أرشيف المدونة الإلكترونية

من أنا

صورتي
القاهرة
كاتب صحفي متخصص في الجماعات والحركات الاسلامية في مصر والعالم رقم هاتفي 0020109899843 salaheldeen1979@hotmail.com

Most Popular

الأحد، 9 مايو 2010

التسول فى الإسلام

صلاح الدين حسن
بعد أن ختم الإمام الصلاة تقدم أربعة من الرجال صوب الجسد المسجى القابع فى نعشه وقاموا بحمله وتقدموا به الى الامام فى مشهد تخيم عليه اجواء الموت الكئيب وبعد أن وضعوا النعش تقدم شخص تبدوا عليه علامات الصلاح والتقوى وأخذ يذكر الناس بأيام الله وأثنى على الميت حتى أغرورقت عيناه وأجهش بعض المشيعين بالبكاء ثم طلب من الناس أن يقوموا فيأدوا صلاة الجنازة على الفقيد فلهم بذلك الأجر والثواب عند الله ثم قام الرجل وكبر ودعا للميت دعاءا حارا مريرا وبعد انتهاء الصلاة أعلن الرجل فى جموع المصلين أن فلان بن فلان الملقى جسده بين أيديكم والمرفوعة روحه بين يدى خالقها قد مات وعليه دين يقدر ب15 ألف جنيه وأنه لا منجى له فى قبره الا بسداد دينه فتصدقوا يرحمكم الله .. وعندها تقدم جمع غفير من المصلين أخذوا يلقون ببعض ما فتح الله عليهم من مال فى الشال الابيض الذى فرده أحدهم .. وبعد دقائق من لم شمل المنديل لاحظ الحضور إختفاء أقارب الميت المحزونين فأنتظروهم حتى طال الانتظار وتسرب الشك اليهم حتى تجرأ بعضهم وتوجه نحو النعش وكشف الصندوق فكانت المفاجأة المبكية الضاحكة أنه لا يوجد هناك ميت بعد هرب بواكيه ...
هذه القصة التى يختلط فيها النصب بالتسول حكاها الشيخ سالم أبو الفتوح سالم على قناة الناس وادعى انه رآها بأم عينه تدعوا الى فتح ملف التسول ووضعه فى ميزان الشرع ...فالتسول الذى يبدوا أن له فى مصر تاريخ طويل من المفترض أن نتج عن شدة الفقر والعوز الا أنه الآن أصبح تجارة رابحة وأصبح " الشحاتين " يكونون مملكة لها قوانينها وعرفها وساعد على نموهم سيطرة نزعة التطهر عندالناس فى العصر الحاضربعد سيطرة المادة وطغيانها على الروح مما يدفع مريدى الخلاص الى بذل المال على من يقابله يسأل الصدقة ليشعر بالتطهر الفورى ودون بحث وبذل جهد من جانبه ليعرف من يستحق المال من عدمه بل ويهمش أقاربه اللذين أخبر الشارع أنهم هم الأولى بالصدقة ... وهناك من يستشعر الذنب حين يطلب منه الصدقة ثم لا يلبى... لمثل هذه الاسباب وغيرها لاقى المتسولون فى مصر سوق رائجة حتى أنهم نهبوا حق الفقراء الحقيقين فى المال ..... سألت الشيخ سيد عسكر عن حديث الذى يحس إعطاء السائل حتى ولو كان راكبا على ظهر فرس فقال لا أعلم ...
وأشار عسكر الى ان الاسلام قسم الفقراء نوعان فقراء يسألون الناس الحافا ومتعففون يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف وأكد عسكر أن الصنف الاخير هم الاولى بالرعاية بل لعل صدقة الفطر شرعت من أجل هؤلاء وفى الحديث " أغنوهم من ذل السؤال فى هذا اليوم " أما اللذين يسألون الناس إلحافا فهؤلاء أتخذوا من السؤال مهنة ولكن يجب ان لا ننهرهم " وأما السائل فلا تنهر " " قول معروف خير من صدقة يتبعها أذى"فإذا لم نعطه فنقول له كلاما لينا -كما يقول عسكر – مثل " ربنا يسهلك – ربنا يحنن عليك " وإذا أعطيناه فالأفضل أن نعطيه أقل القليل فمن الممكن أن يكون لديهم ثروات طائلة ومن الاولى كما يشير عسكر أن نعطى الاقارب فلو أن كل غنى أعطى قريبه الفقير لكفاه .

ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات

Services

More Services

© 2014 صلاح الدين حسن. Designed by Bloggertheme9 | Distributed By Gooyaabi Templates
Powered by Blogger.