواقع على مشايخه الذين كانوا ممنوعين أن يتحركوا حتى بعد 25 يناير وهذا سبب للتيار حالة من التقوقع وهذا كله يسبب تصريحات سيئة".
ومع أن مرسي يعترف بجزء من المشكلة إلا أنه عاد ليقول: "ومع ذلك فالإعلام انتقي شاباً ليس سلفياً أصلاً ذاك الذي هدد بحرق الكنائس مع أن هذا الشخص يميل إلى تيار آخر ولا أريد هنا أن أذكر اسمه " كما انتقى الاعلام "موضوع قطع الاذن وحاول الصاقه بالسلفيين ولم يركز الإعلام على قضية سلوى التي قتلت هي وزوجها بسبب إسلامها وفي حين ركز على تصريحات الشيخ محمد حسين يعقوب عن غزوة الصناديق فأنه في الوقت ذاته أغفل تصريحات القس الذي قال أننا لو قلنا نعم للتعديلات فستكون كارثة لأن الاسلاميين سيحكموننا وسيشعلون الدنيا".
ويعترف مرسي في النهاية بأن الشباب السلفيين الصغار "المتقوقع الذي كان يعاني نبذاً مجتمعياً تولد لديه فهم خاطئ وقصور في الفهم وكثير منهم غير ممتثل لكلام مشايخه وخاصة تيار السلفية في القاهرة على خلاف الاسكندرية ومدينة نصر وحلوان".

ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات

Services

More Services

© 2014 صلاح الدين حسن. Designed by Bloggertheme9 | Distributed By Gooyaabi Templates
Powered by Blogger.