أرشيف المدونة الإلكترونية

من أنا

صورتي
القاهرة
كاتب صحفي متخصص في الجماعات والحركات الاسلامية في مصر والعالم رقم هاتفي 0020109899843 salaheldeen1979@hotmail.com

Most Popular

الأحد، 9 مايو 2010

بورتريه :عم علي المخبر


بورتريه


يرفع أقواما ويخفض آخرين .. وجوده فى حد ذاته أمات أحتمالية وجود حياة سياسية ونشاطات أجتماعية فى الناحية .. كتب مئات التقارير الامنية عن مئات الاشخاص فعرقلهم هم و الاف من أقربائهم ..يهابه الجميع مأمور المركز وضباط المباحث والعمد والمشايخ ونواب مجلس الشعب وكبار العائلات فى البلد ... ذات يوم آدعى أنه هو الحاكم الفعلى لمصر :


مصر يحكمها عم "على" المخبر

ذات يوم من أيام شتاء 1982 اندفعت سيارة بوكس شرطة بسرعة جنونية باتجاه الجالسين أمام "مقهى المركز " حتى خيل لهم أنها على وشك الصعود على حافة تلتوار المقهى فجفل بعضهم وانتفض البعض الاخر متراجعا ناحية الداخل ولكنها توقفت بأعجوبة بعد أن تلامس كاوتش البوكس مع حافة التلتوار محدثا صريرا يسمع ثقيل السمع الواقف أمام مطعم الاندلس بداية شارع المركز .. ظن الجالسون أن هذه الحركة هى لاستعراض القوة فمنذ ان تحولت القرية مركزا منذ 3 أشهر والضباط يقومون بارسال رسائل من آن لآخر ليظهروا للجميع العين الحمرة ويدبحوا القطة لذرع المهابة فى النفوس وفرض الاحترام على الجميع ولكن لاحظ الجالسون أن من يجلس بجوار السائق لا تبدوا علي سحنته مخايل الضباط وليست له فى الوقت ذاته سمات مخبري المباحث فالرجل الذى مازال جالسا بجوار السائق ولم ينزل بعد مازال يرمقهم بنظرات حادة مرعبة هى أبرز ما تميزه رغم ملامحه العجيبة الاخرى مثل أنفه المدكوك فى رأسه الكبرى وفمه الصغير الموحيه بالامتعاط دوما وأذنيه التى تشبه أذنى الوطواط وبشرته السمراء وجسده الممتلأ والشعر المجعد التى تكتنفه بعض شعيرات بيضاء .. ظل الرجل يحدج الجالسون بنظراته ما يقرب من 5 دقائق ثم فتح الباب وهم بالنزول ففوجىء الجميع بأن الرجل يننزل على عصا يتكأ عليها فى خطوات عرجاء فى اتجاه المقهى ولم يلقى السلام ثم قام بسحب كرسى خيزران وجره الى زاوية فى الناحية الشمالية التى منها باستطاعته أن يرى القادمين من شارع المحكمة وشارع المركز و أيضا الآتين من شارع المحامين لا أحد يمر من أمامه الا يناله نصيب من سهام عينه النافذه الكثير قالوا فى وصف نظراته الا أن أحدا لا يمتلك من القدرة البلاغية التى تعينه على التعبير عن وصف تلك النظرة ....
.... 26 عاما مضت ولم يتغير مكان الرجل ولا نظراته ولا حتى بنطاله وسترته التى لا يبدلها صيفا ولا شتاءا والتى يخفى تحتها طبنجته الميرى وجهازه اللاسلكى ايضا ولم تتتغير ملامحه فكأنه لا يكبر كل ما فى الامر أن شعيراته البيض كثرت شيئا ما .. عم علي لم يتغير ولكن البلدة هى التى تغيرت فكثر سكانها ومبانيها وزادت نسبة المتعلمين فيها وبدت عليها مظاهر المدنية وأصبحت أكثر جمالا من ذى قبل ... عرف الناس اسم الرجل " على مسعود " وكفى .. لم يعرف عنه غير اسمه وحتى هذا فالناس تشكك فيه .. قيل أنه كان يخدم فى الصعيد وأنه أصيب ب5 طلقات فى ظهره ورجله أثناء الاشتباكات التى جرت فى أسيوط بعد اغتيال السادات ولأنه أبلى بلاءا حسنا فلم يحيلوه الى التقاعد بعد عجزه فنقلوه الى جهاز أمن الدولة بعد اعطاءه التدريبات اللازمة لتأهيله وفى مطلع الثمانينات شهد المركز ظهور قوى لجماعة الاخوان المسلمين الذى لم يعرف عنها المركز شىء من قبل فقام جهاز أمن الدولة بإنشاء مكتب لها فى المركز المجاور وقامت بإرسال علي الى البلدة كأحد مناطق نفوذه .. كانت البلدة غير معتادة على مثل هؤلاء المخبرين فلم يكن يعرفون غير مخبرى المباحث ...
