أرشيف المدونة الإلكترونية

من أنا

صورتي
القاهرة
كاتب صحفي متخصص في الجماعات والحركات الاسلامية في مصر والعالم رقم هاتفي 0020109899843 salaheldeen1979@hotmail.com

Most Popular

Latest in Tech

Smartphone

Most Recent

الجمعة، 23 أبريل 2010

خرق سفينة الدعوة".. مبرر الإخوان لحظر النشر


صلاح الدين حسن 11-02-2009
قامت جماعة الإخوان المسلمين منذ أيام قليلة بتوزيع منشور على قواعدها يحمل عنوان: "لا تخرقوا سفينة الدعوة" لم توجه فيه الجماعة انتقادًا لاذعًا وهجومًا عنيفًا على كل من يبدي آراء منتقدة للجماعة وقياداتها علنا وخارج إطار الجماعة فحسب، بل إنه جاء في سياق لغة تربوية وتكليفً منهجي وتنظيمي بدا أن القصد منه هو توجيه القواعد الإخوانية إلى الاتجاه المحافظ في الجماعة، وتحصينها من موجة التيارات الانفتاحية الجديدة التي هبت رياحها مع خريف الحراك السياسي المصري مطلع الألفية الثالثة والتي أظهرت التمايزات الفكرية بين كوادر الجماعة، وكان من أبرز تجلياتها ظهور حركة المدونين الإخوان التي أزعجت قيادات الجماعة، ولم تستطع أن تتجاهلها فحاولت احتواءها عاطفيا وتنظيميا عن طريق عقد لقاءات ودية مع رموز المدونين والعاملين في مجال الصحافة والإعلام والذين يتبنون مواقف تخالف آراء قيادات الجماعة.

ومع أن المدونين أنفسهم أعلنوا عن فشل هذه اللقاءات؛ بسبب ما وصفوه بسياسة "الاحتواء لا الحوار" التي اتبعتها قيادات الجماعة وعلى رأسهم محمد مرسي الذي يعد صقرا من صقور مكتب الإرشاد، إلا أن الجماعة واصلت المحاولات، وأظهرت سياسة جديدة في لقاءات أخرى مع مدونين وصفها المدون الشهير مصطفى النجار وقتذاك بأنها ناجحة.
لكن اللافت أنه بالتوازي مع سياسة الاحتواء قامت قيادات الجماعة بتوزيع ملفات دراسية على أسرها تتضمن منشورًا كان في الأصل عبارة عن مقال لأحد الصقور التربويين في الجماعة وهو إسماعيل حامد يضع فيه محددات وآليات تربوية وتنظيمية لعملية الاختلاف الداخلي وإبداء الرأي داخل الجماعة، وقد لقي هذا المقال ردود أفعال غاضبة من رموز المدونين الإخوان وكتبوا تدوينات ردوا فيها على الآراء التي طرحها حامد، منها على سبيل المثال ما كتبه الدكتور مصطفى النجار أحد مدوني الجماعة، قائلا: "وزع الأستاذ الفاضل صكوك الغفران وشارات الانتماء طبقا لوجهة نظره، بينما نزع الولاء والانتماء والوفاء والفهم عن كل من خالفه أو فعل شيئا سيادته غير مقتنع به، فالكل قد خرق سفينة الدعوة وهو وحده -بارك الله فيه- مسئول عن تحديد ذلك...".
ويبدو أن الجماعة تعاملت بوجهين الوجه الأول مع شباب المدونين الذين حاولت احتواءهم ظاهريا لدحر خطرهم الفكري، وفي ذات الوقت قامت بتأمين قواعدها وتطعيمهم ضد خطر انتشار فيروس الأفكار الجديدة التي انتشرت في الفضاء الإلكتروني واستخدمت خطابين خطابا لمنتسبيها الجامحين يبدي قدرا كبيرا من المرونة، وخطابا آخر في غرف الأسر المغلقة يبدي سياسة الجماعة بشكل أكثر وضوحا، ويكشف حقيقة تمكن التيار التقليدي فيها، وهو ما يظهره المنشور بوضوح؛ فقد عدَّد مظاهر وصور هذا الخرق، وكانت الجماعة قبل ذلك تبتعد عن تحديد صور وآليات محددة تنظم العلاقة بينها وبين أجنحتها العاملة في مجال الكتابة والصحافة والتدوين، وهو:

"من يخالف قرارا صدر من قادة دعوته بعد مشورة تنظيمية ويجاهر بخلافة في وسائل الإعلام، ومن سمحت له نفسه بأن يتطاول على أساتذته في الدعوة دون مراعاة وداد لحظة سابقة، ومن يتجاوز كل القنوات الشرعية والتنظيمية للنصيحة وإبداء الرأي ويعرضها على الملأ، ومن لم تجد إلا عالم الإنترنت لتكتب رسالتها إلى والدها المرشد، وتركت كل قنواتها الشرعية والتنظيمية -في إشارة إلى المدوِّنة الإخوانية التي انتقدت مرشد الجماعة على مدونة، ورفضت الحوار مع قيادات الجماعة في غرف مغلقة- ومن لا يجد إلا رسائل الطعن في جماعته عبر المدونات فينقلها إلى الصحافة بدون وعي، ومن لم تجد إلا عالم التدوين لتنفس عما في نفسها تجاه دعوتها، ومن يستجيب لشبهات الآخرين ضد قادة دعوته ويجاريهم في أطروحاتهم دون تبين وجه الحق، ومن حركته دوافعه الشخصية لا همومه الدعوية وانتقص من دعوته وقيادته، ومن شغلته رغباته الذاتية عن أهداف سفينته الدعوية، ومن عبر عن رأيه بصورة جارحة وبغير التزام بأدب النصيحة وفي كل باب مفتوح له، ومن احتضن تجمعا عاما عبر قنوات غير تنظيمية لفرض رأي مغاير لسياسة دعوته وقادته، ومن تناجى دون قيادته وأحدث في دعوته جيوبا هنا وهناك، ومن طعن في آلية اتخاذ
القرار في دعوته وطعن في قياداته وشكك في مصداقيتها متهما إياها بالقعود والتخاذل، واصفا إياها بالتردد في سياستها أو أنها صاحبة صفقات رخيصة...".
وكان القيادي التربوي في الجماعة إسماعيل حامد قد كتب مقالا نشره موقع الجماعة الرسمي حمل العنوان ذاته، وقوبل بهجوم عنيف من مدوني الجماعة وقتها، وقالت مصادر في الجماعة إنه يعبر عن رأي صاحبه، إلا أن الجماعة منذ أيام قليلة قامت بتوزيع هذا المقال بعد إعادة كتابته بشكل مفصل على قواعد الجماعة بالمحافظات لدراسته ضمن مناهج الأسر التي لا يقل تراتيبها التنظيمية عن أسر العاملين والمنتظمين، في حين حجبت عن أسر المؤيدين والمحبين والمنتسبين، ووضعت الجماعة هذا المنهج في قائمة المناهج السرية التي يجب ألا يطلع عليها أحد".
توجهنا بالسؤال إلى مسئول التربية في الجماعة محمود عزت عن أسباب تحول مقالة قالت الجماعة وقتها إنها لا تعبر إلا عن رأي صاحبها إلى منهج تربوي يدرسه أعضاء الجماعة في الأسر، برغم ما لقيه المقال من اعتراض كبير بسبب ما تضمنه من رفض صريح للرأي الآخر.. رفض عزت تأكيد أو نفي الموضوع، معتبرا أنه ليس أوانه الآن الحديث فيه، فاعترضنا حديث عزت بسؤال: إذا كان هذا ليس أوان الحديث في هذا الموضوع فلماذا تم توزيعه على قواعد الجماعة في هذا الوقت؟ فطلب عزت معرفة المحتويات فأجبناه وذكرنا له الصور التي ذكرناها بداية، فقال عزت: إن هذه المسائل ليست محلا للحديث فيها إلى وسائل الإعلام.
ومن جهته، رفض جمعة أمين الإجابة عن سؤالنا له، مبررا ذلك أنه لا يجوز أن نتحدث في مثل هذه المسائل في ظل ما تعانيه غزة الآن، مضيفا أنه لا يتحدث إلى الصحافة أصلا.
Read More

