أرشيف المدونة الإلكترونية

من أنا

صورتي
القاهرة
كاتب صحفي متخصص في الجماعات والحركات الاسلامية في مصر والعالم رقم هاتفي 0020109899843 salaheldeen1979@hotmail.com

Most Popular

الأحد، 9 مايو 2010

تانيس .... بين الأولين والآخرين

صلاح الدين حسن
( من يراه يظن أنها هى التى قيل عنها فى المزامير ( سيجعل الأنهار قفارا ومجارى المياة متعطشة والأرض المثمرة سغبة ) ( مزامير 107: 132 . 124 . ) ... فى هذا البقاع دمرت مدن كثيرة وهجرها أهلها وتحولت الى خرائب وصارت مسكنا لراغبى الوحدة من النساك القديسين ) هذا ماورد فى كتاب مناظرات يوحنا كاسيان مع آباء البرية عن وصف (تانيس) صان الحجر حاليا ... تلك البلدة الرابضة فى بطن جبل والتى تتقابل فيها جبانات سكانها الفراعنة الأولين مع جبانات سكانها من الآخرين فى مشهد يمتلأ موعظة وتذكيرا ويندر حدوثة على ظهر البسيطة ... تانيس من الناحية الشرقية تتاخم ضاحية( بيلوز ) بورسعيد حاليا فهى الأقرب لها من مدينة الزقازيق والتى تبعد عنها حوالى 80كم وبمثل هذة المسافه تبعد عن مدينة الإسماعيلية ومدينة المنصورة ..... فتانيس تقع فى نقطة وسط بين أربع محافظات الاسماعيلية وبورسعيد والشرقية والدقهلية هذا التفرد فى موقعها أتاح لها ان تكون عاصمة لمصر ولملوك مصرالاقوياء من الفراعنة والهكسوس ...فكانت عاصمة للفراعنة من الأسرة ال19 الى الاسرة ال21 والاسرةال23 وكانت عاصمة للهكسوس أعداء الفراعنه وكانت تسمى (وقتئذ بأفاريس ) وذالك فى القرن ال17 ق م ... وتشير أكثر الروايات رجحانا أن تانيس كانت مقرا لإقامة النبى يوسف علية السلام ولبنى إسرائيل من بعده ومازالت حتى الآن أثار مخازن الغلال التى انشأها نبى الله يوسف شاهدة على ذالك ثم كانت محلا لميلاد موسى عليه السلام وفيها نشأ وترعرع وكان ما كان من دعوته الى فرعون للايمان ثم هروبة ببنى اسرائيل ثم غرق فرعون وجنودة فى اليم ... وقد جاء ذكر تانيس فى التوراة باسم ( صوعن ) ومن اجل هذا يدعى بعض اليهودالمتطرفين ملكيتهم لتانيس .... ومع أن الروايات رجحت تدمير المدينة بعد حكم رمسيس الثانى الا ان تانيس ظلت مدينة كبرى حتى نهاية العصر الرومانى ....فقد قيل أنها بنيت ودمرت كثيرا .... ولذاك فهى غنية بالآثار الفرعونية والرومانية واليونانية لأنها كانت الطريق الرئيسى لغزر بلاد الحثيين فى اسيا الصغرى وتعتبر تانيس أقصر الوجه البحرى الا ان سمت المدينة العام هو الخراب ففيها معبد عظيم لآمون يحيط به سورمن الآجرومدخلة الآن مهدم وتحتوى على التماثيل الضخمة المحطمة اشهرها تمثال ضخم لرمسيس الثانى وتماثيل لابى الهول وبها كتل هائلة من الاحجار المحطمة .... وعدد كبير من المعابد التى تحوى مومياوات لم تمس أشهرها موميا لبسومسيس وأمنماويت وأرسوركون الثانى وشاشانق الثالث وبها معبد الآلهة( موت ) وحورس وخوفو وعنات ومازال حتى الآن بتانيس سور المدينه من اللبن الذى شيده الملك بسوسنس ويبلغ سمكه سبعة امتار وتحمل قوالب الطوب اسمه ... وقد شيد الملك رمسيس الثانى المعبد الكبير والصغير بها ومعبد الآلهة وبها تمثال ضخم لرمسيس الثانى وهوفى صحبة زوجته المحبوبة (مرين آمون )شاهدا على بقاء الحب رغم مضى الازمان ... كما توجد بها بحيرة مقدسة هى الوحيدة المعروفة حاليا بالدلتا لكنها تخلو من الماء ... ويوجد بها مجموعة آبار كانت تستخدم لتخزين المياة اللازمة لإستخدام العمال فى الأعمال الإنشائية ولإستخدام الكهنة وموظفو المعبد الذين يقومون بالطقوس الدينية للماعبد وتضم الجبانة الملكية مقابر الأسرتين 21 وال22 وبعض الملكات والامراء والقادة العسكريين ... وتزخر تانيس بمجموعة كبيرة من المسلات لعلها الاكثر عددا فى أى منطقة