كان أهل المدينة وقراها المجاورة لا يعرفون عن النشاط السياسى وحتى الاجتماعى شىء فهم ريفيون مهادنون لا يعرفون الثورة ولا التمرد وعندما بدأت عناصر جماعة الاخوان فى النشاط حاربهم مترفى البلدة وفقراءها على السواء بشده على أساس أنهم إخوانجية وما العصر الناصرى عنهم ببعيد فهذه الكلمة " الاخوانجى " كفيلة أن تقذف بالموصوف بها الى " الحربى " الذى ما زالوا يعتقدون بوجودة الى الان وكأى مجتمع زراعى فالدولة تحتل المكانة الكبرى فيه ولها ولرئيسها المهابة والإخوان هم الطرف الضعيف فى تصورهم والنظام كان الطرف الباطش القوى والجيل الذى شهد ما جرى للاخوان وغيرهم فى السجون هم جيل الاباء الان يعتقدون أن من يذهب الى المعتقل لا يجىء غالبا والخارج منه قد كتبت له حياة جديدة ... ولكن الزمن مر وهناك جيل من الشباب لم يرى تلك الحقبة الناصرية ولم تطبعه بطابعها وقد استهوته الشعارات الاسلامية البراقة وبدا أنه الأكثر قدرة على النطق والمعارضة وظهرت فيه بوادر النزعات السياسية والتعبير عن وجوده والكثير منه قد ألهبت مشاعره ما يجرى فى بلاد الاسلام .... فى هذه الأوقات ظهر علي مسعود كأنه جاء ليذكر الناس بقوة الدولة المرعبة وأنه هنا هو الرقيب وأن ما يقوله قادة الدولة عن الحريات والزمن الديمقراطى كلام للاستهلاك المحلى والخارجى أما ما يقوله هو فهو الواقع والحقيقة المرئية والملموسة..الشخص المثالى عند على مسعود هو الشخص الذى يمشى فى حاله ويشوف مصالحه وممارسة السياسة تعنى عنده السكة البطالة لا يفهم شىء اسمه الديمقراطية ولا أن ممارسة السياسة عمل دستورى هو يقتنع تماما أن ممارسة المعارضة عمل مشين يكره صاحبه حقيقة لا بحكم عمله فحسب بل عن عقيدة ...كان البعبع الذى يخوف الخائفين الذين يفكرون فى محاولة التجرأ وكان الحجة التى يسوقها الآباء فى مواجهة الابناء لردعهم عن الطريق الذى تحدثهم نفسهم فى السير فيه .. حاضرا دوما .. كان العدو الاول للمعارضين يكرههم كرها دفينا وهم يكرهونه كرها رمزيا لأنه ممثل القمع والظلم والبعد عن منهج الله .. دار الصراع على أشده بينه وبين الاخوان فزاد عددهم من ال20 عند قدومه حتى أصبح الآن يفوق الالفين من إجمالى المركز المترامى الاطراف الذى يزيد على مليون جعل مكسب الاخوان ليس كبيرا فلولم يكن موجودا ربما زاد عدد الاخوان آلافا ...لم يشهد المركز وجودا لأى نشاطات لا سياسية ولا اجتماعية ولا حتى خيرية عم علي يكره أى نشاط بل أنه لا يرغب بالتجماعات حتى التى تقيمها العائلات أو أبناء القرى الذين يفكرون فى الاجتماع لمناقشة مشكلة ما خدمية مثل المياة وانقطاع الكهرباء وقد يرسل للمتسبب فيها يهدده بأنه لو كررها سيبعث له لمقابلة رئيس المكتب .. ولا يسمح بعقد القران فى المساجد ومن يفعلها يذهب للحضور ويخرج ورقه وقلم ويكتب حتى يراه الجميع ثم يخرج مكفهر الوجه ..
فى انتخابات مركز شباب مؤخرا شك أن هناك اختراق من الاخوان لقائمة المرشحين الذين ينجحون بالتزكية على اساس أنهم يختارون من كل عائلة من يمثلها ففوجىء الجميع أن الانتخابات أوقفت حتى اشعار آخر ... يعرف كل اللذين لهم نشاط فيشطب اسماءهم من كشوفات الناخبين فى كل انتخابات تأتى ..لم يستطع أن يواجه عم على أحد الا الاخوان فلا هم متصادمون ولا هم ساكنون هم يغيظونه بشدة ... فى أحد حواراتى معه ذات يوم حاولت أن أسبر أغواره وخرجت بقناعه فحواها أن هذا الرجل يخاف على نفوذه شخصيا من الاخوان وهو يتوهم أنه لو حكموا فقد يطيحونه به شخصيا وسيموت كمدا بعد أن أنتصروا عليه وفازوا فى النهاية ..