أفكار قطب.. هل ما زالت "تدب فيها الروح"؟

صلاح الدين حسن 20-06-2009
لم يستطع حبل المشنقة أن يعدم أفكار سيد قطب، بل إن عرائسه المنحوتة بقلمه المبدع وبيانه العذب وأسلوبه الأخاذ قد دبت فيها الروح وكتبت لها الحياة من جديد، فقدر لقطب أن يكون من الذين يصنعون التاريخ حتى بعد تغييبهم عن الوجود، وظل يطل بمعالمه وظلاله على العالم الإسلامي في أحداثه الكبرى.
فإذا كان حبل المشنقة لم يستطع أن يعدم أفكار الرجل، فهل يستطيع فعل الزمن أن يقهقرها؟ هل بدأ مشروع قطب الفكري والحركي في التآكل شيئا فشيئا؟ هل مازالت أدبيات قطب تتصدر المشهد ويتربى عليها جموع الإسلاميين أم أن المستجدات على أكثر من صعيد قد حملت تلك الأدبيات على التراجع؟
انتشار قطب
هناك من حاول أن يحدد موقع قطب من جماعة الإخوان المسلمين، فقال: سيد قطب في الإخوان كالشوكة في الحلق لا تستطيع بلعها ولا لفظها، فأين جماعة الإخوان المسلمين الآن من سيد قطب.. سألنا صبري عرفة الكومي (عضو مكتب الإرشاد وأحد الذين سجنوا مع قطب عام 1965):
- هل مازال قطب موجودا وحاضرا بأفكاره عند جماعة الإخوان المسلمين أم تراجع مشروعه الفكري والحركي؟ فأجاب بحماس "قطب موجود، ولابد أن يكون موجودا"، وعن ظواهر هذا الوجود قال عرفة: "سيد قطب ما زال له تأثير فالمعاني التي تجدها في تفسيره تقريبا لا تجدها في كتب أخرى"، وعن مدى انتشار كتبه يقول عرفة: "كتب قطب موجودة ومتداولة وتزداد انتشارا، خاصة الظلال، عند الإخوان وغير الإخوان، فهي ليست خاصة بفئة معينة؛ لأنها كتب عامة وتوزع خارج مصر أكثر بكثير جدا مما توزع داخلها"، ويضيف: "كتب قطب تنتشر ولم يقم أحد بضرب أحد على يده حتى تنتشر، لكنها تنتشر برغم كل الدعايات وكل الأقوال التي تقال ضدها، وكثير من القراء يجد أنه لا يمكن أن يستغني عن الظلال بجانب التفاسير الأخرى".
تبدو إجابات قاعدة الجماعة وأعضائها المؤطرين مهمة، فهؤلاء هم من يتعرضون لمناهج التربية والتثقيف والتي ظلت أدبيات قطب تتصدرها.. أحد شباب الإخوان توفيق عبد الهادي عندما سألناه هل مازالت كتب سيد قطب تقرأ؟ أجاب على الفور "بالطبع تقرأ"، ولم تكن هذه الإجابة القصيرة قادرة على تقديم صورة كاشفة لكثير من القضايا والإشكاليات، ومن ثمة كان السؤال حول أفكار صاحب الظلال، وهل يتم استيعابها أم أنها تبدو في أحيان كثيرة عصية على الفهم؟ تحدث عبد الهادي بإيجابية عن تفهمه واستيعابه لأفكار سيد قطب، إلا أنه أشار إلى بعض الصعوبات التي تعترض طريق من يتعاطى مع أفكاره في البدايات، وحول مدى التأثير والحضور جاءت إجابات الشاب الذي يشغل درجة تنظيمية تجعله محسوبا داخل أطر الجماعة بأن قطب مازال يتمتع بالحضور والتأثير، ومصداق ذلك كتبه التي يتم تدريسها في مناهج الجماعة، وحسب قول عبد الهادي فإن كتب "التصور الإسلامي في القرآن" "ومعالم في الطريق"، لكن على سبيل القراءة والمعرفة والثقافة وهو يدرس في المنهج الحركي لا في منهج العقيدة.
انحصار قطب
إذا كان هذا رأي أحد أعضاء مكتب الإرشاد ورأي أحد قواعد الإخوان فإن رأي أحد قياداتها الموصوف بالانفتاح د. محمد جمال حشمت جاء مختلفا لأنه يرى أن "التأثر بكتابات قطب قد قل لكثرة الكتابات الإسلامية ولكثرة الآراء المطروحة بالإضافة إلى رتم الحياة السريع والتقاط المعاني الإسلامية دون تركيز وقلة الوقت الذي لا تجد فيه فرصة لأن تقرأ وتتمعن في القراءة، كل هذا أثر على أفكار وكتب وكلمات سيد قطب وسط المائدة المقدمة الآن للشباب".
ومع أن توفيق عبد الهادي أكد أن كتب قطب تدرس في المناهج، ومنها واحد من كتبه الإشكالية "معالم في الطريق"، إلا أن حشمت أكد أن كتب قطب لا تدرس كلها وإنما تختار بعناية، وقال إن: "كتب قطب لم تكن تدرس في مناهج الجماعة بكثرة من البداية، وإنما كانت تختار قراءات معينة له وصور بعينها تدخل في المنهج لكن كتبه كقراءة عامة موجودة ومازال يستعان بها حتى الآن في بعض الموضوعات وبعض المواقع إنما ليس على الإطلاق كأنك تأخذ من كل بستان وردة"، وأضاف: "ليس كل ما كتب على الإطلاق يدرس، هناك كتب بعينها ليس واردا أن تدرس لأن الشباب يمكن أن يفهم خطأ، وهذه مشكلة سيد قطب وقراءاته أنها كلما قرئت خارج إطار الإخوان الفاهمين الواعين فهمت بطريقة خطأ".
أفكار مغالية
في مقابل اختيارنا لأحد أفراد قواعد الإخوان ليدلي بدلوه في هذا التحقيق قمنا باختيار أحد أفراد شباب الإخوان الباحثين والمدونين، وهو إبراهيم الهضيبي الذي قال لنا أنه يقرأ قطب لكن ليس لأنه من شباب الإخوان، ولكن لأنه باحث مهتم، ومع إقراره بأن كتابات قطب هي كتابات أدبية في منتهى الرقي إلا أن الهضيبي يعتبر أن قطب قد غالى في بعض أفكاره.
ويرى الهضيبي أن أفكار قطب المغالية "ليست بعيدة عن الإخوان؛ لأنك تستطيع اكتشافها في تصريحات عدد من قيادات الإخوان، فالهاجس التنظيمي الأمني الكبير جدا لم يكن عند الإمام البنا، لكنه موجودة في أفكار سيد قطب الذي اعتبر أن الحوارات الفكرية ترف لا مجال له.. ويتساءل الهضيبي قائلا: متى أفكر وأناقش.. هل عندما أقيم الدولة؟ هذا شيء غريب".
تفسير لا عقيدة
أما رأي الجماعة الإسلامية بمصر فعبر عنه القيادي فيها عصام دربالة، فيكشف بعد تثمينه لفكر قطب واعتباره قامة فكرية كبيرة أن قادة الجماعة الإسلامية كان "لديهم نوع معين من الإحساس أن هناك كثيرا من المعاني التي طرحها الشيخ قطب أسيء فهمها وتعامل معه بعض قرائه وبعض من ينتسب للحركة الإسلامية بصورة لم يردها قطب".
