أرشيف المدونة الإلكترونية

من أنا

صورتي
القاهرة
كاتب صحفي متخصص في الجماعات والحركات الاسلامية في مصر والعالم رقم هاتفي 0020109899843 salaheldeen1979@hotmail.com

Most Popular

الأحد، 9 مايو 2010

وهل تصلح الإجازةما أفسدته الدراسة؟

صلاح الدين حسن

فجأة وبدون مقدمات وجدتنى سائرا على الطريق المؤدية الى مدرستى الثانوية تلتفنى مجموعة من الطلاب الجدد الصغار الذين لاأعرفهم ولا يعرفوننى انتابنى ساعتها إحساس بالوحشة وقفذ من الدرك الاسفل لعقلى سؤالا خرج مفذوعا منتفضا مذعورا... ما الذى جاء بى الى هنا ؟ ولكننى بخطوات قدرية قهرية واصلت المسير بخطى وئيدة حتى أدركت مدرستى القديمة التى لم ارها عامدا منذ سنين وعند وصولى اليها أسقط فى يدى من هول المفاجأة فقد اكتشفت أن هذا اليوم هو امتحانى فتمنيت من شدة طوفان الحرج الرهيب الذى غرقت فيه أن لو انشقت الارض وابتعلتنى أو أن يتخطفنى طائر من السماء فيهوى بى فى مكان سحيق فقد استنكفت نفسى أن أكون انا ومجموعة من الصغار فى لجنة امتحان واحدة بعد هذا العمر المديدوبعد أن تتداخلت الصور واضطربت المشاهد فى مخيلتى استشعر إدراكى نذير وتيقنت انى قد وصلت متأخرا وقد أوشك الامتحان على الانتهاء عندها فجعت من هول الصدمة و تلبدت سماوات نفسى بالكآبة المريرة ولكنى هممت عبثا بالاسراع وأمسكت ورقتى وبدأت أكتب وأكتب والوقت يداهمنى وعندما أدركنى وعلمت أنى راسب لا محالة صرخت صرخة تمنيت ان تكون أبدية سرمدية لعلها تنهى تلك المأساة ( يا عالم ياهوووووه والنعمة الشريفة أنا خلصت امتحانات أنا فى إجازة والمصحف فى إجازة ).

أستيقظت من نومى فزعا من اثر الصرخة التى لم تكن موجهه فى الحقيقة الا الى اللاشعور عندى ولم تذب فى قلبى وحلقى بعد بعض من مرارة الكابوس المشئوم وكالعادة سألت نفسى سؤالا أصبح مكررا ومملا : الى متى سيظل يراودنى هذا الحلم السخيف ؟
ومن كثرة ترديد هذا السؤال استفحل الامر عندى وبدأ يحل محله سؤال أخذ بعدا استراتيجيا فلسفيا ..... الى هذه الحد تحدث الامتحانات شرخا فى جدران بنياننا الذاتى وتترك فى أعماقنا جرحا ورعبا وهاجسا يفرز عقدة نفسيه عبر عنها بوضوح هذا الكابوس ؟مالذى يفعله منهج تعليمنا فى وعينا الكامن وفى ضميرنا الخفى وفى وجداننا المطمور؟
...اللافت للنظر أن هذا الكابوس لا يأتنى زائرا ثقيل الدم الا فى الإجازة ولا أذكر أنه زارنى فى" يومين الامتحانات" أو حتى فترة الدراسة سألت بعض من المتفاتكين أصحابى عن معنى هذا الكابوس فأجابونى بأنه يعبر عن الرعب من الرجوع القهقرى وعودة الزمن التعليمى اللاجميل بمواده الصعبة التى تعتمد على الحفظ وتخلوا من ثمة ابداع ..هروب من الرعب التى تحدثها الامتحانات التى يبرمجها ويشفرها الاستاذ أو الدكتور "عقدة " أحد شخصيات الكاتب الكبير أحمد رجب .
ولكن واحدا من هؤلاء الاصدقاء قام بتعريض القضية وادعى ان هذا الكابوس يحوى ترميزا خفى الدلالاتفهو يدل على كراهية الشعب لكل النظم السلطوية الديكتاتورية بالسليقة وأن السياسة التعليمية فى مصر تمارس نوعا من الدكتاتورية على الطالب منذ الصغر وهو ما يجعل الشخص يرى فى الفصل والامتحان والمراقب رمزا للنظام .
وعلى اية حال فهذا الكابوس وحده يجب أن يستوقف ولاة الامر ويدفع الى فتح ملف السياسة التعليمية فى مصر انطلاقا من التحليل النفسى لهذا الكابوس أو التفسير التأويلى الذى سيقول به الشيخ سالم أبو الفتوح سالم ويجب أن تشكل لجنة تقصى حقائق لهذا الكابوس ومعرفة اسباب هذا الكابوس الذى يهاجم المصريين ومن المؤكد أن هذه اللجنة ستخرج بنتيجة فحواها " التعليم نفسن المصريين " يذكر أننى لست وحدى مريضا بهذا الحلم لأن هذا الحلم يهاجم كل المصريين الذين ابتلاهم الله بالتعليم فى مصر من رئيس الدولة حتى الحاصل على ابتدائية وكل الذين اورثهم التعليم " عقدة " لا تحلها إجازات الكون مجتمعة فاذا لم يمحو أثر السنين ما فعلته الامتحانات فهل تمحيه إجازة نصف العام أو حتى إجازة العام كله فالاشك أن الطلاب المصريين يودون أن يأخذوا العمر كله إجازة حتى لا يعودوا الى التعليم .وحتى لوأخذوها فلن يتركهم ذلك الكابوس الكئيب أبد الدهر .
أعتقد أن المشكل الحقيقى يكمن فى الدراسة التى لا تسطيع إجازة أن تفك عقدها وتمحو آثرها الحل هو كيف الا تصبح الدراسة شبح مرعب الظل ننتظر بفارغ الصبر أن ينقشع .
ما فائدة الإجازة التى سيعقبها دراسة مفروضة وملزمة وما عساه تفعله الاجازة وقد ثبت أنها لا تستطيع أن تحمى نفسها من كوابيس الدراسة والامتحان .
الإجازة أمنية " حلم" نتخيل أنه جميل ولكن إذا أدركناه فقد معناه ورونقه والعيش على انتظاره أفضل من الوصول اليه ويحضرنى فهذا الصدد قصة عالقة فى ذهنى فيروى أن عبدا لكليب أخو الزير سالم قضى عمره يحلم بالسفر الى الهند فلما اختفى الزير سالم وظن أنه قتل لم يبقى لهذا العبد غايةمن الحياة الاالسفر للهند فلما رآى هذا العبد امرىء القيس بن ابان يتجهز للسفر للهند طلب منه ان يأخذه معه ففرح العبد أشد الفرح فهاهوذا يتحقق حلمه التاريخى وعندما آتت لحظة السفر ذهب العبد لامرىء القيس وأخبره بأنه لن يسافر الى الهند فاستغرب امرىء القيس وقال له : الم يكن حلمك فأجابه العبد : ولكن حلمى هذا إن تحقق لماذا سأعيش بعدها ؟

وربنا يشفينا .

Salaheldeen1979@hotmail.com



ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات

Services

More Services

© 2014 صلاح الدين حسن. Designed by Bloggertheme9 | Distributed By Gooyaabi Templates
Powered by Blogger.