أخرى وقد كسرت معظمها ونقل بعضها الى أماكن أخرى مثل مسلة رمسيس المقام فى حديقة الاندلس ومسلته القائمة فى مطار القاهرة كما خرجت بعض المسلات أيضا لتزيين ميادين اوربية ومعظمها من الحجر الجرانيت الوردى وكانت تانيس الميناء التجارى الاول فى مصر حتى تأسيس داكريتس فى عهد البطالمة ... وفى أواخر القرن الثالث الميلادى فى عهد البابا بطرس خاتم الشهداء البطريرك التاسع والأربعون كانت تانيس إيبارشية من كبرى إيبارشيات الكرازة .... جاء ذالك فى كتاب قصة الكنيسة القبطية ومن أساقفتها الانبا ميخائيل .... وظلت تانيس طوال تاريخيها ذات حصون منيعة حتى أنها تصدت للفتح الاسلامى فترة طويلةولم تفتح بعدها الا صلحا .... وقادت بعدها حركة تمرد ضد الجيوش الاسلامية الا ان المتمردين فشلوا فى إسترداها فهجرها العرب المسلمون والاقباط على السواء حتى تركت المدينه للخراب يلتهمها مرة اخرى.... ولا احد يعرف الان بدقة متى عمرت البلدة مرة اخرى ..... والناظر فى أطلال المدينه الاثرية القديمة لابد ان يرد الى خاطرة سؤال : بحق السماء ما الذى دمر المدينه هكذا.... فالناظر فى حال تانيس الان سواء البلدة القديمة أوالجديدةيستغرب من أن هذة هى البلدة التى قال عنها المسعودى فى كتاب مروج الذهب ( إن قبل القرن الثالث الميلادى لم تكن توجد بهذة المنطقة بحيرات ولكنها كانت أرضا زراعية لم يكن بمصر مثلها أستواء وطيب تربه وكان بها جنات ونخيل وكروم وشجر وزرع وكان الماء منحدر اليها لا ينقطع عنها صيفا او شتاءا وسائرة يصب فى البحر من جميع خلجانه ولم يرى الناس احسن من جناتها وكرومها ) سكان البلدة الحاليون يعزون هذا الخراب الى دعوة موسى علية السلام على فرعون بالهلاك وعلىعرشه بالتدمير وأنها غير مباركة وأنها مهما عمرت الا ودمرت كما كان يحدث لها فى الماضى ومع ان علماء الاثار يرجحون ان هذا البلدة ظلت حينا من الدهر لا يسكنها احد الا ان هناك ثمة مشترك بين سكانها الحاليين وأجدادهم الفراعين أول هذة المشتركات ايمانهم بالسحر وبقوة أثره وبأن الجان يسكن ارضهم منذ عهد الاجداد الفراعنه وبأن تانيس تغطى تحت ترابها السغبه مدينة كاملة من الذهب فيها مالا عين رأت وأن مفتاح هذة المدينة يمتلكه شخص ما يسمونه باسمه ويدعون انه كبير سحرة العالم والغريب أن علماء البعثة الاثرية الفرنسية الموجوده فى البلدة منذ عشرات السني يقولون أن المدينة القديمة ما زالت مخبوءة تحت الارض ولكبر مساحة البلدة تعثر وجودها الى الان ولكنهم مستمرون فى البحث عنها وكما كان يحب الاجداد من سكان تانيس الصيد ويعتمدون علية فى معاشهم كذاك كان الاحفاد فما زال سكان البلده يعتمدون على الصيد ومشهورون به فى النواحى القربيه من البلده وكما لم يحب سكان البلدة القدماء الغرباء الوافدين عليهم اذا طالت اقامتهم كما فعلوامع الهكسوس كذالك يحمل أهلها الان حزازية مفرطة تجاة السكان الذين وفدوا اليها فى حقبة الخمسينات والستينات لكى يستصلحوا الاراضى الزراعية التى وزعها الرئيس الراحل عبدالناصروكما ان تانيس تفردت موقعها تفردت ايضا فى لهجة ابنائها الذين يمتلكون لكنة ازعم انه لا احد يتحدث بها على وجة الارض والتى تثير استغراب حتى ابناء البلدات المجاورة وتانيس (صان الحجر الان ) قد اخذت فى النمو المتسارع اقتصاديا وثقافيا وسياسيا
بجهود ابناءها بالاساس وكلما رآها اهلها تزدهر يوما بعد يوم دعوو الله ان ينجيها هذة المرة من الهلاك والا يقضى عليها سنة الاولين ( آمين )

ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات

Services

More Services

© 2014 صلاح الدين حسن. Designed by Bloggertheme9 | Distributed By Gooyaabi Templates
Powered by Blogger.