وينبه دربالة إلى "أن إبراز الشيخ قطب كمفكر أمر يثري الفكر والوجدان لكن معاملة قطب ككاتب في علم العقيدة سيظلم قطب بما لم يقصده"، ويرى دربالة أن هذا الفصل "هام جدا لأن المطلع على كتابات قطب يجب عليه أن يطلع عليها ككتب في التفسير، ويجب ألا تقرأ في تقرير قواعد عقائدية، فالرجل لم يتصد لها ولم يقل إنه يتصدى لبيان الاعتقادات التفصيلية التي يجب أن يعتقدها المسلم في كل نواحي العقيدة، ذلك هو ما قاله في ظلال القرآن".
هذا الفصل هو "الذي يضع كتابات قطب في الوجهة الصحيحة الإيجابية، وهو الآن يقرأ بهذا المنظور".
ويرى دربالة أنه يجب أن "يستفاد من كتابات قطب الإيجابية لأن قطب شأنه شأن أي عالم من العلماء وأي واحد من البشر يجتهد اجتهادات كثيرة يصيب فيها ويخطئ أحيانا، فعلينا نحن أن نفرز هذه المسائل، وهذا ليس انتقاصا لقطب لأن قطب إذا كان يدعو إلى حاكمية الله سبحانه وتعالى فلا يمكن أن يجعل نفسه معصوما أو فوق الخطأ".
مثل هذا الرأي ذهب إليه صبري عرفة، حيث نبه إلى أنه "ليس لمثلي ومن أعلى مني أن يستنبط من الظلال أحكاما مباشرة، كل أحكامنا نأخذها من القرآن والسنة، لكن لخاصة الناس، ولها أدوات معينة، وفي الظلال نفسه لم يقل سوى أنه تفسير وليس كتاب أحكام".
ويشدد عرفه على أنه لا يمكن الاستغناء عن قطب لأنه مكمل للقرطبي وابن كثير الذي هو حجة في الأحكام التي يمكن استنتاجها من القرآن، فعرفة عندما يقرأ في الظلال يجد المعاني التي تكمل القرطبي وابن كثير، والتي تغذي الروح وترقق النفس والمشاعر، وهذه ليست موجودة في مكان آخر، لكنه لا يستنبط الأحكام من الظلال.
القفز على قطب
ويرى حسن هنية -الخبير الأردني في شئون الحركات الإسلامية– أن الإسلاميين مختلفون في نظرتهم لأفكار قطب، فالإخوان المسلمون مثلا يرون أن أفكار قطب قد أسيء استخدامها، أما الحركات الإسلامية المقاتلة فيعتبر قطب بالنسبة لها بمثابة الأب الروحي، ويعتبر كتاب معالم في الطريق دستور هذه الحركات، لكن هذه الحركات قد أخذت في تطوير خطاب قطب وقرأته بقراءة مختلفة، وبالتالي نستطيع أن نقول إنه تم تجاوزه.
وكانت أولى خطوات هذا التجاوز من صالح سرية الذي أدخل مصطلحات أكثر صلابة وعنفا، وثاني هذه الخطوات كانت من محمد عبد السلام فرج في كتابه الفريضة الغائبة الذي قسم العدو إلى عدو قريب وعدو بعيد، وأيضا حدث هناك تطورات على هذا الخطاب من قبل السلفية المقاتلة، تجلت في خطاب أبو محمد المقدسي، لكن هنية يرى أن قطب يعد أحد المنظرين الكبار لفكر هذه الجماعات، لكنه تم تجاوزه ليبقى قطب الأب الروحي لهذه الجماعات.
الدور التنظيري
"سيد قطب منافستو الحركات الإسلامية" هكذا بدأ معنا هاني السباعي –مدير مركز المقريزي- حديثه الذي يتلخص مجمله حول أن قطب لم يتم تجاوزه عند الحركات الإسلامية؛ لأنه بمثابة الشعلة للجماعات القائمة، فكل جماعة أخذت من أفكاره ما يناسبها، وإن أقر السباعي بأن الجماعات الجهادية قد طورت من أفكارها وبنت عليها، لكن السباعي لا يستخدم مصطلح التجاوز في وصف العلاقة بين الإسلاميين وقطب.
ويكمل السباعي مستشهدا على صحة قوله: انظر إلى جماعة الجهاد، فلا يكاد يخلو خطاب للدكتور أيمن الظواهري من الاستشهاد بمقولات الشهيد سيد قطب، فهيامه بقطب كبير، وجماعة قاعدة الجهاد تعتبر قطب أحد الملهمين، ودائما ما تستشهد به في كتبها.
ويعود السباعي لرفض فكرة التجاوز، حيث يرفض واقعية ومنطقية هذا الحكم؛ لأن صاحب الظلال والمعالم بنظره كان صاحب رؤية ومؤسس فكرة، وقد طبقت الجماعات الإسلامية هذه الفكرة على أرض الواقع الذي يقول إنه قد تم تجاوز قطب لأنه يعتبر قطب مؤسسا لفكرة معينة تضمنتها كتاباته، لكن الجماعات الإسلامية طبقت الفكرة على الواقع لأنه كان أقرب للمنظر، وهذا في حد ذاته تطور، فالجماعات الإسلامية طورت نفسها بنفسها، وكتاب محمد عبد السلام فرج وغيرها من الكتب التي كتبتها الجماعات الجهادية عيال على ما كتبه محمد عبد السلام فرج لأنه قام بالرد على الشبهات القائمة وقتها من الناحية العملية، لكن قطب كان يجيب على أفكار عامة.
سيد قطب والعنف
هناك أفكار لقطب قد تجاوزها الإسلاميون، وهناك أفكار أخرى لم يتجاوزوها بناء على طريقة تفسير ما طرحه قطب بين الإسلاميين أنفسهم.. كان هذا رأي منير غضبان الكاتب الإسلامي الذي استلهم منهجية قطب في الكثير من كتاباته، ويفصل الغضبان رأيه فيشير إلى أن الأفكار التي لم يتجاوزها الإسلاميون هي قضية التشريع بما أنزل الله لأنه متفق على تكفير من لم يشرع بما أنزل الله، وهذا الأمر محل اتفاق، لكن الغضبان يرى أن قطب رفض فكرة العنف من أجل تطبيق أفكاره التي يؤمن بها، واعتبر التربية هي الطريق الصحيح في هذه المرحلة لقيام دولة الإسلام بناء على أن المسلمين في المرحلة المكية فلا يجوز أن يقاتل الناس مع أنه قال يجوز القتال إذا تعرضت الحركة الإسلامية للاعتداء، فيمكن رد هذا الاعتداء، ويخلص الغضبان إلى أن هناك بعض الأفكار التي تم تجاوزها، وبعضها ما زال قائما، ومن يقرأ الظلال يجد أنه دستور قائم في بناء الإسلام، وليس خاصا بقضية الحاكمية وحدها
Read More