بعد 26 سنة من وجود " على مسعود" ملأ أرشيف أمن الدولة بملفات وتقارير عن أهالى البلد لا يعرفون عنها شىء الا حين يرفض أحد الاشخاص ويقال ساعتها أنه استبعد أمنيا لأنه أخية أو ابن عمه مسجل أخوانجى فى أمن الدولة .. هناك حكايات مشهورة يرويها أهالى المركز منها مثلا أن الاستاذ الطحاوى الكادر فى الحزب الوطنى والكاره والعدو الاول للاخوان والعضو بالاتحاد الاشتراكى سابقا عندما قدم لأبنه ترك فى النيابة العامة كان يظن أنه داخلها داخلها فأولا هو مدير الادارة التعلمية فى المركز وتاريخه السياسى يشهد بولائه للسلطة وكراهيته للمعارضة بكافة أنواعها لدرجة أنه كان يخاف من مجرد الوقوف مع إخوانجى فى أى مكان كان ويسمع ويطيع الاوامر التى يبلغها له على مسعود حرفيا فنقل كثير من المدرسين الاخوان الى مناطق نائية وبعيده عن موطنهم وحول البعض الاخر الى إداريين بالاضافة الى خدماته الجليلة للحزب فى عقد الصفقات مع كبار العائلات لإنجاح مرشحه واستخدام نفوذه .. فكان آخر ما يفكر فيه الطحاوى هو التقرير الأمنى فهو حاطه فى جيبه وبعد كشف الهيئة نزلت التحريات لابن الطحاوى وكان ذلك مؤشرا على أنه أختير من قبل اللجنة السباعية وهو ما يعنى ان ما ينقصه أن تجىء التحريات سليمه ذهب الى على مسعود وقبضه المعلوم وأفهمه الرجل بأن كل شىء تمام وأن ملفه الامنى فى السليم والتقرير الذى سيكتبه سيحصى كل شيئا فعله الطحاوى لخدمة النظام عددا وانتظر الطحاوى اسم ابنه ترك فى الاهرام وقام بإعطاء ترك الفلوس اللازمة لشراء أقمشة وتفصيلها وقام بتجديد مضيفة البيت وطلاءها والكل كان يعرف أن ترك دخل النيابة وفى اليوم الموعود اتصل الطحاوى بقريب له فى القاهرة حتى يشترى له الاهرام فى طبعتها الاولى ليلا ويقرأ اسم ترك فى اسماء المقبولين فى النيابة فكانت الصاعقة الكبرى نزلت على الرجل فاسم ترك لم يكن من بين المختارين لم ينم الطحاوى وقام بالاتصال بالشخصية الهامة التى دفع له 200 ألف جنية حتى تتوسط له فأكد له الرجل أنه تم اختيار ابنه فى اللجنة السباعية ولم يكن غير تقرير الامن ففتش عن التقرير قال الطحاوى : أى تقرير ؟ أنا وعائلتى سمعتنا زى الطبل ... قام بالاتصال على مسعود فقال له أن تقريره سليم فذهب فى الصباح الباكر الى مقر أمن الدولة وطلب مقابلة حسام بيه رئيس المكتب فأرسل فى طلب ملف ابنه وقال له : انت مسجل شيوعى فدهش الطحاوى كيف وأنا الوطنى المخلص ؟ أكيد فيه غلط .. فقال له انت كانت ليك واقعة منذ سنة 1982 ا حضرت عدة اجتماعات مع شخص يدعى سيد عبده كان يقود تنظيم شيوعى فى ذلك الوقت ومن الذين قادوا مظاهرات الخبز فى 77 وده كله مسجل فى ملف لك على الجهاز المركزى للادارة ... ذهل الطحاوى ظن أنه يحلم ... لماذا فعلها على مسعود ؟ سوق الاخوان هذه الرواية ودللوا بها على أن أقدار الله هى التى تجرى فى النهاية فها هو الطحاوى الذى عاش عمره ينافق السلطة يجازيه الله بنفس الداء الذى ظل يهرب منه طيلة عمره فى حين أن ابراهيم فرغلى استطاع أن يدخل ابنه الحربية مع أن ابن عمه متولى أحد كوادر الاخوان الذى يبدوا أن علي المخبر لم يعمل له ملف فى أمن الدولة ...

