أرشيف المدونة الإلكترونية

من أنا

صورتي
القاهرة
كاتب صحفي متخصص في الجماعات والحركات الاسلامية في مصر والعالم رقم هاتفي 0020109899843 salaheldeen1979@hotmail.com

Most Popular

الجمعة، 23 أبريل 2010

الأخوات.. سلاح "الإخوان" في المعركة الانتخابية القادمة

صلاح الدين حسن 28-06-2009
امرأة تتسلق جدران اللجان الانتخابية لدعم الإخوان، صورة أثارت انتباه الكثيرين في الانتخابات التشريعية الماضية في مصر وعلقت في أذهان البعض كدليل على مركزية الدور الذي تلعبه المرأة في الاستحقاقات السياسية التي تخوضها جماعة الإخوان المسلمين، هذه الصورة ربما يتم استعادتها الآن وطرح العديد من التساؤلات على هوامشها فيما يتعلق بانتخابات 2010 البرلمانية، والتي بدأ دور المرأة فيها يكتسب أهمية متصاعدة بالنظر إلى "الكوتة" التي تخصص بموجبها للمرأة 64 مقعدا تحت قبة البرلمان.
عارض الإخوان قرار "الكوتة" لأسباب مختلفة، لكن بعد إقراره لم تجد الجماعة خيارا سوى القبول بالدخول في هذا المعترك والاستعداد لإقحام المرأة في هذه المنافسة السياسية، فماذا يحمل موقف الإخوان من دلالات، وما هي التأثيرات والنتائج التي قد تترتب على هذا القرار وتلك المشاركة؟
الأخوات موجودات
ولأن هذا الموضوع يتعلق بالمرأة داخل الجماعة كان لزاما علينا أن نتحدث إلى مسئول القسم النسائي في الجماعة الدكتور محمد بديع (عضو مكتب الإرشاد)، والذي بدا متحفزا ويحمل إجابات وردود حاسمة، وقبل أن نستكمل طرح التساؤل حول موقف الجماعة ورؤيتها بادر بديع بالقول: "الشرع الذى نلتزم به لا يمنع المرأة من الترشح والانتخاب، ونحن اخترنا الرأي الفقهي الذي يقول إنها لا تصلح لرئاسة الدولة.. هذا حكم الشرع وليس حكمنا".
وفي معرض الحديث عن استعدادات وقدرات الإخوان في القطاع النسائي وما تتوفر عليه الجماعة من رموز وعناصر نسائية قادرة على المنافسة والحضور السياسي تحدث رئيس القسم النسائي عن أن "الأخوات" موجودات في "كل مكان، ولا يمكن لأحد أن ينكرهن لأن لهن دورا في مجتمعاتهن".
كما يرى بديع أن الالتزام الديني للمرأة المرشحة هو المعيار في الحكم على الكفاءة والأمانة لأن غير الملتزمة غير مستأمنة ويتساءل: "عندما ترشح امرأة غير محجبة وغير ملتزمة لا تؤدي فرض ربها وليس لها أمان على دينها ونفسها فهل نأتمنها على حقوق الآخرين؟".
وفي محاولة منه للرد على من يقولون بأن المرشحة الإخوانية تعتمد على التنظيم لا على الجماهير قال: "إذا كانت غير معروفة فغيرها غير معروفات أيضا، ومرشحات الحزب الوطني يأخذن دعم الحزب الوطني، وهن ليس لهن سمعة ولا سيرة".
وإذا كان بديع يقر بأن الجماعة لديها من الرموز والكفاءات النسوية الكثير فهل لهذه الرموز أجندة أو رؤية لحل المشكلات المجتمعية الخاصة بالمرأة؟ أجاب عضو مكتب الإرشاد برسالة موجهة للنظام: "أقول لهم اتركونا نجتهد.. يمكن أن نأتي بشيء يفيد هذا البلد".

جيهان الحلفاوي أول امرأة إخوانية تدفع بها الجماعة لخوض انتخابات برلمانية اعتبرت أن حصولها على أعلى الأصوات في الانتخابات التكميلية 2002 أكبر دليل على حضور المرأة الإخوانية في الشارع المصري وتفاعلها معه، وأبدت الحلفاوي ثقتها في قدرة "الأخوات" على صياغة برنامج يبلور رؤيتهن لأوضاع المرأة والمجتمع، وذلك حسب تنوع اختياراتهن ونشاطاتهن واهتماماتهن".
وتتفق الحلفاوي مع الرأي الذي يؤيد فتح ملف المرأة الداخلي والاهتمام به؛ لأنه مهم على المستوى العام والداخلي، كما تؤيد "فكرة أن يكون للمرأة تصويت داخل الجماعة"، معتبرة أن هذا شيء مهم جدا لا بديل عنه، لكن الحلفاوي أشارت في هذا الصدد إلى المعوقات الأمنية التي ترى أنها حائل يعوق إتمام ذلك.
ومن خلال تجربتها التى وصفتها بأنها "شرسة بشكل غير موصوف" فإن الحلفاوي ترى أن المرأة الإخوانية قوية وقادرة على تحمل الصعوبات، وخاصة إذا كانت تمتلك زوجا قادرا على أن يتحمل هذه التبعة في ظل طبيعة المرأة والبيئة المحيطة بها.
أما عن تكرار تجربتها مرة أخرى فتقول الحلفاوي: "أنا فتحت الباب وكنت النموذج الأول، وأعتقد أن السن والصحة الآن اختلفت، ونحن نريد أن نعطي فرصة الأجيال الشابة".
وقد رفضت الحلفاوي بشكل قاطع أن يكون اتجاهها لرفض خوض الانتخابات القادمة بسبب الكلفة والضغوطات والمعاناة التي عايشتها في الانتخابات السابقة، وقالت: "لا.. لا.. لا.. نهائيا"، واسشتهدت بثابتها في تلك التجربة بموقف زوجها عندما قبض عليه وذهبت إليه في السجن لتعرض عليه فكرة التنازل فقال لها: "لا تتنازلي ولو مشيت وحدك في الشارع".
الرغبة والقدرة
مسئول اللجنة السياسية في الإخوان عصام العريان يرى أن مصر ليس بها حياة سياسية، ويعترف بأن البرلمانيين المنتمين للجماعة لا يوجد بينهم سياسيون، جراء هذا الانسداد الحاصل في ممارسة العمل السياسي في الساحة المصرية.. كلام العريان حمل إشارة واضحة تعني أن الحديث عن تأهيل عناصر نسوية في المجال السياسي لدى الإخوان دونه صعوبات تمس الواقع بشكل عام.
كلام العريان رغم ما ينطوي عليه من عدم تفاؤل مبني على ما يراه قراءة موضوعية لحقيقة الأمر في الواقع المعاش لم يمنعه من الحديث عن أن مسألة خوض الانتخابات في ظل "الكوتة" النسوية وإمكانية المنافسة قد شهد قدرا من الجدل داخل الجماعة، إلا أنه أشار إلى أن اتجاه المشاركة كان صاحب الحظ الأوفر من التأييد، "ويبقى الاستعداد لاختيار عناصر نسائية عندها القدرة بالإضافة إلى اختيار دوائر تتاح فيها فرصة لنجاحها".