الأخوات.. سلاح "الإخوان" في المعركة الانتخابية القادمة

صلاح الدين حسن 28-06-2009
امرأة تتسلق جدران اللجان الانتخابية لدعم الإخوان، صورة أثارت انتباه الكثيرين في الانتخابات التشريعية الماضية في مصر وعلقت في أذهان البعض كدليل على مركزية الدور الذي تلعبه المرأة في الاستحقاقات السياسية التي تخوضها جماعة الإخوان المسلمين، هذه الصورة ربما يتم استعادتها الآن وطرح العديد من التساؤلات على هوامشها فيما يتعلق بانتخابات 2010 البرلمانية، والتي بدأ دور المرأة فيها يكتسب أهمية متصاعدة بالنظر إلى "الكوتة" التي تخصص بموجبها للمرأة 64 مقعدا تحت قبة البرلمان.
عارض الإخوان قرار "الكوتة" لأسباب مختلفة، لكن بعد إقراره لم تجد الجماعة خيارا سوى القبول بالدخول في هذا المعترك والاستعداد لإقحام المرأة في هذه المنافسة السياسية، فماذا يحمل موقف الإخوان من دلالات، وما هي التأثيرات والنتائج التي قد تترتب على هذا القرار وتلك المشاركة؟
الأخوات موجودات
ولأن هذا الموضوع يتعلق بالمرأة داخل الجماعة كان لزاما علينا أن نتحدث إلى مسئول القسم النسائي في الجماعة الدكتور محمد بديع (عضو مكتب الإرشاد)، والذي بدا متحفزا ويحمل إجابات وردود حاسمة، وقبل أن نستكمل طرح التساؤل حول موقف الجماعة ورؤيتها بادر بديع بالقول: "الشرع الذى نلتزم به لا يمنع المرأة من الترشح والانتخاب، ونحن اخترنا الرأي الفقهي الذي يقول إنها لا تصلح لرئاسة الدولة.. هذا حكم الشرع وليس حكمنا".
وفي معرض الحديث عن استعدادات وقدرات الإخوان في القطاع النسائي وما تتوفر عليه الجماعة من رموز وعناصر نسائية قادرة على المنافسة والحضور السياسي تحدث رئيس القسم النسائي عن أن "الأخوات" موجودات في "كل مكان، ولا يمكن لأحد أن ينكرهن لأن لهن دورا في مجتمعاتهن".
كما يرى بديع أن الالتزام الديني للمرأة المرشحة هو المعيار في الحكم على الكفاءة والأمانة لأن غير الملتزمة غير مستأمنة ويتساءل: "عندما ترشح امرأة غير محجبة وغير ملتزمة لا تؤدي فرض ربها وليس لها أمان على دينها ونفسها فهل نأتمنها على حقوق الآخرين؟".
وفي محاولة منه للرد على من يقولون بأن المرشحة الإخوانية تعتمد على التنظيم لا على الجماهير قال: "إذا كانت غير معروفة فغيرها غير معروفات أيضا، ومرشحات الحزب الوطني يأخذن دعم الحزب الوطني، وهن ليس لهن سمعة ولا سيرة".
وإذا كان بديع يقر بأن الجماعة لديها من الرموز والكفاءات النسوية الكثير فهل لهذه الرموز أجندة أو رؤية لحل المشكلات المجتمعية الخاصة بالمرأة؟ أجاب عضو مكتب الإرشاد برسالة موجهة للنظام: "أقول لهم اتركونا نجتهد.. يمكن أن نأتي بشيء يفيد هذا البلد".