... علي مسعود الشخصية الأمنية الأقوى فى المركز بدون جدال يدخل مقر المركز متكأ على عصاه فيرمى العسكرى الواقف على الباب بنظره متكبره صارخة تلفحه من فوق لتحت ثم يدخل من الباب الرئيسى ويدلف الى حجرة النابطشية فيرميهم بنفس النظرة ويقف هنيهة كأنه يطمأن على سير الاحوال ثم يدخل مكاتب المركز مكتب مكتب يقذف نظرته ويقف برهه ثم يكمل ..لم يرى يوما يلقى السلام حتى على مأمور المركز ولا يلقى تحية لأحد بل يكرهب الجو عند دخوله يكرهه كل من هناك حتى الموظفيين الادارييين وعندما يحل بطيفه الثقيل كأنه الكابوس لا ينفك الا بذهابه ...
... يروى عنه أنه ذات يوم وهو يمشى الهوينى فى ردهات المركز العتيق وجد بعد ضباط المباحث يقفون مع مأمور المركز يقهقون فقال لهم بتضخكوا على خيبتكوا يا شوية " ......" وشتم بكلمة بذيئة ولم يتجرأ المأمور على الرد وكانت واقعة أكد فيها على قوة مكانته ونفوذه علنا أمام مخبرى المباحث وأمناء الشرطة والضباط والذين رووا الواقعة التى أذهلت المركز جميعه وتداوله المحامون فيما بينهم بسخرية ...
.... على صلفه وكبريائه لا يتورع على مسعود عن جباية الأموال من الناس ففى كل مناسبة من المناسبات يوقف أى سيارة مارة من أمامه ولا يتجرأ السائق أن يناقشه حتى ولو لم يكن يعرفه فنظرته المهيبة وتعامله الفظ الذى يوحى بأن ما يفعله هو من حقه يوهم من لا يعرفه من البسطاء أنه لا شك يتصرف هذا التصرف من منطلق السلطة التى منحت لهذا الشخص ..ويقوم بإرسال تابعه المخبر مصيلحى الذى يتمتع بمرونه والاكثر خبره منه بالمناطق النائية التابعة للمركز فيقوم مصيلحى بالطواف على القرى والعزب المجاورة فلا يترك كل ذى شأن فيها حتى يقبض العيدية أو الاكرامية والتى تضاعف عندما يخاف شخص من تقارير "علي" اذا كان لديه قريب على علاقة بالاخوان أو غيرهم فيدفع له اعتقدا منه انه بذلك يرضيه ولا يكتب عنه اذا ما عرف علي أمره ولكن التجربة أثبتت أنهم يأخذون أموالا فقط ولكن ماضون بهمة ودأب فى كتابة التقارير حتى عن أكثر الدافعين لهم فكثير جدا منع من السفر الى الخليج للعمل ومنعوا من التعيين فى الوظائف الحكومية بناءا على تقارير على ومصيلحى ومصباح ...
العمد والمشايخ والمأذونين ومرشحى المحليات فى القرى والمدن يعملون لعلى ألف حساب وحتى أعضاء مجلس الشعب من حزب الوطنى والمشتاقين الى ذلك المنصب فى المستقبل يوزعون عطاياهم عليهم حتى ينالوا الرضا من سيدنا القابع عند قهوة المركز من 26 عاما ....

