أرشيف المدونة الإلكترونية

من أنا

صورتي
القاهرة
كاتب صحفي متخصص في الجماعات والحركات الاسلامية في مصر والعالم رقم هاتفي 0020109899843 salaheldeen1979@hotmail.com

Most Popular

الأحد، 9 مايو 2010

ياسر محمود .... النائب المسحول

صلاح الدين حسن
قد يبدو للبعض أن اعتداء ضباط أمن الدولة ومخبريها على عضو الكتلة البرلمانية للاخوان المسلمين ياسر حمود يوم الجمعة الماضى مجرد تصرف فردى وطائش من ضابط أمن دولة ظن أنه بفعلته هذه سينول قدرا من النفوذ والرضا من قياداته فى الجهاز ولكن المدقق فى الحدث والرابط بينه وبين ما سبقه من أحداث واعتداءت وقعت فى حق نواب الاخوان فى البرلمان قد يرى بعدا آخر وراء هذا الحدث ... فواقعة الاعتداء على حمود كانت آخر حلقة فى سلسلة أعتداءات وقعت فى حق أعضاء الكتلة البرلمانية للاخوان كما لم تكن اولى هذه السلسلة اعتقال نائبى المنوفية صبرى عامر ورجب ابو زيد بل سبق ذلك مجموعة تضييقات مارستها اجهزة الامن ضد نشاطات نواب الاخوان الاجتماعية والخيرية اعتقد البعض وقتها أنها لا تعدوا أن تكون مجرد عرقلة يمارسها الحزب الوطنى ضد نواب الاخوان لمنع تمدد أعضاء الجماعة وكسب المزيد من الشعبية فى الشارع الا أنه بعد اعتقال مساعدى نواب الاخوان ومديرى مكتبهم بدا الامر وكأنه يتم وفق خطة معدة سلفا ولكتها تنفذ تدريجيا وذلك فيما يبدوا لجس النبض وقياس درجة رد الفعل الاخوانى وايضا رد الفعل المحلى والعالمى وقد يكون اعتقاد من واضعى الخطة بأن الجماعة قد ترتدع بعد الخطوات الاولى فى التصعيد مما لاتضطر معه الاجهزة الامنية الى زيادة التضييقات الامرالذى يضعها فى موقف حرج أمام الرأى العام .. ولكن يبدوا أن ردود فعل الجماعة الضعيف واستمرار نوابهم فى نشاطهم قد ساهم فى الاستمرار فى تنفيذ باقى مراحل الخطة .... ولكن يبقى السؤال لماذا تقلق الاجهزة الامنية من نواب الكتلة البرلمانية للاخوان تحديدا ؟ بداية لم يكن قلق النظام من العدد المقاعد الكبير الذى حصده الاخوان فى برلمان 2005 نابعا من مجرد خوفه من الزوابع التى يمكن للبرلمانيين الاخوان اثارتها فى المجلس ضد حكومته فقط بل نبع من علمه اليقينى أن فوز هؤلاء يعنى بالاساس بسط مظلتهم كنواب للشعب على معظم دوائر الجمهورية تلك المظلة التى ستتيح لاعضاء الجماعة المنتشرين فى طول البلاد وعرضها العمل تحت ظلالها بقدر معقول من الحرية لتنفيذ المشروع الاسلامى الاخوانى الطويل الذى يسير بخطى وئيدة ولكنها ثابته نحو تحقيق هدفه وبالفعل بدأت تتضح للنظام ابعاد المشكلة بعد دخول نواب الاخوان البرلمان فأعضاء الاخوان اللذين جاءوا معظمهم من الطبقات المتوسطة والفقيرة كانوا يمتلكون حيوية ونشاط كبيرين فى الانتشار والتغلغل فى اوساط دوائرهم داعمين جماعتهم وتنظيمهم ومنسقين بشكل جيد مع قواعد الجماعة فى شعبهم ومكاتبهم الادارية وعملوا فى تقديم خدماتهم فى كافة المجالات الى جماهير دوائرهم بدأ من الخدمات الاجتماعية والانسانية حتى الخدمات الوعظية والارشادية يأتى ذلك كجزء من كل الا هو انجاح المشروع الاسلامى الاخوانى الذى اسسه حسن البنا فى المقابل كان نواب الحزب الوطنى لا يمتلكون المقومات التى يمتلكها الاخوان فلا مرجعية فكرية ولا مشروع وطنى سياسى محدد المعالم.. هذا الزحف الاجتماعى كان يوازيه زحف قيادات الكتلة البرلمانية للاخوان على المستوى العمل العام فى العاصمة القاهرة من خلال حضورهم الندوات والفعاليات الثقافية والسياسية التى قلما خلت من أيا منهم ولكن ظل الاخطر بالنسبة للنظام تفاعل والتحام قاعدة هذه الكتلة فى الالتحام بجماهيرها بفكرها وسياستها وسلوكها الاخوانى فلما وجه النظام كعادته ضربته الاجهاضية استمرارا فى خطة التحجيم المتبعة مع الجماعة هذه المرة اكتشف ان الجماعة امتصت ضرباته بسرعة أكبر مما يتوقع وظهرت وكأنها غير مبالية بضرباته لا من الناحية التنظيمية ولا من الناحية المالية ولا من ناحية الانتشار والالتحام بفضل العصب الجديد للجماعة الذى صلب عودها فى مواجهة "المحن" وهم البرلمانيين الاخوان والذى كان النظام قد اعتبر أن عددهم فائض بكثير عن حاجته فى تحقيق أهدافه من وراء فوز الجماعة... ومن ثم فقد عملت الاجهزة الامنية فى أخذ الضوء الاخضر ومن بعده الاحمر لتوجيه ردع لاعضاء الجماعة البرلمانيين والعمل على توليد هاجس لديهم كانوا بدأوا فى طرده وهو الهاجس الامنى الذى عملت على تسكينه الحصانة البرلمانية ووضعهم كنواب عن الامة لهم كرامتهم المحفوظة والمحصنة ضد الاعتقال والتضيقات الامنية ... الان وصلت الرسالة للاخوان وقرأت جيدا ولكن رد الجماعة يعرفه النظام قبل ان ترسله الجماعة فالرد فى الاغلب سيكون مؤتمر صحفى يعقبه بيان تسنكر فيه الكتلة ما جرى لنوابها وتطالب سرور بالتحرك لحفظ كرامة نواب الشعب ... ودمتم .
.



.

ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات

Services

More Services

© 2014 صلاح الدين حسن. Designed by Bloggertheme9 | Distributed By Gooyaabi Templates
Powered by Blogger.