جيهان الحلفاوي أول امرأة إخوانية تدفع بها الجماعة لخوض انتخابات برلمانية اعتبرت أن حصولها على أعلى الأصوات في الانتخابات التكميلية 2002 أكبر دليل على حضور المرأة الإخوانية في الشارع المصري وتفاعلها معه، وأبدت الحلفاوي ثقتها في قدرة "الأخوات" على صياغة برنامج يبلور رؤيتهن لأوضاع المرأة والمجتمع، وذلك حسب تنوع اختياراتهن ونشاطاتهن واهتماماتهن".
وتتفق الحلفاوي مع الرأي الذي يؤيد فتح ملف المرأة الداخلي والاهتمام به؛ لأنه مهم على المستوى العام والداخلي، كما تؤيد "فكرة أن يكون للمرأة تصويت داخل الجماعة"، معتبرة أن هذا شيء مهم جدا لا بديل عنه، لكن الحلفاوي أشارت في هذا الصدد إلى المعوقات الأمنية التي ترى أنها حائل يعوق إتمام ذلك.
ومن خلال تجربتها التى وصفتها بأنها "شرسة بشكل غير موصوف" فإن الحلفاوي ترى أن المرأة الإخوانية قوية وقادرة على تحمل الصعوبات، وخاصة إذا كانت تمتلك زوجا قادرا على أن يتحمل هذه التبعة في ظل طبيعة المرأة والبيئة المحيطة بها.
أما عن تكرار تجربتها مرة أخرى فتقول الحلفاوي: "أنا فتحت الباب وكنت النموذج الأول، وأعتقد أن السن والصحة الآن اختلفت، ونحن نريد أن نعطي فرصة الأجيال الشابة".
وقد رفضت الحلفاوي بشكل قاطع أن يكون اتجاهها لرفض خوض الانتخابات القادمة بسبب الكلفة والضغوطات والمعاناة التي عايشتها في الانتخابات السابقة، وقالت: "لا.. لا.. لا.. نهائيا"، واسشتهدت بثابتها في تلك التجربة بموقف زوجها عندما قبض عليه وذهبت إليه في السجن لتعرض عليه فكرة التنازل فقال لها: "لا تتنازلي ولو مشيت وحدك في الشارع".
الرغبة والقدرة
مسئول اللجنة السياسية في الإخوان عصام العريان يرى أن مصر ليس بها حياة سياسية، ويعترف بأن البرلمانيين المنتمين للجماعة لا يوجد بينهم سياسيون، جراء هذا الانسداد الحاصل في ممارسة العمل السياسي في الساحة المصرية.. كلام العريان حمل إشارة واضحة تعني أن الحديث عن تأهيل عناصر نسوية في المجال السياسي لدى الإخوان دونه صعوبات تمس الواقع بشكل عام.
كلام العريان رغم ما ينطوي عليه من عدم تفاؤل مبني على ما يراه قراءة موضوعية لحقيقة الأمر في الواقع المعاش لم يمنعه من الحديث عن أن مسألة خوض الانتخابات في ظل "الكوتة" النسوية وإمكانية المنافسة قد شهد قدرا من الجدل داخل الجماعة، إلا أنه أشار إلى أن اتجاه المشاركة كان صاحب الحظ الأوفر من التأييد، "ويبقى الاستعداد لاختيار عناصر نسائية عندها القدرة بالإضافة إلى اختيار دوائر تتاح فيها فرصة لنجاحها".

أصحاب رسالة
"الأخوات أصحاب رسالة"، تكررت هذه الجملة كثيرا على لسان القيادية النسوية الإخوانية د. منال أبو الحسن؛ لأنهن "يختلفن كثيرا عن غيرهن، فنسبة نجاحهن أعلى بكثير من اللاوتي لا توجد عندهن رسالة، ولا هم لهن سوى النظر إلى الكرسي".
فإذا كانت الأخوات أصحاب رسالة، فلماذا يغيب دورهن في قيادة التنظيم ولا يسمح لهن باختيار قياداتهن قبل الزج بهن في الانتخابات العامة؟! كان هذا سؤالنا للدكتورة منال أبو الحسن التى أجابت عليه بالقول: "السيدات في الإخوان لهن دور وحاملات رسالة، لكنهن لسن داخل التنظيم، والمطلوب أن يقمن بدورهن داخل المجتمع كمواطنات مصريات، وهذه نقرة وتلك نقرة".
"طبعا لدينا رؤية، أنت تتحدث عن جماعة بها عالمات، فسهل جدا أن يكون لهن رؤية؛ لأن رؤيتهن مستمدة من الشريعة الإسلامية.. لن تستجلب شيئا من الخارج، نحن لا نحتاج لشيء، معروف وواضح هذه الرؤية الإسلامية الواضحة.. عندنا وسائل وإستراتيجيات وعندنا كل شيء".
بنبرة الواثق أجابت علينا كبيرة ناجى –القيادة النسائية الإخوانية– وأضافت: "هناك كودار جيدة جدا، لكن هذا ليس معناه أنها كوادر جاهزة مائة بالمائة مثل ما هو موجود في كل الأحزاب في مصر؛ لأن العملية السياسية لا تأتي مرة واحدة، بل تحتاج إلى تدريب وشغل على مدى سنين".
ولا ترى كبيرة ناجي مانعا من فتح ملف المرأة داخل الجماعة بالتوزاي مع دخول التجربة العامة، لكنها وبلغة عفوية تشير إلى حجم صعوبات التغيير داخل الجماعة فتقول: "لكن لو انتظرنا حتى ننفض من الملف الداخلى فلن ندخل التجربة العامة إلا بعد 20 عاما".
خطوة إيجابية
وحيد عبد المجيد –الكاتب والخبير في شئون الحركات الإسلامية– يرى أن قرار جماعة الإخوان المسلمين خطوة إيجابية بغض النظر عن النوايا؛ لأن زيادة عدد المرشحات الإخوانيات جزء من عملية تغيير في التاريخ، ويرفض عبد المجيد أي نقد يوجه للجماعة على أساس الاتهام في النوايا؛ لأنه في النهاية عملية تتعلق بالجماعة، وهذه خطوة في حد ذاتها تستوجب أن نثمنها ونشجعها وفق ما يرى عبد المجيد.
ويشدد عبد المجيد على أن هذه الخطوة إن حدثت فإنها قد تحمل معها تغييرا في أوضاع المرأة داخل الجماعة؛ لأن مشاركتها في الحياة العامة سينعكس على وضعها داخل الجماعة، وسيحدث تغييرا لا يستطيع أن يمنعه أحد، "فالناس ليسوا دمى تحركها قيادات الجماعة".
وحول ما يقال عن أن الجماعة تستخدم المرأة من أجل "الشو" الإعلامي والكسب السياسي أو كسلاح جديد لمحاربة النظام سياسيا، فإن عبد المجيد يرى أنه بغض النظر عن "الصراع المبتذل بين الجماعة والنظام فإن هناك تطورات إيجابية داخل الجماعة، فدخول المرأة بأعداد لا بأس بها يدل على أن الإخوان لديهم استعداد للتطور".
كما لا يرى عبد المجيد عيبا في أن يبحث الإخوان عن وسيلة جديدة ينافسون بها النظام، كأن يدفعوا بالمرأة لخوض الانتخابات بشكل أكبر؛ لأنه "من حق أي تنظيم أن يبحث عن وسائل بديلة عندما يتعرض لحالة حصار".
Read More