أصحاب رسالة
"الأخوات أصحاب رسالة"، تكررت هذه الجملة كثيرا على لسان القيادية النسوية الإخوانية د. منال أبو الحسن؛ لأنهن "يختلفن كثيرا عن غيرهن، فنسبة نجاحهن أعلى بكثير من اللاوتي لا توجد عندهن رسالة، ولا هم لهن سوى النظر إلى الكرسي".
فإذا كانت الأخوات أصحاب رسالة، فلماذا يغيب دورهن في قيادة التنظيم ولا يسمح لهن باختيار قياداتهن قبل الزج بهن في الانتخابات العامة؟! كان هذا سؤالنا للدكتورة منال أبو الحسن التى أجابت عليه بالقول: "السيدات في الإخوان لهن دور وحاملات رسالة، لكنهن لسن داخل التنظيم، والمطلوب أن يقمن بدورهن داخل المجتمع كمواطنات مصريات، وهذه نقرة وتلك نقرة".
"طبعا لدينا رؤية، أنت تتحدث عن جماعة بها عالمات، فسهل جدا أن يكون لهن رؤية؛ لأن رؤيتهن مستمدة من الشريعة الإسلامية.. لن تستجلب شيئا من الخارج، نحن لا نحتاج لشيء، معروف وواضح هذه الرؤية الإسلامية الواضحة.. عندنا وسائل وإستراتيجيات وعندنا كل شيء".
بنبرة الواثق أجابت علينا كبيرة ناجى –القيادة النسائية الإخوانية– وأضافت: "هناك كودار جيدة جدا، لكن هذا ليس معناه أنها كوادر جاهزة مائة بالمائة مثل ما هو موجود في كل الأحزاب في مصر؛ لأن العملية السياسية لا تأتي مرة واحدة، بل تحتاج إلى تدريب وشغل على مدى سنين".
ولا ترى كبيرة ناجي مانعا من فتح ملف المرأة داخل الجماعة بالتوزاي مع دخول التجربة العامة، لكنها وبلغة عفوية تشير إلى حجم صعوبات التغيير داخل الجماعة فتقول: "لكن لو انتظرنا حتى ننفض من الملف الداخلى فلن ندخل التجربة العامة إلا بعد 20 عاما".
خطوة إيجابية
وحيد عبد المجيد –الكاتب والخبير في شئون الحركات الإسلامية– يرى أن قرار جماعة الإخوان المسلمين خطوة إيجابية بغض النظر عن النوايا؛ لأن زيادة عدد المرشحات الإخوانيات جزء من عملية تغيير في التاريخ، ويرفض عبد المجيد أي نقد يوجه للجماعة على أساس الاتهام في النوايا؛ لأنه في النهاية عملية تتعلق بالجماعة، وهذه خطوة في حد ذاتها تستوجب أن نثمنها ونشجعها وفق ما يرى عبد المجيد.
ويشدد عبد المجيد على أن هذه الخطوة إن حدثت فإنها قد تحمل معها تغييرا في أوضاع المرأة داخل الجماعة؛ لأن مشاركتها في الحياة العامة سينعكس على وضعها داخل الجماعة، وسيحدث تغييرا لا يستطيع أن يمنعه أحد، "فالناس ليسوا دمى تحركها قيادات الجماعة".
وحول ما يقال عن أن الجماعة تستخدم المرأة من أجل "الشو" الإعلامي والكسب السياسي أو كسلاح جديد لمحاربة النظام سياسيا، فإن عبد المجيد يرى أنه بغض النظر عن "الصراع المبتذل بين الجماعة والنظام فإن هناك تطورات إيجابية داخل الجماعة، فدخول المرأة بأعداد لا بأس بها يدل على أن الإخوان لديهم استعداد للتطور".
كما لا يرى عبد المجيد عيبا في أن يبحث الإخوان عن وسيلة جديدة ينافسون بها النظام، كأن يدفعوا بالمرأة لخوض الانتخابات بشكل أكبر؛ لأنه "من حق أي تنظيم أن يبحث عن وسائل بديلة عندما يتعرض لحالة حصار".

ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات

Services

More Services

© 2014 صلاح الدين حسن. Designed by Bloggertheme9 | Distributed By Gooyaabi Templates
Powered by Blogger.