..... لم يرى عم علي يضحك قط فهو دائما مكفهر متجهم الا أننى شاهدته مرة يضحك كان ذلك أمام نقابة المحامين فى المحكمة فيومها كانت تجرى انتخابات النقابة العامة والاخوان موجودون كالعادة جلس عم علي بجوارنا مباشرة فقال أحد المحامين الجالسين مشيرا الى أحد زملائه المجاورين له وكان قصير القامة ذو وجه طفولى يمتاز بخفة الظل قائلا : "عم علي" محمد غريب ده من الاخوان أكتب اسمه يا عم "على" .. فقام محمد منتفضا راكضا نحو عم علي وأمسك يده وهم بتقبليها قائلا: لاااااااا عم علي أوعى تكتب اسمى يا عم علي أنا غلبان والله أنا ما بصلى ولا بركعها يا عم على والله يا عم علي أنا معلق صورة الريس حسنى مبارك فى البيت .. ضحك عم على ضحكته الأولى وقال : متخفش يا حمادة انت حبيبى ...
..... لم يرانى علي مسعود منذ زمن بعيد منذ كنت صغيرا ففى المرحلة الثانوية والجامعة لم أكن اتواجد فى البلد وفجأة عندما ظهرت لفت انتباهه ورمانى بسهام نظراته المزعجة وهو جالس فى مكانه على المقهى أحسست أنه على استعداد ان يدفع نصف عمره ويعرف من أكون ولكن شغفه بمعرفتى هذا تحول الى جنون عندما شاهدنى أخرج من مكتب جمال سلامة محامى الاخوان من تجاه شارع المحامين كانت نظراته تكاد تخرقنى من شدته حدتها ....أعترف أنى أحسست بشىء ما ينتابنى كان احساسا بالاختناق شىء كامن ومتراكم داخلى أشعرنى بأنى مختنق وغير حر وثمة من يقيدنى ..
... عندما يسير فى البلد يسير فيها وكأنها بلدة أبيه يتفقد الاماكن كأنه صاحب عزبة يتفقد مزارعينه يشعر أنها بلدته مسئوليته يقف كل بضع خطوات ينظر على المارة وأصحاب المحلات يا ويل من يكتشف أن هناك ملصق للاخوان على جدار أى محل فيأمره بصلف أن يأتى بماء ويقوم على الفور بإزالته ويجب أن يبوح باسم من قام باللصق ولا يسمع بعذر يتكرر كثيرا وهو أن اللصق يتم ليلا فى وقت تكون فيه المحلات مغلقة ...
.....
ذات يوم رأيت " علي مسعود " يجلس فى مكانه فى المقهى وكنت قد علمت بأنه باق له فى الخدمة أياما فقمت بحمل كرسى وألقيت عليه السلام وجلست فى مقابلته قلت له : عم علي هل سيألمك تركك للخدمه ؟فقال : حاسس أنى أموت لو سبت الخدمه على رغم أننا بنطفح الدم فيها وشفنا شقا محدش شافه قلت : مكنش نفسك تكون ظابط يا عم علي ؟ فقال : الظابط من غيرى ولا حاجة أنا اللى أعرف كل خبايا المركز وأعرف الناس واحد واحد والظابط مايقدرش يتصرف من غيرى أنا أسست المكتب وهمه بيروحوا وبييجوا وأن اللى باقى .. يا بيه تقريرى بيخلد فى الارشيف الكلمة اللى بقولها بتهدم عيله وتبنيها وتأثر على مستقبل أجيال عشان كده أنا بقولها بضمير .. يا بيه أنا اللى بحكم مصر الناس اللى فوق بتمشى بناءا على تقارير عمك على اللى قاعد معاك على القهوة ... بعدها بشهور مررت من أمام القهوة فوجدت عم علي جالسا مكانه فى يده الشيشه وعينه على الرائح والغادى قلت لنفسى صعب على رجل مثل على مسعود أن ينسى أنه مخبر فانعطفت للسلام عليه فقلت له : انت مش هتترتاح بقه يا عم علي فقال : لا الناس بيحبونى مش قلتلك أنهم مش هيقدروا يستغنوا عنى جددوا لى سنة كمان .

ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات

Services

More Services

© 2014 صلاح الدين حسن. Designed by Bloggertheme9 | Distributed By Gooyaabi Templates
Powered by Blogger.