الفضائيات السلفية والإخوان.. تغلغل يثير قلقا

صلاح الدين حسن 08-07-2009تمكنت الفضائيات التي تغلب عليها التوجهات السلفية في الآونة الأخيرة من استقطاب شرائح جماهيرية عريضة في العالمين العربي والإسلامي، وبرغم أن التوجهات السلفية في هذه الفضائيات لا ترتبط بالسلفية الحركية؛ فإنها استطاعت أخيرا...

Read More

الإخوان والنظام المصري..الحوار الممنوع

صلاح الدين حسن 23-07-2009طوال تاريخها الذي يمتد لأكثر من ثمانية عقود لم تعرف جماعة الإخوان المسلمين بمصر استقرارا إيجابيا في الملف الخاص بعلاقتها بنظم الحكم المتعاقبة؛ فالأجهزة الحاكمة تصر على أن الجماعة "محظورة"، ومن ثم فإن...

Read More

الدندراوية".. الصوفية تدخل عصر التنظيمات


صلاح الدين حسن 06-08-2009
سلفيون وصوفيون وسياسيون وتنمويون واجتماعيون.. كل هذا يجتمع في جماعة صوفية كبيرة تنتشر في مصر والعالم الآن ويتجاوز أعضاؤها الـ7 ملايين عضو، ولها أمير وتنظيم شبه هيراركي، ولها مبادئ وأفكار وشعارات وصيحات وزي موحد تعرف به.
(جمع إنسان محمد – الأسرة الدندراوية) هذا هو اسم الجماعة التي انتشرت في مصر وكثير من بلدان العالم بفضل أميرها والمؤسس الفعلي لها الفضل بن العباس الذي لا يكاد يستقر في دندرة -موطن دعوته- حتى يرجع ليطوف بجميع دول العالم داعيا إلى فكرته ودعوة جده حتى نجح في إقناع الملايين داخل مصر وخارجها بصدقية دعوته وجمع حولها ملايين من المؤيدين والمنتسبين... ومع هذا عندما بحثنا عن معلومات عن هذه الجماعة لم نجد عنها كتابا مطبوعا، ولا بحثا منشورا، ولا مقالا مكتوبا فلجأنا إلى بعض منتسبيها لنسألهم إمدادنا بالمعلومات الكافية عن الجماعة ومعتقداتها فرفضوا حتى مجرد السماح بمناقشتنا إلا بعد الاستئذان من الأمراء في دندرة -مقر الجماعة بصعيد مصر- الذين جاء ردهم بعد طول انتظار باللجوء إليهم مباشرة دون الاتصال بقواعدهم، عرفنا بعدها أن الدندراويين لا يرغبون في وضع أنفسهم وجماعتهم تحت عدسة الإعلام، ولا مرصد الباحثين الأمر الذي لم نجد له تفسيرا مؤكدا، لكننا لم نعدم مصادر داخل الجماعة أمدتنا ببعض الرسائل المطبوعة والمكتوبة بخط اليد، والمنسوبة إلى أميرها الفضل بن العباس آل الدندراوي، كما كشفت لنا عن كثير من الأمور التي ليس مسموحا لأحد غير دندراوي أن يعرفها.
النشأة والتعريف
نشأت الدندراوية على يد محمد الدندراوي، الملقب بالسلطان، والذي يعتبره الدندراويون جدهم المعنوي، والذي كان يقيم في دندرة -إحدى قرى محافظة قنا بصعيد مصر- وجاء في أحد الرسائل التعريفية بالفكر الدندراوي والمنسوبة إلى أميرها الفضل بن العباس أن جدهم محمد هو من أحفاد السلطان اليوسف أحد أحفاد الشريف إدريس الأول مؤسس دولة الأدارسة بالمغرب العربي الذي نسب نفسه إلى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب.
ومع أننا لم نجد إجابة تفسر سبب إطلاق لقب السلطان على محمد الدندراوي، ولا لقب سمو الأمير على الفضل بن العباس، إلا أنه يبدو أن هناك ارتباطا بين إطلاق هذه الألقاب على زعماء الدندراوية وبين نسبتهم إلى أمراء وسلاطين دولة الأدارسة.
وفي إحدى الرسائل التي كتبها الفضل بن العباس وصف فيها جماعته بأنها دعوة شاملة، وقال عنها إنها: ليست بدعوة مذهبية حديثة.. وليست بطريقة صوفية جديدة.. وليست بجماعة سياسية قومية.. وليست بجمعية خيرية إقليمية.. ويوضح الفضل في فصل لاحق أنه لم يرد أن يكون كيان أسرته كيانا متخصصا يضاف إلى الكيانات السابقة، بل يكون كيانا يضم كل هذه الكيانات ويحتوي على كل مميزاتها وخصائصها، فيذكر أن "جمع إنسان محمد – الأسرة الدندراوي" ليست كيانا من الكيانات الطائفية أو الطبقية ولا القومية أو الإقليمية، وإنما هي كيان اجتماعي يجمع الأفراد المتفرقة والتجمعات المتفرقة في وعاء الأسرة الواحدة، فجمع إنسان محمد صيحة نداء لجميع المسلمين أيا كان مذهبهم السلفي أو طريقتهم الصوفية أو تنظيمهم السياسي أو جمعيتهم الخيرية بأن يتجاوزوا حواجز الفرقة، وأن يتألفوا تحت ظل الزعامة المحمدية الجامعة.
تأسيس الكيان
في كتاب الوثيقة البيضاء يحاول مؤلفه الفضل بن العباس أمير الأسرة الدندراوية تعريف الفكر الدندراوي، فيبدأ بأسباب نشأة الفكرة نفسها على يد جده السلطان محمد ويضع خلفية لصورة الواقع المتردي للأمة الإسلامية وقتها، والتي "أنهكها الهوان وأضنتها المهانة"، هذا الواقع هو الذي دفع مؤسس الأسرة بصفته "واحدا من المصلحين" إلى محاولة البحث عن تفسير لهذا الواقع المؤلم، ومن ثم اتخاذ خطوات لعلاج "ذلك البلاء المهين".
وفي رحلة تفسير هذا الواقع رأى السلطان أن هناك أربع طوائف وصفها بـ "الإصلاحية" انفردت كل منها بتصور لما "أصاب إنسان محمد"، ووضعت دواء حسب تصورها لهذا الداء:
الطائفة الأولى: المذاهب السلفية.
والثانية: الطرق الصوفية.
والثالثة: الجمعيات الخيرية.
والرابعة: رؤساء التنظيمات الوطنية.


وتوزع السواد الأعظم من أهل الإسلام على هذه الطوائف المتشابهة في الغاية، المتغايرة في كيفية الوصول إليها، فانقسمت بذلك طوائف الشارع الإسلامي "المتخصصة" كل منها إلى قسمين: تجمعات صالحة ومجموعات فاسدة، وابتعد عن مواقع تلك الطوائف أكثر أهل الإسلام، ففقدت تلك الطوائف تأثيرها على المسلمين على مر الزمان.وبعد أن جال الدندراوي الأول في مصر وفي عدد من البلدان الإسلامية، تأكد أنه لن يجد عند أي تجمع من التجمعات المتخصصة المخلصة من تماثلت رؤيته معه، وبالتالي فقد بدأ في رصد الداء من أجل توصيف الدواء، فقال إن "أصل بلاء ما قد وصلنا إليه هو تركنا لما كنا عليه"، فأحد أدوار الرسول (صلى الله عليه وسلم) في حياة إنسان أمته، هو دور الرسول الزعيم الجامع، الذي جمع الله به المسلمين، وإعمالا لهذا الدور لسيد البشر محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جعل الله الارتباط بشخصه (صلى الله عليه وسلم) متساويا في العقيدة مع التسليم برسالته، فبالتسليم برسالته الخاتمة أقام في الوجدان قيم الإسلام، وأقام في الوجود قيمة المسلمين، وبالارتباط بشخصه (صلى الله عليه وسلم) امتلك بسيادته المحمدية الشاملة الوجدان فترسخ في الوجدان قيم الإنسان، وهيمن بزعامته المحمدية الجامعة على الوجود فتشمخ في الوجود قيمة المسلمين.
وبهذا الارتباط الانتمائي صار كل من اتبع السيادة المحمدية الشاملة وبايع الزعامة المحمدية محمدي التكوين فبتكوينه المحمدي بنى الإنسان ذاته، وألف عائلته، وأقام مجتمعه، وأنشأ أمته، فالجميع في كيان إنساني لا يتجزأ مهما تنوعت الطائفيات أو الطبقيات، ومهما تعددت القوميات أو الإقليميات، ومن أجل هذا أنشأ الدندراوي الأول الأسرة الدندراوية.
التنظيم الدندراوي
ومع أن الدندراويين يصفون جماعتهم بالأسرة إلا أنهم منظمون تنظيما شبه هيراركي، فأصغر وحدة في هذا الكيان هي الساحة، وتضم عددا من جموع إنسان محمد في مكان ما، قد يكون مدينة أو قرية أو عدة قرى، وتشكل عدة ساحات في محافظة ما "تجمع ساحات إنسان محمد" تصب هذه التجمعات في دندرة؛ حيث مقر الأمير الفضل ونوابه من أمراء الأسرة الدندراوية.
وليس هناك شروط يجب أن تتوافر في المسلم حتى يكون دندراويا ويدخل في جموع إنسان محمد إلا شرط واحد وهو أن يكون محبا لسيد الخلق، وأن يؤمن بإخلاص بالرؤية الدندراوية.
وتقول مصادر في الأسرة إن القيادة في الساحة جماعية وليست فردية، والأمير يبايع ولا يفرض، ولا يقدس، ولا تقبل يده.
ومع أن الأسرة الدندراوية غير معترف بها قانونا؛ لأنها ليست طريقة صوفية فحسب فتخضع للمجلس الأعلى للطرق الصوفية، ولا هي جمعية خيرية فحسب فتخضع لقانون الجمعيات، ولا حزبا سياسيا فتحصل على رخصة الحزب السياسي، إلا أنها لا تتعرض للمساءلة القانونية، ولا إلى الهجمات الأمنية، وتنعقد اجتماعات ساحاتها ومؤتمراتها تحت غطاء قانوني.
وعندما سألنا مصادر داخل الأسرة عن سبب تمتعهم بحرية الاجتماع والحركة في حين أنهم يعدون جماعة محظورة تتشابه مع جماعة الإخوان المسلمين في شمولية منهجها وهيراركية تنظيمها، ومع السلفية الحركية في رفع شعار "نحن نعلم بالسياسة ولا نعمل بها"، نفى هذا المصدر صفة المحظورة عن الأسرة، وقال إن لقاءاتهم واجتماعاتهم تعقد تحت غطاء مراكز دندرة الثقافية المشهرة وفق قانون الجمعيات.
وللأسرة الدندراوية لائحة عرفية لم نعرف معظمها لكن عرفنا ما يتعلق منها بإجراءات العقوبة، فإذا ارتكب الدندراوي خطأ اعتبر خروجا على النظام العام، فإنه يخضع لعدة عقوبات: تجنب - إيقاف – إسقاط – سحب انتساب.
لكننا لم نستطع أن نعرف تحديدا ما يعتبر خروجا عن النظام لكن عقوبة الإسقاط أو سحب الانتساب لا تتخذ إلا بعد إجراء المحاكمة للدندراوي في حضور ساحته، وحضور ممثلين عن جميع ساحات الجمهورية، ويتم سؤاله في الغالب من النائب العام الأمير هاشم بن الأمير الفضل، ويكون السؤال علنيا والإجابة علنية أيضا.
وعقوبة التجنب تحدد بفترة معينة يعود بعدها المنتسب لصفته وعقوبة الإسقاط قد يعود بعدها الدندراوي إذا تغير سلوكه.
أما عقوبة سحب الانتساب فلا يمكن بعدها العودة، وطوال مدة كل هذه العقوبات لا يعتبر المعاقب دندراويا، ويقاطع من جموع الأسرة، ولا يلقى عليه السلام.
وكل ساحة من الساحات لها اجتماعان؛ الإثنين والخميس من كل أسبوع يقرأ فيهما القرآن، وتعقد الحضرة، ويتم الشدو بالأهازيج الدندراوية بأداء جماعي، ويدرس فيها سلسلة كتب الوثيقة البيضاء، وبعض الرسائل الأخرى التي يكتبها الأمير الفضل، ويناقش في هذه الاجتماعات أحوال الساحة.
والأسرة الدندراوية تمتد بمظلتها الاجتماعية على كل منتسبيها، فواجب على الدندراوية أن يتزاوروا ويعرفوا أحوال بعضهم البعض، ويتآزروا في أوقات الشدة والفرح، ويقوموا بعمل اجتماعي وخيري وتثقيفي في إطار ساحاتهم، ويعقدوا دورات تدريبية للحرفيين المنتسبين للأسرة وينشئوا جمعيات خيرية تخصص لمساعدة فقراء أهل البلدة أو الحي.
المؤتمر العام

تاج الأسرة الدندراوية مشهد مهيب يأسر القلوب ويشرح الصدور ويسمو بالروح.. يفيض الدندراوية في وصف مشهد جموعهم في مؤتمرهم العام فالدندراويون يتوافدون إلى دندرة مرتين كل عام، مرة في المولد النبوي الشريف، وأخرى في الإسراء والمعراج، مرتدين زيهم الأبيض، كما أنهم يتميزون بالعمامة البيضاء التي تأخذ شكل العدد 7، وترتخي من الخلف بذيل على الرقبة.
يتجمعون بمئات الآلاف في المولد النبوي الشريف؛ حيث المؤتمر العام للدندراوية، والذي يتوافد عليه منتسبو الأسرة الدندراوية من جميع قارات العالم بخلاف مؤتمر الإسراء والمعراج الذي يقتصر الحضور فيه على المصريين فقط.
وقبل حلول المؤتمر بشهر تقريبا تبعث القيادة في دندرة خطابات لجموع الساحات تطلب منهم اقتراحاتهم للبرنامج المزمع تنفيذه في المؤتمر وتعقد الساحات اجتماعاتها لطرح أفكارها للبرنامج القادم، والتي تأخذ بها القيادة في دندرة بعد مناقشته من لجنة المتابعة والتقرير.
عندما قمنا بالإطلاع على نموذج البرنامج الأخير لمؤتمر الإسراء والمعراج وجدنا أنه أوراق مجدولة مخصص فيها: لقاءات لمناقشات أحوال الساحات، وجلسات للاقتراحات والشكاوى، ولقاء المدارس القرآنية، ودورات للحاسب الآلي والإنترنت، وملتقى المواهب، ملتقى شباب جموع الساحات، ودراسة أحوال الساحات ومدراس دندرة القرآنية، ولقاء مختلف جموع الساحات، ومحاضرات يلقيها الأمير الفضل ومحاضرات غيرها، مثل: وقفة مع النفس، وجلسات الحضرة، تكريم أوائل الخريجين، ولقاءات لمديري مراكز دندرة الثقافية.
Read More

الخميس، 22 أبريل 2010

من كسر أجنحة الإخوان الإعلامية..الأمن أم التنظيم؟

صلاح الدين حسن 17-08-2009الأمن .. هذه الكلمة "المصطلح" ذات القوة الغاوية والمغرية للحركة الإسلامية تسوقه وتدمغه صكا على جباه الآخرين لتخفف به من أحمال الانتقادات التي تثقل كاهلها كلما لوح لها بفشل أحد نماذجها في محور...

Read More

الخميس، 15 أبريل 2010

خريطة الطرق الصوفية فى مصر

صلاح الدين حسن 04-04-2009تعد الطرق الصوفية في مصر من الظواهر الاجتماعية التي تمتد بجذورها إلى القرنين الثالث والرابع الهجري، وتنتشر الطرق الصوفية في جميع ربوع مصر؛ حيث تمتد على مساحة مصر الجغرافية كلها تقريبا، فلا تكاد...

Read More

أسامة القوصي.. السلفية بنكهة حكومية

صلاح الدين حسن 31-08-2009إذا احتجزتك الشرطة في مكان ما، أو صادفك كمين في طريق وهموا بالقبض عليك فقل لهم أنا من أتباع الشيخ أسامة القوصي فساعتها سيتركونك فورا.. استوقفني هذا التعليق الساخر وأنا أتصفح إحدى المنتديات...

Read More

الثلاثاء، 13 أبريل 2010

محمد بديع المرشد المنتظر

صلاح الدين حسن 24-12-2009 هيئته تستدعي للذاكرة صورة المرشدين التاريخيين للجماعة.. لحية خفيفة ووجه نحيف ونظارة وقبعة ماليزية.. قالوا عنه إنه ورع تقي صفي نقي صابر محتسب.. ذو صوت عذب يرتل آيات الله ليلاً ونهارا.. ويشدو...

Read More
Page 1 of 13123Next

Services

More Services

© 2014 صلاح الدين حسن. Designed by Bloggertheme9 | Distributed By Gooyaabi Templates
Powered by Blogger.